الإيكونوميست: من سيكون المرشد الأعلى القادم لإيران؟

سلطت مجلة ذي إيكونوميست البريطانية، الضوء على المرشحين المحتملين لخلافة المرشد الأعلى لإيران على خامنئي الذي يبلغ من العمر 84 عاما وهناك شكوك حول حالته الصحية.

وذكرت الصحيفة أن المزاج الحالي في إيران يختلف تماما عن تلك الفترة التي خلف فيه خامنئي مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله الخميني بعد وفاته في عام 1989.

وأوضحت أن الإيرانيين احتشدوا في الشوارع بعد وفاة الخميني خائفين مما قد يحدث بعد رحيله، لكن في الوقت الحالي احتشد الإيرانيون لأكثر من 6 أشهر في الشوارع خلال مظاهرات جماعية مرددين الموت لخامنئي.

ولفتت المجلة إلى أنه حتى الآن لايزال من غير المعروف بشكل واضح من هي الشخصية التي يمكنها ملء مكان خامنئي الذي امتنع بعد 3 عقود في السلطة عن تسمية خليفة له.

وعلى الرغم من المرشد الحالي قد يعيش لسنوات، لكن الشكوك حول صحته، وقوة نظام ولاية الفقيه، آخذة في الازدياد، حتى أن الإيرانيين المتدنيين بدأوا يفقدون الثقة في استمرار ولاية الفقيه، الذي يعد أخر حكم ديني في الشرق الأوسط، بحسب المجلة.

ونقلت المجلة عن بيجمان عبد المحمدي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة ترينتو في إيطاليا، إن عملية اختيار خليفة خامنئي “ستؤدي إلى زعزعة الوضع الراهن” معقبا “يمكن أن تؤدي إلى تسريع استيلاء استبدادي كامل أو إطلاق شرارة انتقال ديمقراطي”

مرشحان رئيسيان

في الوقت الحالي هناك مرشحان رئيسيان لتولي منصب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية وهما الرئيس الحالي للبلاد إبراهيم رئيسي، ونجل خامنئي مجتبى (الابن الثاني) وكليهما لديهما تاريخ ديني أضعف من المرشد الحالي.

وفيما يتعلق برئيسي، الذي ترأس سابقا المحكمة العليا في إيران، يرى مصطفى فهد، وهو أكاديمي شيعي في لبنان ومراقب للأحداث في إيران، “إنه (رئيسي) مؤهل فقط لوظيفة إمام مسجد.

وأضاف فهد أن “والد زوجة رئيسي رجل دين محافظ للغاية ويريد، من بين أمور أخرى، حظر الموسيقى وهذا يبعده (الرئيس الحالي) عن معظم الإيرانيين.

ولفتت المجلة إلى أن المرشح الثاني وهو مجتبى، المقرب من رئيس المخابرات السابق حسين الطيب، وهو نادر الظهور العام ولم يشغل منصبا رسميا من قبل، لكنه مؤخرا تم الترحيب به على التليفزيون الحكومي في إيراني.

وذكرت المجلة أن العائق أمام خلافة مجتبى لوالده أنه العديد من أنصار النظام يكرهون فكرة العائلة الحاكمة بالنظر إلى أن ثورتهم تأسست على الإطاحة بحكم الشاه.

صعود الحرس الثوري

وفق المجلة فإن التطور الوحيد في عملية الانتقال المحتملة لمنصب المرشد الأعلى في الفترة الحالية عن نظيرتها في 1989، هو صعود الحرس الثوري الإيراني.

 فالحرس لديه يملك في الوقت الحالي اليد العليا على رجال الدين، وساعد خامنئي على تقويته على مدار 3 عقود ليدافع عنه ضد خصومه، وليحميه من خطر المعارضة في الشارع.

وفي غضون ذلك، ارتفعت عضوية الحرس الثوري في البرلمان الإيراني من 6٪ في عام 1980 (بعد عام من الثورة) إلى 26٪ اليوم، بينما انخفض تمثيل رجال الدين من 52٪ إلى 11٪.

ووفق الخبير علي ألفونه المقيم في أمريكا والذي كتب كتابًا عن خلافة القيادة الإيرانية، فإن الحرس الثوري يقوم الآن بتدريب رجال دين وينشرهم في الحلقات الدراسية.

ويعتقد العديد من المراقبين للشؤون الإيراني أن قادة الحرس الثوري يمكن أن يحافظوا على استمرار منصب المرشد الأعلى، لكنهم ربما يحولونه لمنصب شرفي أو رمزي.

 يقول الخبير في الشؤون الإيرانية المقيم فى أمريكا سعيد جولكار  إن الحرس الثوري الإيراني قد يفضل  رئيسي على أنه “أحمق مفيد يناسب القانون”.

ويقصد بالأحمق المفيد الشخص الذي يسوق لقضية دون فهم كامل لأهدافها ويستخدمه قادة القضية بهزلية سوداء وذكاء مفرط.

ويمكن تصور أن يتولى الحرس الثوري المسؤولية وينهي الحكم الديني غير المرغوب فيه، ويستبدله ببديل سلطوي مماثل، وقد يكون البديل أكثر واقعية من نظام ولاية الفقيه، ويتجنب الصدام مع الطبقة الوسطي الساخطة.

لكن في الوقت ذاته، وفقا لتلك القوة قد يقوم الحرس الثوري بإسقاط فتوى خامنئي التي تحرم استخدام سلاح دمار شامل، ويتسابق علنا لبناء قنبلة نووية.

 يجادل البعض بأن الحرس الثوري الإيراني يمكن أن يفرض عقدًا اجتماعيًا جديدًا يتمتع فيه الإيرانيون بمزيد من الحرية في ارتداء الملابس والشراب والرقص كما يحلو لهم، كما قد يكون لإيران وزيرة تعليم، للمرة الأولي منذ أكثر من 40 عامًا (قتلت أخر وزيرة على يد فرقة إعدام في 1980) لكن في مقابل ذلك ستتقلص الحرية السياسية أكثر.

وأشارت المجلة أن تلك المرحلة ربما تكون بدأت بالفعل، فغالبا ما تترك شرطة الأخلاق النساء غير المحجبات وشأنهن. لكن القمع ضد المعارضة والجريمة أصبح قاسياً أكثر من أي وقت مضى.

ارتفعت عمليات الإعدام العام الماضي بأكثر من 80٪، لتصل إلى 576، إذا كان النظام الاستبدادي في الحرس الثوري الإيراني سيعيد الاستقرار مع تهدئة الأخلاق الشخصية، فقد يقبله العديد من الإيرانيين.

انتقال فوضوي

في المقابل، سيحاول الإصلاحيون بالتأكيد إقامة نظام مدني علماني، بدلا من سيطرة الحرس الثوري على الحكم أو حتى رجال الدين.

في وقت سابق من هذا العام، دعا الرئيس السابق محمد خاتمي إلى “تحول جوهري”، كما كسر المرشح الرئاسي السابق الشهير مير حسين موسوي صمته بعد 12 عاما من الإقامة الجبرية للدعوة إلى إجراء استفتاء للانتقال من نظام الجمهورية الإسلامي.

وبحسب المجلة فمهما كان شكل عملية انتقال السلطة في إيراني، لكنه يمكن أن يكون فوضويا. هناك شيء واحد مؤكد، كما يقول فهد، المقرب من رجال الدين داخل النظام، وهو أن خامنئي سيكون أخر فقيه حقيقي كزعيم لإيران، أو بعبارة أخرى، سينتهي حكم رجال الدين كما تصوره الأب المؤسس لثورة 1979.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى