يُتهم جايير بولسونارو بأنه أدخل إلى البرازيل مجوهرات أهدتها إياه السعودية وتقدر بملايين اليوروهات، مما ساهم في تعريض الرئيس السابق لموجة انتقادات.
فيما يلي ما يعرف عن الفضيحة التي تطال الزعيم السابق من اليمين المتطرف.
يتابع الأخير هذه القضية عن بعد من الولايات المتحدة، لكنه ينوي العودة قريبا إلى البرازيل التي غادرها نهاية كانون الأول/ ديسمبر قبيل عودة لويس ايناسيو لولا دا سيلفا خلفه اليساري إلى السلطة.
من أين أتت هذه المجوهرات؟
قال بينتو ألبوكيركي وزير المناجم والطاقة السابق في عهد جايير بولسونارو إن “مبعوثا” حكوميا سعوديا سلم وفده طردين في ختام زيارة رسمية إلى الرياض لم يشارك فيها الرئيس السابق، في تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
عند وصول الوفد إلى مطار غوارولوس الدولي قرب ساو باولو، عثرت الجمارك على أحد الطردين في حقيبة ظهر أحد مساعدي الوزير، وفق صحيفة “استادو دي ساو باولو” التي كشفت القضية.
تمت مصادرة هذا الطرد الذي كان يحتوي على طقم من الماس لأنه لم يصرح عنه مسبقا.
بحسب الصحيفة، حاول مسؤولون كبار في حكومة بولسونارو ثماني مرات على الأقل استعادة المجوهرات من خلال ممارسة الضغوط على سلطات الجمارك.
جرت المحاولة الأخيرة نهاية كانون الأول/ ديسمبر، قبل ثلاثة أيام من انتهاء ولاية الرئيس اليميني المتطرف عندما حاول ضابط من البحرية أرسل إلى غوارولوس دون جدوى إقناع خدمة الجمارك باسترجاع الطقم الماسي. المجوهرات محفوظة حاليا في خزنة بالمطار.
ودخل الطرد الآخر إلى البرازيل دون أن تفحصه مصلحة الجمارك وهو في حوزة جايير بولسونارو الذي أكد لشبكة سي إن إن البرازيل أنه لم يرتكب “أي عمل غير قانوني”.
ما هي هذه المجوهرات؟
كان الطردان يحتويان على مجوهرات من علامة شوبارد السويسرية الفاخرة.
والطرد الذي ضبط عبارة عن طقم من الماس مع قلادة وخاتم وساعة وأقراط بقيمة إجمالية تقدر بنحو ثلاثة ملايين يورو.
في محادثة مع ضباط الجمارك تم تسجيلها بواسطة كاميرا مراقبة- كشفت تي في غلوبو مضمونها- أوضح الوزير ألبوكيركي أن هذه المجوهرات هدية للسيدة الأولى ميشيل بولسونارو.
الطرد الثاني كان كناية عن مجوهرات رجالية- ساعة وأزرار أكمام وقلم حبر بقيمة تقدير بـ70 ألف يورو على الأقل، بحسب وسائل إعلام برازيلية.
لماذا فتحت تحقيقات؟
فتحت الشرطة الفدرالية وسلطات الضرائب تحقيقات منفصلة.
وفقا للقانون البرازيلي، يجب التصريح عن أي سلعة تزيد قيمتها عن ألف دولار للجمارك قبل دخول البلاد.
على مالك السلعة بعد ذلك دفع ضريبة استيراد، بقيمة توازي نصف المبلغ الذي يزيد عن ألف دولار. إذا لم يتم التصريح عن السلعة، يجب دفع غرامة كبيرة.
كان من الممكن إدخال المجوهرات إلى البرازيل بشكل قانوني دون الحاجة إلى دفع أي ضرائب إذا تم التصريح بأنها هدايا رسمية للدولة البرازيلية.
لكن في هذه الحالة، ستضم هذه الهدايا إلى المجموعة الرسمية للرئاسة وليس للزوجين بولسونارو بصفتهما الشخصية.
يقول إيزاك فالكاو رئيس سينديفسكو Sindifisco، الاتحاد الذي يمثل موظفي السلطات الضريبية البرازيلية لفرانس برس “لا يحق لأعضاء الحكومة بمن فيهم رئيس الجمهورية على الإطلاق قبول هدايا ذات قيمة كبيرة من دول أخرى بصفة شخصية. كبار المسؤولين على علم بهذه القاعدة”.
ما هي المراحل المقبلة؟
طلبت المؤسسة المالية البرازيلية من جايير بولسونارو تقديم إيضاحات حول هذه المجوهرات ومنعته من ارتداء أو بيع تلك التي هي في حوزته.
وبحسب العديد من وسائل الإعلام، قال فريق الدفاع عن الرئيس السابق للسلطات الإثنين إن موكله سيسلم المؤسسة المالية البرازيلية المجوهرات الرجالية.
تتصدر الفضيحة عناوين الصحف البرازيلية بشكل منتظم منذ أسبوعين، وهو توقيت سيئ لجايير بولسونارو الذي يستعد للعودة ليلعب دور زعيم المعارضة.
ولم يصدر بعد أي رد فعل رسمي عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
(أ ف ب)
متابعات