تواجه الحياة البرية في محافظة شبوة الكثير من المخاطر جراء استمرار ظاهرة الصيد الجائرة لحيواناتها البرية النادرة.
ومع حلول اليوم العالمي للحياة البرية الذي يصادف 3 مارس من كل عام، ينصح الكثير من خبراء البيئة بتعزيز الوعي حول أهمية الحيوانات البرية والتحذير من أن تلك الظاهرة تعرض صاحبها للمساءلة.
ومثلت جبال وسهول محافظة شبوة مكانا ملائما لتواجد العديد من الحيوانات البرية خصوصا مع توفر الحشائش الخضراء والتجمعات المائية، التي كانت بمثابة عامل جذب استهوى أصنافا من الضياء والوعول وغيرها من الحيوانات البرية النادرة.
وجاءت ظاهرة الاصطياد الجائر لتؤرق حياة الحيوانات البرية في المحافظة، وتهدد أمنها واستقرار، وأصبح تنقلها في الشعاب والوديان محفوف بالمخاطر، فبنادق وفخوخ الصيادين تتربص بتجمعاتها خصوصا حيوان الضبي النادر أو الوعل العربي لأسباب لم تعد ذات علاقة بهواية الصيد والقنص، بل بحثا عن الربح وجني المال فرحلة صيد واحدة باتت تساوي مئات الالاف من الريالات.
وسائل وطرق الصيد
يقول الصياد ياسر العمري من مدينة الروضة، إن ثقافة القنص للحيوانات البرية سائدة لدى الكثير من شباب ورجال المديرية خصوصا مع التواجد الكثيف لها في جبال وشعاب الروضة ويتخذها البعض فرصة لإظهار مهارة القنص.
وأضاف في تصريح ل “المهرية نت”، إن الربح المالي هو الفائض من خلال بيع تلك الحيوانات ساهم في تزايد ظاهرة الاصطياد الجائر.
وأوضح أن الصيد يكون وفيرا مع بدء موسم تكاثر الظبي والوعول، وأيضا مع اشتداد موجة الحرارة حيث تنزل من أعالي الجبال إلى أماكن تجمعات المياه بأعداد كبيرة ويكون الصيادون بانتظارهم “.
وعن الاستعدادات والتحضيرات التي تسبق عملية الصيد يقول العمري” هناك وسائل وطرق مختلفة للإمساك بالحيوانات أفضلها نصب شباك في أماكن جبلية ضيقة وحشر الوعول الهاربة باتجاه تلك الأماكن حيث تمسك الشباك بأكثر من اثنين أو ثلاثة بعد أن تتم مطاردتها وإنهاكها “وأخرى يتم رميها بالرصاص وقتلها ولا يتم التفريق بين الكبير منها أو الصغير.
أنواع الحيوانات النادرة في شبوة
ورصدت منظمة شباب شبوة عددا من عمليات الاصطياد الجائر للحيوانات النادرة خلال شهر فبراير الجاري، منها ثماني حالات قنص في المديريات الشرقية في أقل من أسبوعين، حيث تتواجد الحيوانات البرية المهددة بالانقراض من بينها أنواع نادرة ارتفعت أسعارها في الفترة الأخيرة أبرزها الضباء والوعول وحيوان الوشق والنمر العربي الأبيض وغرير العسل وحيوان النمس.
ويكون سعر الحيوانات مرتفعا خصوصا إذا كان سنها متوسطا حيث يتم ترويجها وبيعها لتجار مشهورين في السوق المحلية الذين بدورهم يعملون على تصديرها خارج البلاد وبيعها بأسعار مرتفعة .
هيئة حماية البيئة واستشعارها للخطر
وتشعر هيئة العامة لحماية البيئة في محافظة شبوة بالقلق الكبير جراء تزايد ظاهرة صيد الحيوانات البرية في ظل انتشار السلاح لدى المواطنين.
وتشير إلى أن انتشار السلاح الحديث في أوساط المواطنين أدخل الطيور النادرة في سواحل بئر علي التي تصلها الآلاف منها كل عام أثناء موسم هجرتها في قائمة الاصطياد الجائر.
وأعرب الدكتور طه باكر في تصريح سابق “للمهرية نت” عن استيائه البالغ من تنامي هذه الظاهرة، وقال إن مما شجع أولئك الصيادون هو غياب تطبيق القوانين الرادعة بحقهم من قبل الجهات الأمنية التي لم تحرك ساكنا واصفا قنص الحيوانات واصطيادها بالأعمال بالفوضوية وغير المسؤولة ومن أجل المتعة فقط.
وكانت منظمات ومؤسسات مهتمة بالحياة البرية قد ناشدت السلطات في المحافظة بحماية الحيوانات النادرة التي تواجه إبادة جماعية من قبل الصيادين وتهدد بانقراضها وتواجدها في المحافظة.
متابعات