مسؤولون ينتقدون زيارة ماكرون إلى قطر: رسالة دعم لدولة تنتهك حقوق الإنسان

الرئاسة الفرنسية تبرر: الزيارة لدعم "منتخب الديوك".

يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انتقادات متصاعدة حيال زيارته المقررة الأربعاء إلى قطر لحضور نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم، حيث يرى معارضو هذه الزيارة أنها تشكل رسالة دعم سياسي للدوحة.

وتتعرض قطر لضغوط واسعة من منظمات حقوقية ومسؤولين غربيين جراء سجلها الحقوقي، وتفاقمت هذه الانتقادات بعد الفضيحة المدوية في البرلمان الأوروبي في علاقة بشبهات حصول نواب ومسؤولين في البرلمان على رشاوى وعمولات من الدولة الخليجية، لتحسين صورتها الحقوقية.

وأكدت الرئاسة الفرنسية مساء الاثنين أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه الأربعاء إلى الدوحة “لدعم المنتخب الفرنسي” في نصف نهائي كأس العالم لكرة القدم في مواجهة المغرب، بعدما طلب منه معارضون عدم الذهاب.

يانيك جادو: مقاطعة فعاليات كأس العالم سياسيا باتت ضرورية
يانيك جادو: مقاطعة فعاليات كأس العالم سياسيا باتت ضرورية

وقال مستشار رئاسي “الأمر يتعلق بدعم المنتخب الفرنسي في ما سيكون لحظة مهمة للرياضة الفرنسية وللصداقة الفرنسية – المغربية”، مضيفا “من المهم أن يكون الرئيس هناك لدعم لاعبي منتخب فرنسا”.

وحتى قبل انطلاق المونديال، أعلن الرئيس الفرنسي أنه سيحضر نصف النهائي أو النهائي في حال تأهل منتخب “الديوك”، وهو التزام مثير للجدل بسبب انتقادات لظروف العمال المهاجرين في قطر، وتأثير الملاعب المكيّفة على البيئة ووضع المرأة والأقليات.

ودعا ماكرون آنذاك إلى عدم “تسييس” الرياضة. لكن أصواتا علت مؤخرا في المعارضة لانتقاد توجه الرئيس إلى قطر.

وقال مانويل بومبار، المنسق المقبل لحركة “فرنسا الأبية” (يسار راديكالي) لإذاعة فرانس أنتر “أعتقد أنه مخطئ، يمكننا أن نحترم حماس الجماهير (لفريق فرنسا)، لكن الأمر ليس نفسه حين يقدم دعمه السياسي (لقطر) عبر التوجه إلى هناك”.

وأضاف النائب عن منطقة رون أن “المنتخب الفرنسي بحاجة إلى مشجعيه للفوز ومن دون شك ليس إلى حضور إيمانويل ماكرون في المدرجات، في المقابل إن حقوق الإنسان في قطر بحاجة إلى التحرك الدبلوماسي الفرنسي”.

وقال النائب عن حزب الخضر بنيامين لوكاس “أعتقد أن يمكننا أن ندعم فريق فرنسا دون الذهاب إلى تأييد النظام القطري، الذي ينتهك حقوق الإنسان بعنف”.

ودعا النائب الأوروبي والمرشح السابق للرئاسة عن الخضر يانيك جادو مجددا إلى “مقاطعة سياسية لكأس العالم”، وهو ما بات يعتبره ضروريا أكثر مع إيداع نائبة رئيسة البرلمان الأوروبي إيفا كايلي السجن بتهمة الفساد في قضية تتعلق بقطر.

وكتب جادو على تويتر “نعلم منذ سنوات أن كأس العالم هذا هو مأساة بيئية واجتماعية، هناك تحقيق في فرنسا في ميثاق فساد مرتبط بمنحه، اليوم فضيحة قطر في البرلمان الأوروبي: أطلب من إيمانويل ماكرون عدم الذهاب إلى قطر الأربعاء”.

وقال الكاتب الصحافي الفرنسي ماتيو كرواسوندو “على الورق هناك الكثير من الأسباب تدعو إلى عدم الذهاب.. فرحلة ذهاب وإياب على متن طائرة رئاسية، وربما اثنتين إذا تأهلت فرنسا للنهائي، الأمر سيء بعض الشيء، ناهيك عن شروط منح كأس العالم، والتي هي موضوع التحقيق الذي أجراه مكتب المدعي المالي الوطني في قضايا الفساد الإيجابي والسلبي وغسيل الأموال والتستر”.

وأثار تنظيم كأس العالم في قطر العديد من الانتقادات بسبب الظروف المعيشية للعمال المهاجرين في هذا البلد، ووضع النساء والأقليات من مجتمع الميم، فضلا عن التكلفة البيئية للحدث الدولي.

وضاعف الكشف عن تورط نواب في البرلمان الأوروبي في شبهات فساد تتعلق بمساع قطرية للتأثير في صنع القرار داخل المؤسسة الأوروبية من حجم الضغوط، التي يقول مراقبون إن من الصعب أن تشفى من جراحها الدوحة، وستبقى تلاحقها.

ورفضت قطر الاتهامات الموجهة إليها، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “التقارير التي تربط بين حكومة دولة قطر والادعاءات المتداولة لا أساس لها من الصحة، ومنافية للواقع تماما”. واعتبرت الوزارة في بيانها أن قطر تعمل دبلوماسيا عبر العلاقات المؤسساتية، مع الامتثال بشكل كامل للقانون الدولي، والقواعد المنظمة للعلاقات بين الدول.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى