ديفيد بيكهام.. صوت قطر “المفقود”

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن إحجام نجم الكرة الإنكليزية السابق، ديفيد بيكهام، عن التحدث علانية للدفاع عن استضافة كأس العالم 2022، كان مصدر قلق لبعض المسؤولين القطريين، على الرغم من عقده للترويج لدولة قطر وليس فقط للمونديال.

وبحسب الصحيفة، فإن وجهة نظر بعض المسؤولين القطريين أن بيكهام من خلال عدم التحدث علانية وتجنبه أسئلة وسائل الإعلام، يمارس تأثيره بطرق كانت في بعض الأحيان ذات نتائج عكسية على الرغم من حضوره لعدد من مباريات البطولة.

وشعر المنظمون القطريون أنه مقابل كل الملايين من الدولارات التي كان يكسبها، فإن الهجوم على بلدهم يزداد سوءا.

لتسويق نفسها للعالم، أنفقت قطر ملايين الدولارات في صفقات مع المشاهير، بما في ذلك الاتفاقات مع كتيبة من لاعبي كرة القدم السابقين الذين يمكنهم التحدث إلى المشجعين بمصداقية باستخدام لغة مشتركة.

في منتصف الأسبوع، وضعت خطط لبيكهام والعديد من النجوم السابقين للظهور في منطقة المشجعين بالقرب من كورنيش الدوحة وذلك لمقابلة الجماهير.

وافق فريق بيكهام على طلب حضوره لكنه وضع شرطين: لا يتم الإعلان عن وجوده مسبقا، وعدم تنبيه مراسلي وسائل الإعلام.

وبحسب “نيويورك تايمز”، فإن الحدث عديم الفائدة بعد أن كانت منطقة المشجعين في حديقة البدع مهجورة للغاية في وقت الفعالية.

وتم إلغاء الحدث على الرغم من أن بيكهام والآخرين كانوا بالفعل وراء الكواليس استعدادا للظهور، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على الخطط.

ووقع بيكهام مع قطر منذ ما يقرب من عامين في صفقة تجاوزت 150 مليون دولار حتى سكون سفيرا للمونديال، بحسب “نيويورك تايمز” التي قالت إن بيكهام لم يتحدث عن سبب موافقته على العرض القطري أو الرد على أسئلة حول العديد من الخلافات التي ثارت حول استضافة الدولة الخليجية للحدث الرياضي الأكثر مشاهدة في العالم.

تعرضت قطر للهجوم بسبب سجلها الحقوقي وقوانينها التي تجرم المثلية الجنسية ومعاملة العمال المهاجرين من بعض أفقر بقاع الأرض الذين تم استقطابهم لبناء كأس العالم. لكن يبدو أن بيكهام كان محميا من مخاطر طرح أسئلة محرجة.

قبل أشهر من كأس العالم، اعتقد مسؤولو البطولة أنه سيكون من الجيد الترويج لعمل فنانة قطرية صممت الملصقات الرسمية للبطولة في حدث خاص بمتحف التصميم بلندن.

بدلا من ذلك، شعر المسؤولون القطريون بالإحباط عندما جاء الرد الإيجابي مع تحذير: كان بيكهام سعيدا بالحضور، ولكن لا ينبغي أن يكون هناك أي وسائل إعلام حاضرة.

لاحقا، أحجم بيكهام عن التحدث علانية خارج الأماكن التي يستطيع التحكم فيها بعناية بحيث يستطيع فريقه الاتفاق على ما سيحدث، وهو ما جذب الانتباه.

في المقابل، أصدر ممثل عن لبيكهام بيانا، الجمعة، لصحيفة “نيويورك تايمز”، ينفي ذلك.

وجاء في البيان: “شارك ديفيد (بيكهام) في عدد من بطولات كأس العالم وغيرها من البطولات الدولية الكبرى كلاعب وسفير، وكان يؤمن دائمًا أن الرياضة لديها القدرة على أن تكون قوة من أجل الخير في العالم”.

وتابع البيان: “نحن نتفهم أن هناك وجهات نظر مختلفة ومتينة حول المشاركة في الشرق الأوسط، لكننا نرى أنه من الإيجابي أن النقاش حول القضايا الرئيسية قد تم تحفيزه مباشرة من خلال كأس العالم الأولى التي تقام في المنطقة”.

وأضاف: “نأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى قدر أكبر من التفاهم والتعاطف تجاه جميع الناس وأن يتحقق هذا التقدم”.

كان أحد زملاء بيكهام السابقين في فريق مانشستر يونايتد، غاري نيفيل، يسافر إلى قطر لعمل فيلم وثائقي عن كأس العالم للتلفزيون البريطاني قبل أشهر من المونديال، وهو فيلم من شأنه أن يتطرق إلى قضايا مثل سجل قطر بمجال حقوق الإنسان.

وكجزء من زيارته لقطر، رتب نيفيل مقابلة بيكهام بشكل منفصل في برنامجه “The Overlap”.

واعتقد المنظمون أن هذه الفرصة قدمت أفضل منصة لبيكهام لمناقشة القضايا الخلافية والانتقادات التي تعرضت لها الدوحة، لكن بيكهام وفريقه رفضوا الفكرة، وعندما تم بث المقابلة، لوحظ مرة أخرى عدم رغبة بيكهام في الحديث عن قطر.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى