الآباء المؤسسون.. كيف وضعوا أمريكا على مسار الديمقراطية والحريات؟
دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن إلى فرض ضوابط “أكثر تشددا على صعيد الأسلحة” في خطابه بمناسبة يوم الاستقلال الثلاثاء، إذ أتمت الولايات المتحدة 247 عاما من الاستقلال عن التاج البريطاني.
وندد بايدن في خطابه بتصاعد “موجة” إطلاق النار التي تشهدها ولايات أميركية، تزامن بعضها مع عشية عيد الميلاد.
وقتل خمسة أشخاص في إطلاق نار في فيلادلفيا مساء الاثنين، وأصيب أربعة بجروح بحسب الشرطة. وأدى إطلاق نار آخر في فورت ورث بولاية تكساس إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية وفق شبكة “سي أن أن”.
وقال بايدن في بيان: “في الأيام القليلة الماضية عانت أمتنا مجددا من موجة عمليات إطلاق النار المأسوية والعبثية في مجتمعات في أنحاء الولايات المتحدة”، مشيرا إلى الحوادث التي وقعت في فيلادلفيا وفورت ورث ولانسيغ وكذلك أعمال عنف مرتبطة بالسلاح مؤخرا في بالتيمور وويتشيتا وكانسس وشيكاغو.
وأضاف “بينما تحتفل أمتنا بعيد الاستقلال نصلي من أجل اليوم الذي تصبح فيه مجتمعاتنا خالية من أعمال العنف المرتبطة بالسلاح”.
ورغم حوادث إطلاق النار، يتجدد الاحتفال بعيد الاستقلال كل عام ليذكر الأميركيين والعالم بالحرية والأمل الذي تمثله الولايات المتحدة، إذ أنها لا تزال تجذب آلاف المهاجرين الحالمين بحياة أفضل، سنويا، فيما يطمح عشرات ملايين الأشخاص حول العالم بأن يصبحوا أميركيين.
ولا تزال الولايات المتحدة تُعتبر “أرض الفرص” وواحدة من أكثر البلدان التي يرغب كثيرون في أرجاء المعمورة بالانتقال إليها، لما تقدمه من أسلوب حياة ومعيشة ممتازة بين الاقتصادات المتقدمة من حيث التكنولوجيا والترفيه والتعليم، ناهيك عن امتيازات العيش بحرية.
يقول حوالي 40 في المئة من الأميركيين إنهم “فخورون جدا” بكونهم أميركيين بحسب استطلاع نشرته مؤسسة غالوب في 2022، وعبر نحو 65 في المئة عن فخرهم بـ”الأمة الأميركية”.
ما هي قصة الاستقلال؟
رسم تخيلي للموافقة على إعلان الاستقلال. أرشيفية
قصة استقلال الولايات المتحدة بدأت في فبراير من 1775، حين اشتعل غضب الأميركيين خاصة في مستعمرة ماساتشوستس بعد سنوات مضطربة، أقر فيها البرلمان البريطاني ضرائب وإجراءات تعسفية.
وفي هذا الشهر اعتبرت بريطانيا ماساتشوستس مستعمرة في حالة تمرد. وفي أبريل من العام ذاته، اندلعت المعارك الأولى في الثورة ضد القوات البريطانية بمدينة بوسطن، شارك فيها عدد قليل من المستعمرات، ولكن بحلول منتصف العام التالي، انضمت معظم المستعمرات للثورة.
في تلك الفترة كان الكونغرس الأميركي يمثل “المستعمرات” التي يبلغ عددها 13 مستعمرة، والتي كانت مجبرة على دفع الضرائب لملك إنكلترا، جورج الثالث، رغم عدم وجود تمثيل لهذه المستعمرات في البرلمان البريطاني.
يوم الاستقلال الأميركي
تنامي الاعتراضات على دفع الضرائب، دفع بالملك جورج الثالث لإرسال حملة عسكرية لإخماد ما قد يصبح تمردا على الاحتلال البريطاني حينها.
ومع تسارع الأحداث، اجتمع ممثلو المستعمرات في الكونغرس، وكلفوا الجنرال المتقاعد جورج واشنطن بتشكيل جيش يمثل المستعمرات الـ13، التي أصبحت فيما بعد الولايات المؤسسة للدولة.
الجيش الأميركي الجديد حاصر بوسطن وطرد القوات البريطانية منها، كما اشتبك مع القوات البريطانية في مختلف أنحاء القارة من كندا شمالا إلى ساوث كارولينا جنوبا.
“الأباء المؤسسون”
رسم تخيلي للتوقيع على الدستور الأميركي بريشة هوارد تشاندلر كريستي. أرشيفية
وخلال رحلة الاستقلال والمرحلة التي تلتها في نشأة الولايات المتحدة حدد المؤرخون شخصيات سياسية أطلق عليهم اسم “الآباء المؤسسون للولايات المتحدة”.
ويطلق هذا الاسم على مجموعة من السياسيين الأميركيين الذين قادوا الحرب من أجل الاستقلال عن التاج البريطاني، وما تلتها من مرحلة تأسيس دستور الولايات المتحدة، واستخدم لأول مرة من جانب السياسي وارن هاردينغ عام 1916، والذي أصبح الرئيس التاسع والعشرين للولايات المتحدة.
ويعتبر البعض “الآباء المؤسسين” الموقعين على إعلان الاستقلال في 1776، فيما حددهم المؤرخ ريتشارد موريس بسبعة أشخاص اعتمادا على دورهم في الاستقلال والمراحل التي تلتها، وهم: جورج واشنطن، جون آدمز، بنجامين فرانكلين، ألكساندر هاميلتون، جون جاي، توماس جيفرسون، جيمس ماديسون.
جورج واشنطن
جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة. أرشيفية
أول رئيس للولايات المتحدة. كان جنرالا سابقا ومزارعا ورجل أعمال، قاد الحرب الثورية ضد التاج البريطاني بعد أن كلفه الكونغرس بذلك في عام 1775، ليحاصر بوسطن حينها ويطرد القوات البريطانية في مارس من 1776.
ترأس واشنطن اللجنة التي صاغت الدستور والتي حلت مكان الاتحاد الكونفدرالي، وبموجبها نشأ منصب رئيس الولايات المتحدة.
زيارة إلى منزل جورج واشنطن