يبدو أن “التعاطف” ليست قيمة يمكنها أن تحسن نوعية الحياة بالنسبة للمجتمع فحسب، ولكن أيضا يمكنها أن ترفع من جودة “حياة وصحة الفرد”، وتجعله أكثر “شبابا” وجاذبية.
ويقول مدرب “التأمل” فيشين لاكياني إن “التعاطف والرحمة” يمكن أن تكون “أقوى أداة للشفاء وعيش حياة أكثر سعادة”.
ويضيف لاكياني في مقال منشور على موقع شبكة CNBC الإخبارية إن “التعاطف يبقيك أصغر سنا وأكثر جاذبية للآخرين كما تظهر الدراسات”.
وينقل عن دراسة أجراها علماء النفس في جامعة نورث كارولاينا، في عام 2019، قارنوا فيها طول مؤشر “التيلوميترات” الموجود في الحمض النووي، وهو أحد العلامات على الشيخوخة، بين الأشخاص الذين مارسوا “تأملات التعاطف مع المحبة واللطف” مقابل أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
وكلما قصر طول “التيلوميتر” كان هذا يعني أن الشخص تقدم أكثر بالعمر.
ويقول لاكياني إن المتعاطفين، بحسب الدراسة، وجد لديهم تيلوميتر أطول من غيرهم.
ووجد الباحثون أيضا أن التأملات التي تتمحور حول التعاطف يمكن أن تعزز التفاؤل والإيجابية، وتزيد من المناعة ضد الإجهاد، وترفع نشاط بعض مناطق الدماغ وتقلل من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وفقا للمقال.
ويقول لاكياني إن هناك “فائدة لطيفة أخرى” هي أن التعاطف يمكن أن يزيد من جاذبية الأشخاص.
وينقل عن إيفا كلوهنن، أستاذة علم النفس الاجتماعي في جامعة أيوا، قولها: “إن الأمر منطقي فنحن مرتبطون بيولوجياً بالانجذاب إلى الأشخاص المتعاطفين، حيث نريد جميعا أن نكون محبوبين ومفهومين، وأن نكون حول أشخاص لديهم القدرة على جعلنا نشعر بهذه الطريقة”.
وفي مقاله، يشير لاكياني إلى ست خطوات لتدريب النفس على التعاطف، تبدأ من ربط الإحساس بفرد من العائلة، إلى توسيف التعاطف إلى العالم بأسره.
ولم يورد لاكياني أي دراسة تدعم ادعاء أن هذه الخطوات يمكن فعلا أن تحقق الآثار الصحية للتعاطف. لكنه يوصي بها على ضوء تجربته الشخصية.
الخطوة الأولى: تخيل أحد أفراد أسرتك
خذ نفسا عميقا، وعند الزفير، حاول أن تتخيل أحد أفراد أسرتك أمامك بأدق التفاصيل الممكنة، وإذا لم تكن تراه فما عليك سوى الشعور بوجوده.
استوعب الشعور بالتعاطف من خلال ضبط الحب الذي يلهمه فرد الأسرة بداخلك، اجلب الوعي إلى مساحة قلبك، وامنح مشاعر الحب هذه لونا.
يمكن أن يكون اللون ورديا أو أزرقا أو أخضر – أيا كان ما يتبادر إلى الذهن. اسمح لقلبك بالغرق بهذا اللون.
الخطوة الثانية: دع التعاطف يشمل جسمك.
اسمح لنفسك بالانتقال من الشعور بالتعاطف مع من تحب في قلبك إلى الشعور بهذا الاحساس في جميع أنحاء جسدك.
اشعر به يشكل فقاعة مريحة من حولك، وابذل قصارى جهدك لإيجاد التعاطف مع نفسك.
الخطوة الثالثة: وسع نطاق التعاطف إلى الغرفة التي تتواجد فيها.
خذ نفسا عميقا آخر، وأثناء الزفير، انظر إلى فقاعة التعاطف هذه تتوسع، وتخيل أنها تنمو وتغطي كل شيء في الغرفة، بما في ذلك الأشخاص والنباتات والحيوانات الأليفة.
ويقول الكاتب “بالنسبة لي، من الجيد حقا القيام بذلك أثناء الجلوس في السرير بجوار شريك نائم، هناك شيء مفيد حقا حول هذا الموضوع”.
الخطوة الرابعة: أرسل تعاطفك إلى الشارع.
الآن بعد أن حصلت على زخم لتوسيع التعاطف من خلال مساحة صغيرة، فأنت على استعداد للذهاب إلى أبعد من ذلك في منطقتك.
تخيل أن فقاعة من التعاطف تنتشر في جميع أنحاء منزلك بالكامل أولا، وتمس أي شخص يعيش هناك. بعد ذلك، تخيل أنها تتوسع لتبتلع منطقتك بأكملها.
الخطوة الخامسة: اسمح للتعاطف أن يشمل مدينتك وبلدك
ابدأ بمدينتك، ثم توسع إلى بلدك بأكمله، وتخيل المساحة الموجودة تحتك كما لو كنت تحلق فوقها في طائرة هليكوبتر أو تشاهد لقطة طائرة بدون طيار لها.
الخطوة السادسة: اسمح لتعاطفك أن يغلف الأرض.
خذ نفسا عميقا. من بلدك واستمر في إرسال التعاطف إلى قارتك من خلال الزفير. ثم شق طريقك عبر كل قارة مع كل زفير جديد.
وهذه هي المرحلة الأخيرة من الممارسة التي تربطنا ليس فقط بأقرب الناس إلينا، ولكن بكل الحياة على الأرض.
وإذا فقدت التركيز في أي وقت فارجع إلى الخطوة الأولى. شاهد من تحب أمامك مرة أخرى، واشحن نفسك بالحب، وانشره للخارج مرة أخرى.
متابعات