دراسة جديدة تبشّر بإمكانية شفاء مرضى التليف الرئوي

توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى أسلوب علمي جديد لعلاج مرضى التليف الرئوي عن طريق استزراع أوعية دموية من أنسجة الرئة داخل المعامل الطبية.

وتشير دراسات إحصائية إلى أن 45 في المئة من الوفيات في الولايات المتحدة تنجم عن أمراض ذات صلة بالتليفات في أنسجة الجسم. ومن المعروف أن التليف الرئوي يؤثر على التنفس، وقد يصاب به المريض دون أسباب محددة.

وتوصل الفريق البحثي من كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة فيرجينيا الأميركية إلى الأسلوب العلاجي الجديد اعتمادا على نماذج حوسبية بشأن كيفية تفاعل الأوعية الدموية داخل الأنسجة المصابة بالتليف في الرئة، مع التركيز على وظيفة فيسيولوجية تعرف باسم “تولد الأوعية”، ويقصد بها قدرة الأنسجة على إصلاح نفسها بعد التعرض لإصابة معينة.

وبحسب الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية “ميكروسيركيليشن” نجح الفريق البحثي في استزراع أنسجة رئوية داخل المختبر اعتمادا على بعض المركبات الكيمائية النشطة التي تحفز نمو الأوعية الدموية الرئوية.

ونقل الموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحثة لاكيشيا تايت قولها إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو فهم الآليات الحيوية والكيميائية التي تتعرض لها الأوعية الدموية في الرئة أثناء عملية التليف.

وأضافت: “لقد استخدمنا تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل سبر أغوار الجينات والبروتينات التي يمكن استهدافها بالأدوية الجديدة المتخصصة في علاج التليف الرئوي”.

والتليُّف الرئوي، بحسب خبراء “مايو كلينيك”، هو مرَض في الرئة يحدُث عندما تتلَف أنسجة الرئة وتندب. ويجعل هذا النسيج السميك القاسي من الصعب على الرئتين أداء وظيفتيهما كما يجِب. وكلما ازداد التليُّف الرئوي حدّة شعر المريض بضِيق التنفُّس.

وقد يحدُث التندُّب المرتبط بالتليُّف الرئوي بسبب العديد من العوامل. ولكن في مُعظم الحالات لا يمكن للأطباء تحديد سبب المشكلة. وفي حالة عدم التوصُّل إلى سبب التليُّف الرئوي، يُطلَق على الحالة اسم التليُّف الرئوي مجهول السبب. ويمكن إصلاح تلَف الرئة الناجِم عن التليُّف الرئوي ولكن قد تُساعد الأدوية والعلاجات في بعض الأحيان على تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة. وبالنسبة إلى بعض الأشخاص قد يكون زرع الرئة مُناسبًا.

وقد تختلف فترة التليُّف الرئوي وشدة الأعراض من شخص إلى آخر. ويصاب بعض الأشخاص بسرعة بمرض شديد. ويُعاني البعض الآخر من أعراض متوسِّطة تزداد سوءًا ببطء، على مدار أشهر وأحيانا سنوات.

وقد يُعاني بعض الأشخاص من تدهور سريع في هذا النوع من الحالات (تَفاقُم حاد)، مثل ضيق التنفُّس الشديد الذي قد يستمرُّ عدة أيام إلى أسابيع. والأشخاص الذين يعانون من تَفاقُم حاد يتمُّ وضعُهم على جهاز التنفُّس الصناعي. وقد يَصِف الأطباء أيضًا مضادَّات حيوية، مثل الكورتيكوستيرويدات، لعلاج التفاقُم الحادِّ.

وقد يَحدث هذا التلف لأسباب مختلفة بما في ذلك التعرض لبعض السموم لفترات طويلة والعلاج الإشعاعي وتناول بعض الأدوية.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى