منظمة الصحة ستعلنه مادة مسرطنة.. ما هو “الأسبارتام” الشائع الاستخدام؟

قبل يومين، كشفت رويترز نقلا عن مصادر لم تكشف عن هويتها، أن الوكالة الدولية لبحوث السرطان ستدرج، خلال وقت لاحق من الشهر الحالي، مادة “الأسبارتام” على أنها “من المحتمل أن تكون مادة مسرطنة للبشر” للمرة الأولى.

ويهدف قرار الوكالة، الذي خلصت إليه خلال وقت سابق من الشهر الماضي، بعد اجتماع لخبراء من خارج الهيئة، إلى تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطرا محتملا أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة.

وأثار ذلك ردود فعل واسعة على اعتبار أن “الأسبارتام” يدخل في صناعة كثير من المواد الغذائية التي يستهلكها الناس بصفة يومية.

والوكالة الدولية لبحوث السرطان هي جهة دولية مختصة بالأبحاث عن مرض السرطان تابعة لمنظمة الصحة العالمية، حيث تتخذ من مدينة ليون الفرنسية مقرا لها.

ومن المزمع أن تتخذ الوكالة قرارها يوم 14 يوليو المقبل، مما قد يجعلها في مواجهة مع صناعة الأغذية والجهات التنظيمية الأخرى، بحسب رويترز.

ما هو “الأسبارتام” وما هي استخداماته؟

“الأسبارتام” هو مُحلي صناعي يُباع تحت أسماء تجارية مختلفة، ويعد أحلى بأكثر من 200 ضعف من السكر العادي، ولكن بسعرات حرارية أقل بكثير، وفقا للوكالة الأوروبية لسلامة الأغذية.

ويتكون “الأسبارتام” أساسا من اثنين من الأحماض الأمينية هما: فينيل ألانين، وحمض الأسبارتيك. وعندما يتم المزج بين فينيل ألانين وحمض الأسبارتيك بطريقة معينة لتكوين “الأسبارتام”، فإنهما ينتجان مادة حلوة المذاق بشكل مكثف.

وبحسب رويترز، فإن هذه المادة اكتشفها الكيميائي الأميركي، جيمس شلاتر، عام 1965.

ولطالما يستخدم مرضى السكري ومن يعانون من السمنة المفرطة “الأسبارتام” على أنه بديل للسكر، حيث يمكن استخدامه منفصلا، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة كثير من المواد الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.

ويعد “الأسبارتام” أحد المُحليات الأكثر شيوعا ويستخدم على نطاق واسع في الأطعمة والمشروبات منخفضة السعرات الحرارية، بحسب موقع “فوربس”.

ويبرز كمكون أساسي في المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية، بالإضافة إلى العلكة الخالية من السكر، كما يستخدم لإضافة طعم محلى للمخبوزات ويدخل أيضا في صناعة الزبادي.

هل هو آمن؟

كانت المخاوف بشأن تسبب “الأسبارتام” في عدد من المشاكل الصحية، بما في ذلك السرطان، موجودة منذ سنوات عديدة.

وتمت مناقشة استخدام “الأسبارتام” في المنتجات الغذائية على مدى عقود، مما دفع بعدد من الشركات بإزالة هذا المركب من منتجاتها والاعتماد على المسكر الطبيعي،  وفقا لرويترز.

لكن السلطات الصحية في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى في العالم تؤكد أن الاستخدام “الأسبارتام” في المواد الغذائية “آمن” في كميات محددة.

وحددت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) الكميات اليومية المسموح تناولها من “الأسبارتام” عند 50 مليغراما لكل كيلوغرام من وزن الإنسان.

من جانبها، توصي الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية بكمية أقل من “الأسبارتام” يوميا عند 40 مليغراما لكل كيلوغرام واحد من الوزن.

بالنسبة للقرار المرتقب من قبل وكالة أبحاث السرطان، فإنه لا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الشخص من هذه المادة دون الإضرار بصحته، حسبما ذكرت رويترز.

وتأتي هذه النصيحة للأفراد من لجنة خبراء منفصلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بشأن المواد المضافة إلى الأغذية، إلى جانب قرارات الجهات التنظيمية الوطنية.

واللجنة تعرف باسم (لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة والمعنية بالمواد المضافة إلى الأغذية). كما تعمل لجنة الخبراء المشتركة على مراجعة استخدام “الأسبارتام” هذا العام.

وبدأ اجتماعها في نهاية يونيو ومن المقرر أن تعلن نتائجها في اليوم نفسه الذي تعلن فيه وكالة بحوث السرطان عن قرارها في 14 يوليو.

وفي عام 1981، قالت لجنة الخبراء المشتركة إن “الأسبارتام” آمن للاستهلاك ضمن الحدود اليومية المقبولة، وهو ما تتفق معه السلطات الصحية الأميركية والأوروبية.

وصرحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باستخدام “الأسبارتام” للمرة الأولى عام 1974 لاستخدامه في بعض الأطعمة مثل المشروبات ومنتجات الألبان والحلويات، لكنها اعتمدته كمحلي عام في عام 1996.

ومع ذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من صعوبة في استقلاب الفينيل ألانين بسبب اضطراب وراثي نادر يسمى بيلة الفينيل كيتون (PKU) تجنب “الأسبارتام” أو تقييده، وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية.

تحذير منظمة الصحة العالمية

ويأتي القرار المتوقع بعد أسابيع على نصيحة جديدة قدمتها منظمة الصحة العالمية بعدم استخدام المُحليات من بدائل السكر، وفقا لمبادئ توجيهية جديدة أصدرتها المنظمة.

وتشير تلك المبادئ إلى أن المحليات الصناعية لا تساعد في التحكم في كتلة الجسم أو تقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بالوزن.

كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى “الآثار غير المرغوب فيها المحتملة من الاستخدام طويل الأمد للمحليات الصناعية مثل زيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية”.

وحذرت المنظمة التابعة للأمم المتحدة من عواقب خطيرة أخرى مثل زيادة خطر الوفاة المبكرة بين البالغين.

وتنطبق التوصية بعدم استخدام المحليات الصناعية على جميع الأشخاص باستثناء المصابين بداء السكري الموجود مسبقا.

وتشمل جميع المحليات الاصطناعية أو الطبيعية أو المعدلة غير الغذائية التي لا تُصنف على أنها سكريات موجودة في الأطعمة والمشروبات المصنعة، أو تُباع منفصلة للمستهلكين بغرض إضافتها إلى الأطعمة والمشروبات.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى