طبيبة تضفي لمسة عصرية على تصاميم الحناء من دبي

الفنانة عذراء خميسة تمنح الفن القديم مظهرا عصريا، بدمج تصميمات الحناء مع الأزياء والأحذية وإعادة تقديمها لجيل الشباب.

تتربع الحناء على عرش زينة المرأة الإماراتية في الأعياد والمناسبات السعيدة، نقوشها تزين النساء والفتيات، وتُعتبر واحدة من أبرز مفردات التراث العربي الذي اهتمت به المرأة قديما.

وكانت الإماراتيات يحرصن على إعدادها في البيت، حيث يزرعنها بأنفسهن أو يجلبنها من البيئة المحلية طازجة خضراء. وتبدأ عملية التحضير بتجفيف أوراقها تحت الشمس، وعند الحاجة تعدها المرأة وفق طريقة تقليدية، بحيث تدق أوراقها المجففة في “المنحاز” ثم تمررها في خرقة دقيقة الثقوب للحصول على مسحوق ناعم.

ولإضفاء نوع من الحمرة القانية عليها، تحضّر محلولا من الليمون الحامض اليابس المدقوق والماء المغلي، وتمزجها ثم تتركها ليلة كاملة وتخلط به الحناء الناعمة لتصبح جاهزة للاستعمال. وكانت الحناء تُصنع بطريقة صحية طبيعية، ولا تضاف إليها أي مستحضرات صناعية، ما يجعلها زينة ودواء.

وعلى الرغم من أن الكثير من الإماراتيات ابتدعن الكثير من التصميمات والزينة والنقوش بالحناء، إلا أن طبيبة تقويم العظام عذراء الخميسة افتتنت بهذه النقوش فأبدعت فيها وطورتها.

تقول الشابة (32 سنة) التي ولدت في كندا وترعرعت في دبي ثم درست الطب في أستراليا، “معرفتي بعدة مجتمعات دفعتني أكثر إلى العودة إلى الجذور من خلال الحناء واستحداث فن يجسد الروح الحقيقية للتراث، ويمزج بمهارة إحساس التاريخ مع الذوق العالمي الحديث كلغة تستلهم جمالية البيئة العربية”.

خخ

وبدمج تصميمات الحناء مع الأزياء والأحذية وإعادة تقديمها لجيل الشباب، تمنح الفنانة عذراء خميسة، في دبي، الفن القديم مظهرا عصريا. فالطبيبة تستخدم الحناء في نقش تصميماتها على الأحذية الرياضية بشكل بسيط.

وقالت المصممة التي تتعاون اليوم مع شركتي أديداس وإيبل للساعات لوضع تصميمات حناء على منتجاتها، “التصميمات التقليدية، على الرغم من أنها رائعة لحفلات الزفاف وللعيد بالنسبة للعديد من الفتيات، إلا أنها لم تكن كافية حقا، لذا فإن التصميمات الحديثة شيء يسعدهن ارتداؤه في المناسبات”.

عذراء الخميسة تتعاون اليوم مع شركتي أديداس وإيبل للساعات لوضع تصميمات ونقوش الحناء على منتجاتها

وبدأت عذراء رحلتها الفنية من خلال شغفها بتصميم الأزياء والحقائب، وأسست سنة 2015 شركتها للمنتجات الجلدية، لكن سرعان ما وجدت في الحناء ضالتها، قالت “المفارقة أن الحناء لم ترق لي أبدا في صغري، وكنت أمد يدي دون شغف لتوضع عليها النقوش عندما كنا نستعد للمناسبات السعيدة والأعياد وغيرهما، إذ لا يزال هذا الطقس يمثل جزءا كبيرا من احتفالاتنا في منطقة الخليج والشرق الأوسط”.

وسعت عذراء من خلال موهبتها الفنية إلى تغيير الأشكال والتقنيات التقليدية في الحناء، قالت “وجدت نفسي شغوفة بكل ما يتعلق بها، وعملت على توظيف موهبتي في التصميم في ابتكار أشكال أخرى من النقوش، ووجدت أنها تعبر تماما عن الجانب الإبداعي في شخصيتي وتخرج طاقاتي الكامنة منه”.

وتضيف عذراء “الحناء طريقة استثنائية للتعبير عن أسلوبك الشخصي ومزاجك ومشاعرك مثلها مثل الملابس والمكياج تماما”. فهي تحب أن تجرب رسومات أنيقة وراقية أحيانا ومرات أخرى تحب أن تختبر شيئا بسيطا جدا وقليل التفاصيل.

وباستخدام الحناء الطبيعية الخاصة بها والتي تحمل اسم “عذراء”، تساعد تصميمات الفنانة الشابة النساء على التواصل مع أنماطهن وتقاليدهن المختلفة بلمسة عصرية تروق لهن.

Thumbnail
Thumbnail

وانطلاقا من الأشكال الهندسية وصولا إلى التصاميم التبسيطية القائمة على خط وحيد أحيانا وبضع نقاط، لعبت عذراء خميس على وتر التماهي مع الخيال وبث روح التجديد في طيات التقاليد، فكانت إحدى الشخصيات التي قادت حركة عودة شهرة الحناء في المشهد الإماراتي.

تقول “أستلهم تصاميمي من أي شيء، من قصة أو من الطبيعة أو من صورة أو فكرة، وزاد اطلاعي على الوشم العصري خاصة على الجرأة في الابتكار”.

ورغم أن نقوش عذراء قد تكون عصرية، إلا أنها تستخدم الطرق التقليدية في رسمها، توضح قائلة “أحاول ألا أستخدم سوى الحنّاء العضوية الطبيعية التي تحتوي على مسحوق أوراق الحنّاء المجففة، إلى جانب قدر قليل من الزيوت الأساسية التي تساعد في تكثيف اللون”.

بهذا التجديد في فن تصاميم الحناء، جذبت عذراء الآلاف من المعجبين والمشاهير إلى فنّها، ومن بينهم عارضة الأزياء الأميركية من أصل فلسطيني، التي غالبا ما تُعجب بفنّ الحنة الذي تقدّمه الشابة على إنستغرام.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى