شباب يمنيون يقاطعون حضور الأعراس التي يطلق فيها الرصاص

منذ عقود دأب اليمنيون على إطلاق النار في الهواء خلال حفلات الزفاف، كتقليد متوارث حرص عليه الكثيرون رغم الآثار السلبية لهذه الظاهرة التي استعد البعض لمكافحتها.

وضمن مسار مكافحة إطلاق النار في حفلات الزفاف أطلق شبان في مديرية سامع بمحافظة تعز مبادرة بعنوان “أفراحنا أمان”، وقد ركزت على مقاطعة الأعراس التي يطلق فيها الرصاص الحي، سعيا إلى التوعية بمخاطر هذه الظاهرة.

وقد بدأت هذه المبادرة في قرية الضياء بمنطقة بني أحمد التابعة لمديرية سامع، ويسعى المشاركون فيها إلى توسيع نشاطها الجغرافي حماية للناس من الرصاص الراجع من الهواء والذي أودى بحياة الكثيرين وحول الأفراح إلى أحزان.

وتعد مقاطعة الأعراس التي تطلق الرصاص الحي من الحالات النادرة في اليمن الذي يشهد حربا مستمرة منذ تسع سنوات، بين قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمسنودة بالتحالف العربي بقيادة السعودية من جهة، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران من جهة أخرى.

وفي بلد يعاني الكثير من العوائق في شتى مجالات الحياة، تكون مواجهة أي ظاهرة بحاجة إلى عزيمة مستمرة بسبب الصعوبات التي تعترض طريق المبادرين والراغبين في إحداث تغيير إيجابي.

وتقام  في الأعراس اليمنية طقوس متعددة، من بينها استقبال الضيوف القادمين من مناطق مختلفة، ويصاحب ذلك الضرب بالطبول، إضافة إلى إطلاق ألعاب نارية وكذلك إطلاق الزغاريد.

وقال مالك سفيان ناجي، وهو أول عريس تم زفافه بعد تدشين مبادرة مقاطعة الأعراس التي تطلق الرصاص الحي، “عرسي تم بلا إطلاق رصاص… لم أخسر شيئًا لأنني لم أطلق النار أنا وضيوفي”.

وتابع “كسبت كثيرا حيث وفرت مبلغا ماليا كنا سنهدره في حال أطلقنا الرصاص، وكذلك لم نتسبب في إيذاء أحد، لأن من يطلق الرصاص في الأعراس يعتبر “قاتلا محتملا”.

ومضى قائلا “العرس بلا رصاص قيمة إيجابية عظيمة… أشعر بالفخر لأن عرسي كان بلا نيران أو ضحايا”.

ودعا جميع الشباب إلى الحرص على ترسيخ القيم الإيجابية في صفوف المجتمع، والعمل المستمر من أجل محاربة كافة الظواهر السلبية بما في ذلك إطلاق الرصاص، حتى تعم السكينة أرجاء البلاد.

لاقت هذه المبادرة إعجاب العديد من اليمنيين، رغم أن نطاقها الجغرافي غير واسع، لكونها توفر الأمان.

محمد السامعي صحافي مستقل يعمل في وسائل إعلام محلية ودولية، وهو أحد الذين أبدوا إعجابهم بالمبادرة، حيث قال إن “هذه المبادرة حظيت باهتمام ملحوظ من قبل الكثيرين”.

وأضاف السامعي، وهو أحد أبناء المنطقة التي أطلقت فيها المبادرة، أن “ثمة شبابا أضاءوا قراهم بمبادرات ذاتية خففت آثار العديد من الظواهر القاتلة، بما في ذلك إطلاق النار في حفلات الزفاف”.

وأشار إلى أن مبادرة “أفراحنا أمان” تعد من الأنشطة المميزة والنادرة على مستوى المنطقة والمحافظة، لأنها اتخذت قالبا جديدا في مكافحة إطلاق النار، وهو مقاطعة الأعراس التي تتخذ من الرصاص وسيلة للفرحة.

وشدد قائلا “نستطيع أن نفرح بوسائل عديدة هادئة وجذابة بعيدا عن صخب الرصاص وأضراره، أو مكبرات الصوت التي تزعج الآخرين”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى