صديق زيلينسكي وعدو بوتين.. من هو الأمين العام الجديد للناتو؟

عيّنت دول الناتو، الأربعاء، رئيس الوزراء الهولندي المنتهية ولايته مارك روته أمينًا عامًّا جديدًا لتحالفها، وهو تعيين في مرحلة بالغة الأهمية بالنسبة للحلف.

يصعد روته إلى أعلى هرم أكبر منظمة عسكرية في العالم اعتبارًا من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، في خضم الحرب في أوكرانيا، كذلك مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

مفارقات روته

تعتقد المتحدثة الرسمية السابقة باسم الناتو أوانا لونجيسكو، أن روته مناسب تمامًا لهذا المنصب، مشيرة إلى أنه واحد من السياسيين الأوروبيين القلائل الذين طوروا علاقة عمل جيدة ليس فقط مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، ولكن أيضًا مع دونالد ترامب.

وقالت لونجيسكو، لوكالة “أسوشييتد برس”: “من الممكن أن يكون ذلك رصيدًا رئيسيًّا لحلف شمال الأطلسي بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/ تشرين الثاني”.

وأضافت: “يُنظر إلى روته على أنه يد آمنة لقيادة الناتو في الأوقات المضطربة، تمامًا كما فعل ستولتنبرغ خلال العقد الماضي”.

صديق زيلينسكي عدو بوتين

روته المؤيد للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يعد واحدًا من أشرس المنتقدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويُمثّل أحد القوى الدافعة في أوروبا وراء الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022؛ فقد عدّ في تصريحات سابقة أن “هزيمة موسكو في ساحة المعركة أمر حيوي لتأمين السلام في أوروبا”.

أثناء توليه منصب رئيس وزراء هولندا، كان روته مؤيدًا قويًّا لأوكرانيا وحقها في الدفاع عن نفسها بعد غزو روسيا عام 2022. وتحت قيادته، تعهدت هولندا بتقديم معدات عسكرية لكييف بما في ذلك دبابات ليوبارد، وطائرات مقاتلة من طراز إف-16.

وقال إن الحرب على الجناح الشرقي لأوروبا كانت أحد أسباب سعيه لشغل منصب قائد حلف شمال الأطلسي.

57 عامًا بلا زواج

عاش روته (57 عامًا)، الذي لم يتزوج، حياته في مدينة لاهاي، وكان ألمح إلى أنه قد يستمتع بالتدريس بعد السياسة، لكنه استشهد بالحرب في أوكرانيا كسبب للسعي إلى منصب دولي، ووضع نُصب عينيه قيادة حلف شمال الأطلسي رغم أنه غير متخصص بالشؤون الدفاعية.

وقاد روته حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، الذي ينتمي إلى “يمين الوسط”، للفوز في كل الانتخابات خلال فترة توليه منصبه التي تزيد على عقد من الزمان.

هو أحد صنّاع الصفقات الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، إذ لعب دوراً مهماً في النقاشات الأوروبية بشأن الهجرة والديون والاستجابة لجائحة كورونا.

وتحت قيادته، زادت هولندا الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي المطلوبة من أعضاء “الناتو”، وعملت على تطوير جيشها.

يتنقل على الدراجة الهوائية

أصبح روته، خريج التاريخ، ومدير الموارد البشرية السابق في شركة يونيليفر المتعددة الجنسيات للمنتجات الاستهلاكية، رئيساً لوزراء هولندا للمرة الأولى في أكتوبر 2010. وقد استقال في يوليو/تموز الماضي.

وعلى الرغم من أنه كان أحد كبار السياسيين في أوروبا لسنوات، إلا أن روته ظل متواضعا. فغالبا ما يمكن رؤيته وهو يركب دراجته حول مسقط رأسه في لاهاي، أو يسير من مكتبه إلى اجتماع وهو يأكل تفاحة. وعندما سلم استقالة حكومته إلى الملك ويليم ألكسندر العام الماضي، توجه بالسيارة إلى قصر ملكي مزخرف في سيارة ساب.

يوم الخميس الماضي، عندما انسحب آخر منافس له على منصب كبير في الناتو، وقف روتي – مرتدياً الجينز والقميص الأبيض والنظارات الشمسية – لالتقاط صور سيلفي مع أشخاص خارج مكتبه أثناء جلوسه على دراجته.

“مارك تيفلون”

سيصبح روته الذي يطلق عليه اسم “مارك تيفلون” بالإشارة إلى أواني الطهي المضادة للالتصاق لتمكنه من البقاء في السلطة لفترة طويلة في هولندا، رابع هولندي يقود حلف شمال الأطلسي منذ خروجه من الحرب العالمية الثانية.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن “مارك مناصر حقيقي للأطلسي، وقائد قوي، وصانع للتوافق. أتمنى له كل النجاح بينما نواصل تعزيز حلف شمال الأطلسي لمواجهة تحديات اليوم والغد. أعلم أنني سأترك الناتو في أيدٍ أمينة”.

وسيتلقى روته التهنئة من الرئيس جو بايدن ونظرائه في الناتو في قمة تعقد في واشنطن يومي 9 و11 يوليو/تموز، تركز على دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي، وهو ما ربما يكون التحدي الأكبر الذي يواجهه الحلف.

ووصف روته، على وسائل التواصل الاجتماعي، ترشيحه بأنه “شرف عظيم”.

يرأس الأمين العام الاجتماعات، ويوجه في بعض الأحيان مشاورات حساسة بين الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) البالغ عددها 32 دولة؛ لضمان قدرة المنظمة التي تعمل على الإجماع على مواصلة عملها. ويضمن زعيم الناتو أيضًا وضع القرارات موضع التنفيذ والتحدث نيابة عن جميع الأعضاء.

وحتى قبل أن يتولى المسؤولية خلفا لستولتنبرغ، تم وضع روته تحت الاختبار؛ فقد تطلب الحصول على المنصب كل المهارات الدبلوماسية التي يتمتع بها؛ حيث أقنع المتشككين، بما في ذلك رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدعم ترشيحه. 

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى