تقاربت مع بيروت.. فهل تضغط المنامة أكثر على معارضيها في المنفى؟

يمكن أن تؤدي استعادة العلاقات الكاملة بين بيروت والمنامة إلى موافقة السلطات اللبنانية على ممارسة المزيد من الضغوط على المعارضين البحرينيين الشيعة المقيمين في بيروت، بحسب تحليل بموقع “أمواج ميديا” (Amwaj.media) ترجمه “الخليج الجديد”.

الموقع، ومقره في بريطانيا، قال إن “البحرين أعادت العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع لبنان بعد خفض المنامة (وعواصم خليجية أخرى) مستوى العلاقات قبل 18 شهرا (في أكتوبر/تشرين الأول 2021) بسبب انتقاد وزير لبناني للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، كما يأتي التقارب في أعقاب تسهيل الحكومة اللبنانية لمساعي البحرين بزيادة الضغط على المعارضين الشيعة المقيمين في بيروت”.

وتوجد معارضة شيعية في البحرين التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية، وتحظى بدعم من دول أخرى في الخليج العربي لاسيما السعودية، بينما تمتلك جماعة “حزب الله” الشيعية اللبنانية (حليفة إيران) حضورا ونفوذا كبيرين في المشهد اللبناني.

ولفت الموقع إلى أن وكالة أنباء البحرين الرسمية ذكرت في 20 مايو/أيار الماضي أن المنامة ستعيد سفيرها إلى بيروت. وبعد يومين، تلقى وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة اتصالا هاتفيا من نظيره اللبناني بسام مولوي، وسلط آل خليفة الضوء على أهمية “تطوير التعاون والتنسيق الأمني” بين البلدين.

فيما رحب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي آنذاك بالتقارب مع البحرين، وأعرب عن تقديره لدول مجلس التعاون الخليجي على “توفير فرص عمل للبنانيين (المغتربين). كما صرح وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام بأن علاقات لبنان مع دول الخليج سترتكز من الآن على “التعاون والمصالح المشتركة”.

ردود متباينة

و”أثارت إعادة العلاقات بين البحرين ولبنان ردود أفعال متباينة بين وسائل إعلام خليجية عربية ومنافذ تابعة للمعارضة البحرينية”، بحسب “أمواج ميديا”.

وغداة القمة العربية الأخيرة في السعودية، وصفت صحيفة “الخليج” الإماراتية، في 20 مايو/أيار الماضي، ذلك التقارب بأنه يتماشى مع الإعلان الختامي للقمة الذي عبر عن التضامن مع لبنان وحث السياسيين اللبنانيين على “تنفيذ إصلاحات لإخراج لبنان من أزمته الاقتصادية المستمرة”.

وفي اليوم التالي، اعتبرت قناة “اللؤلؤة”، التابعة للمعارضة الشيعية في البحرين ومقرها بيروت، أن “المنامة تفتقر إلى الحكم الذاتي وأن قراراتها تعكس قرارات الرياض”.

وبينما رحب مسؤولون حكوميون في بيروت بإعادة العلاقات، لم يعلق “حزب الله” بشكل مباشر على الأمر.

لكن الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، أدان في 25 مايو/أيار الماضي اعتقال المنامة لرجل الدين الشيعي البحريني البارز محمد صنقور، معتبرا أن الأمر “ليس شأنا بحرينيا داخليا” بل جزء من “معركة أكبر ضد النظام الصهيوني (إسرائيل)”.

وجرى اعتقال صنقور في 22 مايو/أيار الماضي لمدة لمدة أربعة أيام، بعد مطالبته سلطات المنامة بإطلاق سراح السجناء السياسيين

وقال “أمواج ميديا” إن “حملة القمع التي شنتها البحرين على احتجاجات الربيع العربي عام 2011 في الداخل أدت إلى هجرة المعارضين من البلاد على نحو جماعي، وأصبح لبنان وجهة رئيسية لخصوم الحكومة البحرينية الذين استمروا في انتقاد المنامة من بيروت”.

وتابع أن “المعارضين البحرينيين في لبنان ينتمون بشكل رئيسي إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيعية، التي حلتها المنامة عام 2016″، وكانت قبل احتجاجات 2011 “أكبر حزب في مجلس النواب”.

وأردف: “كما يعيش في لبنان عدد ملحوظ من ألف بحريني يُقال إن السلطات البحرينية جردتهم من جنسيتهم بين عامي 2012 و2019”.

مزيد من الضغوط

ووفقا لـ”أمواج ميديا” فإن “استعادة العلاقات الكاملة بين بيروت والمنامة يمكن أن تؤدي إلى موافقة السلطات اللبنانية على ممارسة المزيد من الضغوط على المعارضين البحرينيين المقيمين في بيروت”.

وأضاف أنه “من غير الواضح ما إذا كانت عائلة آل خليفة الحاكمة في البحرين مستعدة للتصالح مع جمعية الوفاق، فقد حُكم على زعيم الحزب علي سلمان بالسجن لمدة طويلة على خلفية تهم، بينها التآمر المزعوم مع قطر”.

واعتبر أنه “من السابق لأوانه أيضا معرفة ما إذا كانت العلاقات المستجدة بين البحرين ولبنان ستستتبع خطابا بحرينيا أقل حدة تجاه حزب الله وعلاقاته المزعومة بالمعارضين الشيعية المنفيين من البحرين”.

وزاد بأن “الصورة الأكبر تُظهر أن توسيع نطاق المشاركة البحرينية مع لبنان يمكن أن تكون مقدمة لعودة الدور السعودي في بلاد الشام، وقد يشير مثل هذا السيناريو إلى إمكانية توسيع التقارب الإيراني السعودي أيضا ليشمل ساحة إضافية اشتبكت فيها القوتان الإقليميتان في السابق وتتمتعان فيها بالنفوذ في الوقت الراهن”.

وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقَّعت السعودية (ذات أغلبية سنية) وإيران (ذات أغلبية شيعية) اتفاقا بوساطة الصين لاستئناف علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إنهما يتصارعان على النفوذ في المنطقة عبر وكلاء في دول منها لبنان واليمن والعراق وسوريا.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى