أفادت صحيفة الغارديان البريطانية باعتقال ستة من موظفي هيئة الإذاعة الحكومية في دولة جنوب السودان للاشتباه في قيامهم بنشر مقطع للرئيس سيلفا كير في حدث رسمي، حيث ذكرت منظمة مراقبة حرية الصحافة أن قوات الأمن في جنوب السودان احتجزت ستة صحافيين بسبب لقطات لرئيس البلاد وهو يتبول على ما يبدو على نفسه.
وتوضح الصحيفة أن المقطع الذي تم تصويره خلال حدث رسمي، يُظهرُ زعيم جنوب السودان سيلفا كير واقفا أثناء عزف النشيد الوطني، لكنه كان غافلا عن ظهور بقعة (ماء) على سرواله نزولا حتى قدميه. ثم تبتعد الكاميرا عنه فجأة بعد أن تم ملاحظة ما يحدث. وتنقل الصحيفة عن لجنة حماية الصحافيين قولها إن ستة صحافيين من هيئة إذاعة جنوب السودان التي تديرها الدولة قد تم احتجازهم من قبل جهاز الأمن القومي في البلاد للاشتباه في ظهور غير مصرح به للقطات مصورة.
واحتدم الخلاف حول الأخلاقيات (المهنية) بعد أن ظهر زعيم جنوب السودان وقد بلل نفسه على الهواء مباشرة، وذكرت لجنة حماية الصحافيين، نقلا عن تقارير إعلامية وأشخاص تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم، أن المعتقلين هم مدير غرفة التحكم جوفال تومبي، وعامل الكاميرا والفني فيكتور لادو، ومشغلي الكاميرات جوزيف أوليفر وجاكوب بنيامين، وعامل الكاميرا والفني مصطفى عثمان، وعامل غرفة التحكم الفني شيربيك روبن.
وقال موثوكي مومو، ممثل لجنة حماية الصحافيين في أفريقيا جنوب الصحراء، إن الاعتقالات تتطابق مع “نموذج لجوء أفراد الأمن إلى الاحتجاز التعسفي كلما رأى المسؤولون أن التغطية غير مواتية”. وقال مومو: “ينبغي للسلطات إطلاق سراح هؤلاء الموظفين الستة دون قيد أو شرط والتأكد من أنهم يستطيعون العمل دون مزيد من الترهيب أو التهديد بالاعتقال”.
ودعا اتحاد الصحافيين في جنوب السودان – الذي نفى في البداية تقارير عن اعتقال صحافيين بسبب الفيديو – إلى “إنهاء سريع” للتحقيق. وأضافت النقابة: “إذا كانت هناك “دعوى ظاهرة الوجاهة” لسوء السلوك المهني أو المخالفة، فينبغي السماح للسلطات بتسريع الإجراءات الإدارية أو القانونية لمعالجة المشكلة بطريقة عادلة وشفافة ووفقا للقانون”.
ونقلت الصحيفة عن موظف لم يكشف هويته في التلفزيون الحكومي، وتحدث إلى الموقع الإخباري المستقل سودانس بوست أن الشرطة كانت تبحث عن الصحافي الذي صور حادث سيلفا كير. وانتشر مقطع الفيديو على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي الشهر الماضي، مما أثار تساؤلات حول الحالة الصحية للرئيس البالغ من العمر 71 عاما واللياقة البدنية اللازمة لحكم دولة تتفاقم فيها الصراعات والمجاعة والتغير المناخي.
لكنه أثار أيضا نقاشا حادا حول أخلاقيات نشر مثل هذه اللقطات على وسائل التواصل الاجتماعي وانتقادات لعدم التعاطف مع كبار السن. وتذكر الغارديان أن سيلفا كير حكم جنوب السودان منذ استقلاله في عام 2011، وهي فترة رئاسية شابها قتال مع مجموعة منشقة عن الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة – مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وظهور أعمال مثل العنف الجنسي وقمع المعارضة والفساد السياسي، كما لم تجر أي انتخابات في البلاد منذ تولي كير السلطة حتى الآن لكن من المقرر إجراء تصويت في عام 2024.