الآباء المؤسسون.. كيف وضعوا أمريكا على مسار الديمقراطية والحريات؟

دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن إلى فرض ضوابط “أكثر تشددا على صعيد الأسلحة” في خطابه بمناسبة يوم الاستقلال الثلاثاء، إذ أتمت الولايات المتحدة 247 عاما من الاستقلال عن التاج البريطاني.

وندد بايدن في خطابه بتصاعد “موجة” إطلاق النار التي تشهدها ولايات أميركية، تزامن بعضها مع عشية عيد الميلاد.

وقتل خمسة أشخاص في إطلاق نار في فيلادلفيا مساء الاثنين، وأصيب أربعة بجروح بحسب الشرطة. وأدى إطلاق نار آخر في فورت ورث بولاية تكساس إلى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية وفق شبكة “سي أن أن”.

وقال بايدن في بيان: “في الأيام القليلة الماضية عانت أمتنا مجددا من موجة عمليات إطلاق النار المأسوية والعبثية في مجتمعات في أنحاء الولايات المتحدة”، مشيرا إلى الحوادث التي وقعت في فيلادلفيا وفورت ورث ولانسيغ وكذلك أعمال عنف مرتبطة بالسلاح مؤخرا في بالتيمور وويتشيتا وكانسس وشيكاغو.

وأضاف “بينما تحتفل أمتنا بعيد الاستقلال نصلي من أجل اليوم الذي تصبح فيه مجتمعاتنا خالية من أعمال العنف المرتبطة بالسلاح”.

ورغم حوادث إطلاق النار، يتجدد الاحتفال بعيد الاستقلال كل عام ليذكر الأميركيين والعالم بالحرية والأمل الذي تمثله  الولايات المتحدة، إذ أنها لا تزال تجذب آلاف المهاجرين الحالمين بحياة أفضل، سنويا، فيما يطمح عشرات ملايين الأشخاص حول العالم بأن يصبحوا أميركيين.

ولا تزال الولايات المتحدة تُعتبر  “أرض الفرص” وواحدة من أكثر البلدان التي يرغب كثيرون في أرجاء المعمورة بالانتقال إليها، لما تقدمه من أسلوب حياة ومعيشة ممتازة بين الاقتصادات المتقدمة من حيث التكنولوجيا والترفيه والتعليم، ناهيك عن امتيازات العيش بحرية.

يقول حوالي 40 في المئة من الأميركيين إنهم “فخورون جدا” بكونهم أميركيين بحسب استطلاع نشرته مؤسسة غالوب في 2022، وعبر نحو 65 في المئة عن فخرهم بـ”الأمة الأميركية”.

ما هي قصة الاستقلال؟

رسم تخيلي للموافقة على إعلان الاستقلال. أرشيفية

رسم تخيلي للموافقة على إعلان الاستقلال. أرشيفية

قصة استقلال الولايات المتحدة بدأت في فبراير من 1775، حين اشتعل غضب الأميركيين خاصة في مستعمرة ماساتشوستس بعد سنوات مضطربة، أقر فيها البرلمان البريطاني ضرائب وإجراءات تعسفية.

وفي هذا الشهر اعتبرت بريطانيا ماساتشوستس مستعمرة في حالة تمرد. وفي أبريل من العام ذاته، اندلعت المعارك الأولى في الثورة ضد القوات البريطانية بمدينة بوسطن، شارك فيها عدد قليل من المستعمرات، ولكن بحلول منتصف العام التالي، انضمت معظم المستعمرات للثورة.

في تلك الفترة كان الكونغرس الأميركي يمثل “المستعمرات” التي يبلغ عددها 13 مستعمرة، والتي كانت مجبرة على دفع الضرائب لملك إنكلترا، جورج الثالث، رغم عدم وجود تمثيل لهذه المستعمرات في البرلمان البريطاني.

يوم الاستقلال الأميركي

تنامي الاعتراضات على دفع الضرائب، دفع بالملك جورج الثالث لإرسال حملة عسكرية لإخماد ما قد يصبح تمردا على الاحتلال البريطاني حينها.

ومع تسارع الأحداث، اجتمع ممثلو المستعمرات في الكونغرس، وكلفوا الجنرال المتقاعد جورج واشنطن بتشكيل جيش يمثل المستعمرات الـ13، التي أصبحت فيما بعد الولايات المؤسسة للدولة.

الجيش الأميركي الجديد حاصر بوسطن وطرد القوات البريطانية منها، كما اشتبك مع القوات البريطانية في مختلف أنحاء القارة من كندا شمالا إلى ساوث كارولينا جنوبا.

“الأباء المؤسسون”

رسم تخيلي للتوقيع على الدستور الأميركي بريشة هوارد تشاندلر كريستي. أرشيفية

رسم تخيلي للتوقيع على الدستور الأميركي بريشة هوارد تشاندلر كريستي. أرشيفية

وخلال رحلة الاستقلال والمرحلة التي تلتها في نشأة الولايات المتحدة حدد المؤرخون شخصيات سياسية أطلق عليهم اسم “الآباء المؤسسون للولايات المتحدة”.

ويطلق هذا الاسم على مجموعة من السياسيين الأميركيين الذين قادوا الحرب من أجل الاستقلال عن التاج البريطاني، وما تلتها من مرحلة تأسيس دستور الولايات المتحدة، واستخدم لأول مرة من جانب السياسي وارن هاردينغ عام 1916، والذي أصبح الرئيس التاسع والعشرين للولايات المتحدة.

ويعتبر البعض “الآباء المؤسسين” الموقعين على إعلان الاستقلال في 1776، فيما حددهم المؤرخ ريتشارد موريس بسبعة أشخاص اعتمادا على دورهم في الاستقلال والمراحل التي تلتها، وهم: جورج واشنطن، جون آدمز، بنجامين فرانكلين، ألكساندر هاميلتون، جون جاي، توماس جيفرسون، جيمس ماديسون.

جورج واشنطن

جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة. أرشيفية

جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة. أرشيفية

أول رئيس للولايات المتحدة. كان جنرالا سابقا ومزارعا ورجل أعمال، قاد الحرب الثورية ضد التاج البريطاني بعد أن كلفه الكونغرس بذلك في عام 1775، ليحاصر بوسطن حينها ويطرد القوات البريطانية في مارس من 1776.

ترأس واشنطن اللجنة التي صاغت الدستور والتي حلت مكان الاتحاد الكونفدرالي، وبموجبها نشأ منصب رئيس الولايات المتحدة.

زيارة إلى منزل جورج واشنطن

في عام 1783 استقال واشنطن من مهام قيادة الجيش الأميركي وتخلى عن السلطة حينها، وهو ما جعلهم ينظرون إليه كـ”بطل عالمي”، وفي عام 1788 تم انتخابه رئيسا للبلاد وخدم ولايتين، وأرسى مبدأ الانتقال السلمي بين الرؤساء كما رفض ترشيح نفسه لفترة ثالثة.

ودعم واشنطن الإجراءات التي أقرها الكونغرس لحماية استملاك العبيد، ولكنه بعد ذلك منح عبيده الذين يتجاوز عددهم 500 عبدا حريتهم في وصيته عام 1799.

وأقر واشنطن في عام 1790 تخصيص مقاطعة كولومبيا لتصبح مقرا دائما للحكومة الأميركية والتي أصبحت تعرف باسم “واشنطن دي سي”.

جون آدمز

جون آدامز الرئيس الثاني للولايات المتحدة. أرشيفية

جون آدامز الرئيس الثاني للولايات المتحدة. أرشيفية

الرئيس الثاني للولايات المتحدة، ويوصف بـ”الفيلسوف السياسي”، ومن السياسيين الذين قادوا الحركة السياسية من أجل استقلال أميركا.

خلال الثورة الأميركية خدم آدمز في مناصب دبلوماسية في فرنسا وهولندا، وساهم في التفاوض على معاهدة السلام مع بريطانيا.

كان وزيرا في محكمة سانت جيمس خلال 1785 وحتى 1788، وانتخب نائبا للرئيس جورج واشنطن.

وعندما أصبح رئيسا للبلاد، واجه صعوبات كبيرة حيث تسببت الحرب بين البريطانيين والفرنسيين حينها بمشاكل وصلت صداها للأحزاب والفصائل داخل الولايات المتحدة.

خدم آدامز رئيسا للبلاد لفترتين وخسر في محاولته الثالثة إعادة انتخابه عام 1800 أمام توماس جيفرسون.

بعد تقاعد آدامز تفرغ لحياته الخاصة، وتوفي في الرابع من يوليو عام 1826.

بنجامين فرانكلين

بنجامين فرانكلين بريشة سيفريد دوبليسيس. أرشيفية

بنجامين فرانكلين بريشة سيفريد دوبليسيس. أرشيفية

قد يكون جورج واشنطن أول قائد للجيش الأميركي، وأول رئيس للبلاد، ولكن على مدار عقدين قبل الثورة الأميركية كان بنجامين فرانكلين أشهر أميركي في العام.

كان عالما ومخترعا مشهورا وفاز بميدالية “كوبلي” من الجمعية الملكية، وهي تعادل جائزة نوبل في القرن الثامن عشر.

ولد فرانكلين في بوسطن عام 1706، وانتقل خلال حياته للعيش في لندن، وعاد إلى أميركا وسكن في فيلادلفيا في عام 1726.

قبل حياته السياسية أسس الجمعية الفلسفية الأميركية، وأول شركة للمكتبات في فيلادلفيا وأكاديمية فيلادلفيا التي أصبحت جامعة بنسلفانيا، وساعد في إنشاء أول مستشفى في أميركا، وأنشأ أول خدمة إطفاء للحرائق عام 1736.

في بداية الثورة الأميركية كان داعما للمصالحة بين بريطانيا ومستعمراتها الأميركية، ولكنها بعد ذلك تحول ليصبح مناهضا شرسا ضد التاج البريطاني، وأصبح أحد أعضاء اللجنة المكونة من خمسة أشخاص لصياغة إعلان الاستقلال.

وكان فرانكلين الرجل الوحيد الذي وقع على الوثائق الرئيسية الثلاث المتعلقة بولادة الولايات المتحدة: إعلان الاستقلال، معاهدة باريس، الدستور الأميركي.

وشغل فرانكلين منصب حاكم بنسلفانيا، وكان يملك عددا من العبيد، ولكن في بداية الخمسينيات من القرن الثامن عشر بدأ يناهض العبودية ودعا إلى التخلص منها، وطالب بدمج الأميركيين الأفارقة في المجتمع.

ألكساندر هاميلتون

ألكساندر هاميلتون بريشة جون ترمبل. أرشيفية

ألكساندر هاميلتون بريشة جون ترمبل. أرشيفية

أحد الأباء المؤسسون للولايات المتحدة الذين قاتلوا في الحرب ضد بريطانيا، وساعد في صياغة الدستور، وكان أول وزير للخزانة في الولايات المتحدة المتحدة.

يعتبر هاميلتون أحد أبرز مهندسي النظام المالي الأميركي، وتولى مهمة صعبة شملت تمويل ديون الولايات من قبل الحكومة الاتحادية وتأسيس الاحتياطي الفيدرالي ونظام التعريفة الجمركية، وتنسيق العلاقات التجارية مع بريطانيا، وذلك خلال إدارة جورج واشنطن.

انضم هاميلتون بداية حرب الاستقلال إلى مجموعات وفصائل مسلحة في عام 1775، وفي مطلع 1776 استطاع جمع فرقة مدفعية وتعيينه نقيبا عليها، وأصبح مساعدا للجنرال جورج واشنطن حينها.

يعتبر ألكسندر من أهم المفسرين للدستور الأميركي، وشارك في مؤتمر فيلادلفيا، وساهم في التصديق على الدستور، وكتب 51 مقالة تعتبر من أهم الأوراق الفيدرالية لتفسير الدستور الأميركي.

جون جاي

جون جاي أول رئيس قضاة للمحكمة العليا للولايات المتحدة. أرشيفية

جون جاي أول رئيس قضاة للمحكمة العليا للولايات المتحدة. أرشيفية

يوصف جون جاي بأنه رجل وطني أميركي، وهو ينحدر من أصول فرنسية وهولندية، وكان أحد المفاوضين والموقعين على معاهدة باريس لعام 1783، وأول رئيس قضاة للمحكمة العليا للولايات المتحدة.

كان جاي حليفا لجورج واشنطن وألكسندر هاميلتون، ومسؤولا عن السياسية الخارجية للولايات المتحدة خلال 1784 حتى 1789.

في عام 1794 أرسل واشنطن جاي إلى لندن للتوصل إلى حل لتجنب صراع مسلح بين البلدين، ليتوصل إلى اتفاقية سميت بـ”اتفاقية جاي” والتي ضمنت خروج كامل للقوات البريطانية من الشمال الغربي للبلاد، ومنحتهم تفضيلات على صعيد التجارة في ما يرتبط بالبضائع البريطانية.

وأصبح جاي بعدها بسنة حاكما لنيويورك في 1795، وساند جهود تحرير العبيد بتأسيس جمعية “تحرير العبيد” في نيويورك، وساعد في تمرير قانون التحرر من العبودية عام 1827.

توماس جيفرسون

توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة. أرشيفية

توماس جيفرسون الرئيس الثالث للولايات المتحدة. أرشيفية

الرئيس الثالث للولايات المتحدة، وكان ضمن لجنة صياغة إعلان الاستقلال إذ كتب حينها المسودة الأولى منها، وداعما كبيرا للديمقراطية وحقوق الإنسان.

كان جيفرسون أول وزير خارجية للولايات المتحدة في عهد الرئيس جورج واشنطن.

وخلال رئاسته الأولى لولايات المتحدة أرسل حملة استكشاف الغرب ليصبح مهندسا “للتوسعة الأميركية”، لتتضاعف مساحة البلاد مرتين في عهده.

وخلال رئاسته الثانية للبلاد واجه العديد من المشاكل الداخلية، كما تصاعدت حدة المشاكل مع بريطانيا، حيث دخل في حرب اقتصادية، وفي عام 1807 وقع على مشروع يحظر جلب مزيد من العبيد للولايات المتحدة.

عرف عن جيفرسون ثقافته الواسعة إذ كان يتحدث خمس لغات، وله اهتمامات علمية وأدبية دفعته لتأسيس جامعة فيرجينيا.

جيمس ماديسون

جيمس ماديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة . أرشيفية

جيمس ماديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة . أرشيفية

الرئيس الرابع للولايات المتحدة، سُمي بالأب الروحي للدستور الأميركي لدوره في وضعه بالتعاون مع ألكسندر هاميلتون وجون جاي عام 1787.

تسلم ماديسون منصب وزير الخارجية خلال 1801 حتى 1809، ليتسلم رئاسة البلاد في مارس 1809 وبقي فيه لفترتين.

خلال رئاسته للبلاد أعلن الحرب على بريطانيا، واستمرت ثلاث سنوات منذ 1812 وحتى 1815، والتي استطاع البريطانيون حينها من دخول العاصمة واشنطن وأضرموا النار في البيت الأبيض ومبنى الكونغرس.

ساعد في صياغة قانون الحقوق للولايات المتحدة، وسن أول تشريع خاص بالإيرادات.

ماسون.. “المؤسس المنسي”

جورج ماسون ساهم في صياغة إعلان فيرجينيا للحقوق. أرشيفية

جورج ماسون ساهم في صياغة إعلان فيرجينيا للحقوق. أرشيفية

ويتوسع البعض في مصطلح “الأباء المؤسسين” ليشمل من حضروا الاجتماع الذي عقد في فيلادلفيا عام 1787 ولكنهم لم يوقعوا إعلان الاستقلال أو على الدستور الذي تم اعتماده للولايات المتحدة.

ومن بين هؤلاء جورج ماسون، وهو سياسي من فيرجينيا أطلق عليه اسم “المؤسس المنسي”، وكان عضوا في مجلس النواب في الولاية في عام 1759.

عارض ماسون سياسات بريطانيا، وكان نشطا على الصعيد الثوري وساهم بشكل أساسي في تحفيز المستعمرات الأميركية حينها على مقاطعة البضائع البريطانية المستوردة.

وخلال الثورة الأميركية خدم ماسون في لجان مجلس النواب في مسقط رأسه في مقاطعة فيرفاكس، خاصة في ما يرتبط بمراجعة قوانين فيرجينيا بعد الاستقلال.

واشتهر ماسون في صياغة إعلان فيرجينيا للحقوق ووثيقة الدستور للولاية، ورفض التوقيع عام 1787 على دستور الولايات المتحدة لعدم وجود قوانين تدعم الحقوق حينها.

وتضمن إعلان فيرجينيا للحقوق أن الحكومة تستمتد “قوتها من الشعب”، ناهيك عن حرية “الدين والصحافة”، والحق في المحاكمة أمام هيئة محلفين، والسيطرة المدنية على الجيش، وتضمن أيضا أن “جميع الرجال بطبيعتهم أحرار ومستقلون ومتساوون لديهم حقوق متأصلة بما في ذلك الحق في الحياة والحرية”، وأصبحت هذه الوثيقة أساسا لوثيقة الحقوق الأميركية، وأساسا يستمد منه ترسيخ “الحريات الفردية” في القوانين المختلفة.

تعاون ماسون مع جورج واشنطن في 1769، إذ صاغا وثيقة أصبحت تعرف باسم “قرارات فيرجينيا”، ومثلت طريقة للاحتجاج على السياسات الضريبيبة التي يفرضها التاج البريطاني، من خلال مقاطعة السلع الفاخرة المستوردة للمستعمرات من بريطانيا.

وبعدها بسنوات في 1774 اعتمد برلمان فيرجينيا مجموعة من القرارات عرفت باسم “قرارات فيرفاكس” والتي صاغها ماسون وحذرت من وجود مؤامرة بريطانية تهدف إلى جعل المواطنين في المستعمرات الأميركية مواطنين من الدرجة الثانية، مكررا فكرة أن “الممثلين المنتخبين عن المستعمرات هم من يمكنهم تمرير قوانين ملزمة للشعب”.

حقائق عن الرابع من يوليو

احتفالات في كل المدن الأميركية بعيد الاستقلال. أرشيفية

احتفالات في كل المدن الأميركية بعيد الاستقلال. أرشيفية

•    بعد تبني إعلان الاستقلال في الثاني من يوليو من 1776 تم دق جرس الحرية في قاعة الاستقلال في فيلادلفيا.

•    تم اعتماد الرابع من يوليو من 1776 كيوم إعلان الاستقلال رغم أن اكتمال التوقيع عليه من جانب جميع أعضاء الكونغرس القاري لم يتم حتى أغسطس.

•    جون آدامز كان يعتقد أنه سيتم اعتماد “الثاني من يوليو” للاحتفال بعيد استقلال أميركا، إذ كتب في رسالة لزوجته في الثالث من يوليو من 1776 “أن هذا اليوم سيكون من الأيام التي لا تنسى في تاريخ أميركا.. أنا أؤمن أنه سيتم الاحتفال به جيلا بعد جيل كمهرجان لذكرى عظيمة”، وحتى بعد اعتماد تاريخ الرابع من يوليو كان يرفض حضور المناسبات والفعاليات في هذا اليوم طوال حياته.

•    بعد التوقيع على إعلان الاستقلال قضت الوثيقة وقتا طويلا في التنقل بين المدن، إذا وضعت في بالتيمور بميريلاند في البداية، وفي مارس من 1777 تم نقلها إلى فيلادلفيا، وبعدها نقلت إلى العاصمة واشنطن في 1800، ونقلت إلى ليسبرغ في فيرجينيا في 1814 بعدما أحرق البريطانيون البيت الأبيض، ليتم إعادتها بعد ذلك العاصمة واشنطن.

•    عندما تم التوقيع على إعلان الاستقلال كان هناك 2.5 مليون نسمة يعيشون في أميركا.

•    كان المغرب أول دولة في العالم تعترف باستقلال الولايات المتحدة عام 1777.

•    ماساتشوستس كانت أول ولاية تجعل من الرابع من يوليو عطلة رسمية عام 1781.

•    في عام 1778 احتفل جورج واشنطن بيوم الاستقلال بمضاعفة حصص الجنود من مشروب “الرم”.

•    أصبح عيد الاستقلال عطلة فيدارلية في 1870، ولكنه في عام 1941 أصبح عطلة فيدرالية مدفوعة الأجر للعاملين.

•    مدينة رود آيلند تحتفل بعيد الاستقلال وتعتبره عطلة رسمية منذ 1785، أي 85 عاما قبل اعتبار عطلة فيدرالية.

•    جون هانكوك كان أول الموقعين وتوقيعه الأكبر على وثيقة إعلان الاستقلال.

•    توفي ثلاثة رؤساء أميركيين بالتاريخ ذاته من الرابع من يوليو في سنوات مختلفة: توماس جيفرسون، جون آدامز، جيمس مونرو.

•    الرئيس الأميركي الأسبق، توماس جيفرسون استضاف أول احتفال بالرابع من يوليو في البيت الأبيض عام 1801.

•    الرئيس الأميركي الأسبق، زاكاري تايلور توفي عام 1850 بعدما تناول فاكهة فاسدة في احتفالات الرابع من يوليو.

•    الأميركيون يأكلون حوالي 150 هوت دوغ في عيد الاستقلال بتكلفة تتجاوز 8 مليارات دولار، وبما يكفي تغطية المسافة من العاصمة واشنطن وحتى لوس أنجلس أكثر من خمس مرات، بحسب “المجلس الوطني للهوت دوغ والنقانق” في الولايات المتحدة.

•    تمكن رجل معروف باسم جوي تشيسنت من التهام 63 شطيرة هوت دوغ في غضون عشر دقائق، ليفوز في مسابقة الأكل التنافسية لعام 2022 والتي تنظم سنويا في كوني آيلاند بنيويورك في يوم عيد الاستقلال الأميركي.

•    تقدر جميعة تجارة مشروب الشعير (البيرة) أنه خلال هذا اليوم يكون استهلاك هذا المشروب الأعلى في الولايات المتحدة من كل عام.

•    يعتبر الرابع من يوليو من أكثر الأيام دموية للقيادة تحت تأثير الكحول كل عام، بحسب تحليل أجراه معهد التأمين للسلامة على الطرق.

•    يتناول الأميركيون في نيوإنغلند وجبة تقليدية في عيد الاستقلال وهي تضم أسماك السلمون والفاصولياء الخضراء، والتي أصبحت الوجبة التقليدية لهذا اليوم بالصدفة إذ أن وقت الاحتفال بعيد الاستقلال يتوافق مع موسم وفرة هذا السمك.

أغاني الرابع من يوليو

تتصاحب الاحتفالات بعيد الاستقلال بأناشيد حماسية وطنية . أرشيفية

تتصاحب الاحتفالات بعيد الاستقلال بأناشيد حماسية وطنية . أرشيفية

تعتبر الأغاني الوطنية من أبرز مميزات الاحتفالات بعد الاستقلال والتي تتغنى بالقيم الأميركية والتنوع الذي تمثله البلاد.

ويتم غناء أنشودة “الراية المرصعة بالنجوم” للشاعر فرانسيس سكوت كي، في احتفالات يوم الاستقلال والتي أصبحت النشيد الوطني في عام 1931، إذ يستذكر مقطع متكرر منها النضال المبكر الذي خاضته الأمة.

كما يتم ترديد أنشودة “يا بلادي” والتي ظهرت بعد أقل من عقدين من ظهور النشيد الوطني الأميركي، وكتبها صموئيل فرانسيس سميث والتي تم اقتباسها بتصرف من النشيد الوطني البريطاني.

وفي بعض الاحتفالات يتم غناء بعض كلاسيكيات حقبة الحرب الأهلية مثل أغاني “شعار الحرية” و”ترنيمة معركة الجمهورية”.

كما يردد البعض أنشودة “أميركا الجميلة”، التي كتبتها كاترين باتس عام 1895، وفي مطلع القرن العشرين، تم تحويلها إلى قطعة موسيقية موسيقية على يد صمؤيل وورد.

جون إدوارد هاسي، المسؤول عن الموسيقى الأميركية في مؤسسة سميثسونيان، قال لموقع “يو أس إنفو” التابع للخارجية الأميركية “إن مخزون الأمة من الموسيقى الوطنية نما بشكل ملحوظ خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين”.

وهناك العديد من الأغاني التي يتم التغني بها في هذا اليوم ومنها: أغنية “فليبارك الله أميركا” وأغنية “هذه البلاد هي بلادكم”، إضافة إلى العديد من المقطوعات الغنائية العسكرية الحماسية.

اقتباسات من خطابات الاحتفالات الرابع من يوليو

بايدن: ارتدادات ما حصل في عام 1776 مستمرة. أرشيفية

بايدن: ارتدادات ما حصل في عام 1776 مستمرة. أرشيفية

يمثل يوم استقلال الولايات المتحدة فرصة للسياسيين والشخصيات العامة لإلقاء خطابات تمجد القيم والتقاليد الأميركية.

الرئيس الأول للولايات المتحدة، جورج واشنطن قال في أولى خطاباته كرئيس إن “الحرية عندما تبدأ في التجذر هي نبات سريع النمو”، وأضاف “فلنحيي ونشجع بعضنا البعض، ونظهر للعالم أن الرجل الحر الذي يناضل من أجل الحرية على أرضه، أفضل من أي مرتزق على الأرض”.

الرئيس الثاني للولايات المتحدة، جون آدامز قال إنه “يجب تربية الأطفال وتعليمهم مبادئ الحرية”، وأضاف أن ” “الحرية وفقا للميتافيزيقيا الخاصة بي، هي قوة ذاتية لدى المفكر.. إنها تنطوي على الفكر والاختيار والسلطة”.

وأشار إلى أنه “لا يمكن الحفاظ على الحرية من دون وجود معرفة عامة بين الناس”.

توماس جيفرسون الذي كتب المسودة الأولى من إعلان الاستقلال قال إن “الديمقراطية هي حكومة الشعب، من قبل الشعب، من أجل الشعب”.

جيمس ويلسون أحد الآباء المؤسسين للبلاد الموقعين على إعلان الاستقلال، حض في كلمة في الرابع من يوليو عام 1788 أمام حشد كبير المصادقة على “الدستور المقترح” حينها، وتساءل “ما هو الأمر الذي نتدبره. إنه شعب بأكمله يمارس أول وأعظم سلطة له.. إنه يؤدي إجراءا سياديا مستقلا، أصيلا وليس له حدود…”.

الرئيس وودرو ويلسون قال في خطاب بمناسبة عيد الاستقلال إن “الحرية لم تأتِ أبدا من الحكومة. الحرية أتت من رعاياها الشعب. تاريخ الحرية هو تاريخ المقاومة”.

خلال الحرب العالمية الثانية، قال الرئيس الأميركي الأسبق، فرانكلن روزفلت في خطاب بمناسبة يوم الاستقلال إنه “رمز للحرية والديمقراطية التي يعتبرها مواطنونا على أنها حق مكتسب بالولادة.. إنه بالنسبة لجيش الثورة الأميركي المنهك، والجائع والذي تنقصه العدة والتجهيز.. منشطا للأمل. وهو كذلك اليوم أيضا.. إن الرجال الأشداء الذين يحاربون من أجل الحرية في هذه الساعة المظلمة يتأثرون برسالتها وهي اليقين بالحق في الحرية الفردية في ظل الله لجميع الشعوب الأعراق والمجموعات والأمم في كل مكان حول العالم”.

قال الرئيس الأميركي بايدن، في كلمة بمناسبة الاحتفال الاستقلال عام 2022 إن “ارتدادات ما حصل في عام 1776 مستمرة..”، مؤكدا أن الأميركيين “موحدون أكثر مما هم منقسمون”.

وأشار إلى أن “الولايات المتحدة هي البلد الوحيد الذي لا يرتكز على جغرافيا دينية أو إثنية” و”لطالما خرجنا من الأزمات التي عشناها أحسن مما كنا قبلها”.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى