الرياضة تمكّن النساء من مواجهة الهبّات الساخنة

تندرج الهبّات الساخنة ضمن المتاعب الصحية الشائعة في مرحلة انقطاع الطمث، وهي تعني ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل كبير، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الطارئة على الجسم في هذه المرحلة، وفق ما قاله مركز الصحة الألماني.

وأوضح المركز أنه يمكن للمرأة مواجهة هذه الهبّات الساخنة من خلال ممارسة الرياضة، حيث يساهم إفراز العرق في خفض درجة حرارة الجسم، وهو ما ينطبق أيضا على حمامات الساونا وحمامات البخار.

وتساعد الحمامات التبادلية أيضا في مواجهة الهبّات الساخنة، وهي عبارة عن الاستحمام بماء ساخن ثم بماء بارد.

وفي دراسة صغيرة أجريت على النساء الفنلنديات اللواتي دخلن مؤخرا مرحلة سن اليأس، وجد أن من التزمت منهن ببرنامج التمارين الرياضية الهوائية (الآيروبيك) لمدة ستة أشهر كانت أقل تعرضا لأعراض التعرق الليلي وتقلب المزاج والانفعال والتوتر من النساء اللواتي لم يمارسن التمارين الرياضية.

وقال واضعو الدراسة إن نتائجها تشير إلى أن ممارسة الرياضة يمكن أن تكون بديلا عن العلاج بالهرمونات البديلة لمنع أعراض سن اليأس المزعجة.

وعلق أحد الأطباء ممن لم يشاركوا في الدراسة أنه يفضل ممارسة الرياضة للنساء، حيث أنها الخيار الأفضل بين الخيارات المتاحة لهن لأعراض سن اليأس والتقدم في العمر.

التمارين يمكن أن تساعد النساء في تنظيم درجة حرارة أجسامهن بشكل أفضل

وتعاني 80 في المئة من النساء من بعض أو كل الأعراض النموذجية لسن اليأس في السنوات التي تلي سن اليأس مباشرة، بما في ذلك الشعور بهبات الحرارة، واضطرابات النوم والصداع والاكتئاب والتهيج ومشاكل في الجهاز البولي وجفاف المهبل.

ويمكن للعلاج القائم على هرمون الأستروجين أن يخفف هذه الأعراض، إلا أن المخاوف من المشاكل الصحية المرتبطة به أدت بالعديد من الأطباء والنساء إلى استثنائه من خيارات العلاج. وأشارت العديد من الدراسات السابقة إلى أن التمارين الرياضية قد تقدم نفس التأثير، مع أنه لم تتوافق كل الدراسات مع هذه النتائج.

ومن المهم أيضا ارتداء ملابس جيدة التهوية كالملابس المصنوعة من القطن أو الكتان، مع مراعاة تهوية غرفة النوم جيدا، على أن تتراوح درجة حرارة الغرفة بين 17 و18 درجة مئوية، مع شرب السوائل على نحو كاف.

كما ينبغي الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المحفزة للهبّات الساخنة مثل الكافيين والأطعمة الحريفة والأطعمة المصنعة ومنتجات الحليب المبسترة والنيكوتين والخمر.

ونظرا إلى أن التوتر النفسي يُفاقم الهبّات الساخنة، لذا ينبغي مواجهة التوتر النفسي من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء كاليوغا والتأمل وتدريب التحفيز الذاتي.

وفي إحدى الدراسات السابقة التي أجريت من قبل مؤسسة أبحاث تعزيز الصحة في فنلندا وُجد أن التمارين الرياضية تخفف من عدد مرات الشعور بهبات السخونة عند النساء اللواتي يعانين منها. وفي دراسة حديثة بحث نفس فريق الدراسة السابقة في تأثير الرياضة على أعراض سن اليأس الأخرى.

وقام الباحثون بإدخال 74 امرأة عشوائيا في الدراسة دخلن مؤخرا في مرحلة سن اليأس تتراوح أعمارهن ما بين 45 و63 عاما، ويعانين جميعهن من أعراض سن اليأس. وطلب من هؤلاء المشتركات أن يمارسن التمارين الرياضية لمدة 50 دقيقة في اليوم، أربعة أيام أسبوعيا لمدة 24 أسبوعا. في حين تم تشكيل مجموعة أخرى من النساء للمقارنة قمن بحضور محاضرات بدلا من التمارين الرياضية.

وفي مجموعة التمارين تضمنت جلستان أسبوعيا على الأقل رياضة المشي، بينما قد تكون الجلستان المتبقيتان تتضمنان المشي أو الهرولة أو ركوب الدراجة أو السباحة أو تمارين الآيروبيك أو غيرها من الأنشطة البدنية. وكانت النساء يسجلن أعراض سن اليأس مرتين يوميا.

وبعد ستة أشهر وجد أن عدد النساء اللواتي يمارسن الرياضة ويعانين من تقلب في المزاج والانفعال والتوتر قد انخفض من 20 إلى 10 في المئة. كما انخفضت نسبة التعرق الليلي من 60 في المئة في بداية الدراسة إلى 50 في المئة مع ممارسة التمارين. ولم تكن هناك اختلافات واضحة في مجموعة المقارنة.

ولكن كان هناك بعض الأعراض التي لم تتحسن مع ممارسة التمارين مثل الاكتئاب والصداع ومشاكل الجهاز البولي وجفاف المهبل. في حين كانت آثار التمارين على الحالة المزاجية قوية جدا وتكاد تكون فورية، وربما يكون هذا التفسير الأكثر احتمالا لما قدمته النساء عن أنفسهن من أعراض.

وأوضح الباحثون أن التمارين يمكن أن تساعد النساء في تنظيم درجة حرارة أجسامهن بشكل أفضل، على سبيل المثال، تخفيف بعض من التعرق الليلي، أو الهبات الساخنة. وحذروا من أن النساء اللواتي بدأن للتو بممارسة التمارين الرياضية قد يعانين في البداية من زيادة في الهبات الساخنة إلا أنهن بعد مرور الوقت سيبدأن بالإحساس بالراحة.

ولم يتحدد ما هو الحد الأدنى من التمارين الرياضية التي تستطيع النساء تنفيذها والحصول على تأثيرها على أعراض سن اليأس.

وقد وجدت دراسات أخرى تبحث عن العلاجات البديلة للعلاج بالهرمونات البديلة أن مكملات فول الصويا، ومحاضرات تنمية العقل والذهن، والمشي قد تساعد النساء أيضا في علاج أعراض سن اليأس.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى