طرق عملية وإيجابية لتربية الطفل.. وانتظري النتيجة
الأطفال من7-14 عاماً لا يسمعون كلامك أو تعليماتك.. فيطيعونك، إنما يتعلمون من مشاهدتك ثم يقلدونك، وفي الجانب الثاني يصدق الأطفال كل ما يقال عنهم؛ مدحاً ورضاً كان أو إهانة وتوبيخاً؛ فحين يهينهم الآباء أو يعاملونهم معاملة سيئة.. يحزنون معتقدين أنهم يستحقون تلك الإهانات ويتقبلونها، وإن مدحوهم وتعاملوا معهم بحنان ولطف، واحترموا خياراتهم، وساعدوهم كي يتحملوا المسؤولية.. تجد الأطفال يتحركون بزهو وثقة وخيلاء وسط البيت وبالخارج مع الأصدقاء، بشكل عملي وإيجابي ومتحضر، متعجبين مما فعلوا، والمحصلة في النهاية أسلوب تربية جيد، معه تنمو شخصياتهم بشكل متوازن وإيجابي، ويتكوّن لديهم مستوى مقبولاً من احترام وتقدير الذات”.
اللقاء والدكتور أنور المحمدي أستاذ التربية وتعديل السلوك.. ليستكمل عرض أفكاره.. ووضع القواعد لتربية الطفل بشكل سوي وعملي وإيجابي.
1-سلوكيات وعلامات تدفع الآباء لإعادة النظر
-
عدم الطاعة أو سوء سلوك الطفل، ليست الأشياء التي تنذر بالخطر، أو تجعل الآباء يعيدون النظر في أساليبهم التربوية.
-
ولكن إذا شعرت ان أطفالك يميلون بشكل متزايد نحو: الانسحاب والبقاء وحيداً، الهدوء الزائد غير المعتاد، مشاركة أقل لأحداث اليوم أو المشاعر.
-
لاحظت مظاهر العنف؛ بمعنى تعامل الطفل مع الآخرين بتنمر.. بعنف جسدي ولفظي، ومبالغة في رد الفعل تجاه المواقف المعتادة..
-
أو كان يشعر بالخوف من أشخاص أو مواقف، أماكن معينة، والكذب لإخفاء شيء أو تجنب عقاب.
-
وبالمنزل هناك الغيرة الأخوية، المنازعات الأسرية، مواجهة الصعوبات المالية التي يعرف عنها الطفل وغير ذلك.
-
أشياء تحدث في المدرسة: الأعباء الدراسية، التنمر، الرفض أو الإقصاء من قبل الأصدقاء أو زملاء الفصل، وما إلى ذلك.
-
وربما رجع سوء السلوك لعدم القدرة على التعبير عن مخاوفهم وقلقهم؛ خوفاً من أن يتم الحكم عليهم أو انتقادهم أو معاقبتهم.
2-قواعد عملية وإيجابية للتعامل
-
تمتعي بمهارة الاستماع لطفلك
اختاري لحظة يكون فيها أطفالك في حالة مزاجية جيدة، واطلبي منهم أن يخبروك عن شيء حدث خلال يومهم.
استمعي جيداً وتأكدي من إظهار إشارات تدل على أنك مستمعة جيدة، مثل إظهار الود والاهتمام بالحديث، والإيماء بالرأس، والنظر لأعينهم مباشرة.
تجنبي مقاطعتهم وانتظري حتى ينتهوا من الحديث.. واطرحي عليهم أسئلة لإظهار أنك مهتمة بالفعل مثل: “ثم ماذا حدث؟” “وماذا فعلت؟”.
تجنبي إصدار الأحكام وإلقاء المحاضرات عليهم، إذا قالوا إنهم ارتكبوا خطاً ما، فقد يمنعهم ذلك من إخبارك لاحقاً.
انتظري حتى ينتهوا وفكري في أساليب ممكنة لمعالجة هذا السلوك السلبي في وقت لاحق.
والآن، قومي بتبادل الأدوار واطلبي منهم الاستماع إليك بينما تخبريهنم عما حدث لك.
-
الطلب بشكل إيجابي
قومي بالتواصل من خلال النظر في العين.. وحدّد ي بالضبط ما الذي تريدين من الطفل أن يقوم به.. وأخبريه مباشرة.. كيف سيجعلك هذا الأمر تشعرين؛ مثال: ستساعدني بشكل كبير عندما تنظف غرفتك.
استخدمي عبارات تعبر عن الاحترام والتقدير مثل: “أود منك أن تفعل …”، “سأكون ممتنة لك إذا قمت بـ…” وامدحيه حين يقوم بتنفيذ الطلب.
-
كيفية التعامل مع السلوك الجيد
حين يتجاهل أطفالك ما تطلبينه منهم، أو يخالفون قاعدة اتفقتم عليها، كيف تخبرينهم – بطريقة إيجابية – أنهم يتصرفون بطريقة غير مقبولة أو سيئة؟
عبّري لهم عن مشاعرك السلبية تجاه هذا السلوك.. انظري إليهم وتحدثي بحزم.. وأخبريهم بالضبط ما فعلوه وأغضبك.. وأخبريهم بما يمكن عمله لتدارك الموقف أو إصلاح الخطأ (سأكون ممتناً لو قمت بـ….).. واقترحي عليهم كيف يمكنهم التصرف لتجنب حدوث ذلك في المستقبل (في المستقبل، أقترح أن ….).
كيفية شرح العواقب المترتبة على عدم اتباع القواعد
-
حددي المقصود بسوء السلوك: ما تريدين أن يفعله أطفالك، وما لا تريدين منهم أن يفعلوه.. حددي عاقبة واضحة ستحدث في حالة قيامهم بالسلوك السيء (إذا حدث .. ستكون نتيجته…..).
-
عند حدوث ما سبق رغم تحذيرك، قومي بتطبيق العواقب على الفور، وذلك بعد لفت نظر الأطفال إلى العلاقة بينهما.
-
وامتدحيهم إذا اعتذروا أو اتبعوا القواعد.
3-قدمي المساعدة في حل مشاكلهم
-
يحدث أن يتصرف الأطفال بطريقة سلبية، لشعورهم بالقلق والتوتر بشأن مشكلة أخرى، وعلى الرغم من أهمية أن تجعلي أطفالك مستقلين ويحاولون اكتشاف الأشياء بأنفسهم، عليك أن تجعليهم يعرفون أن بإمكانهم دائماً اللجوء إليك للحصول على المساعدة.
-
حددي المشكلة بوضوح.. وفكروا سوياً في الحلول الممكنة، وشجعيهم على التوصل إلى حلين أو أكثر.. ثم عبري عن شعورك، وفي النهاية اختاري الحل الذي يبدو الأفضل، وقومي بتجربته.. وتحدثي مع طفلك وتابعي الأمر معه لتعرفي.. هل نجح الحل؟
4-العواقب يجب أن تكون مختلفة
-
العقاب لا بد أن يكون مختلفاً عما يستخدمه الآباء للمكافأة؛ فإذا كانت المكافأة هي قضاء بعض الوقت مع أصدقائهم، فلن تكون العاقبة هي إلغاء هذا الوقت.. أو تقديم اعتذار إذا كان السلوك السلبي يؤثر على شخص آخر.
-
لا يجب أن تكون متضمنة لأي عقاب بدني، أو حرمانهم من الطعام أو الذهاب للمدرسة، يمكنها أن تكون مقيدة لأحد الامتيازات، كتقليل وقت الراحة مع الأصدقاء، أو القيام بالمزيد من المهام والأعمال.