ربما يكون أبناء تعز هم أكثر من تفاءل بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي لاعتقادهم أن التغيير الذي طال رأس السلطة سيصل إلى محافظتهم التي ترزح منذ 8 أعوام تحت سيطرة الإخوان المسلمين وجناحهم العسكري.
وباستثناء عام واحد فقط حل فيه الدكتور أمين محمود محافظا لتعز واستطاع كسر هيمنة الإخوان وفرض صوت الدولة ومؤسساتها فإن نحو 7 أعوام بقيت فيها تعز ساحة فساد وفوضى ونهب وعبث منظم يمارسه الإخوان وأمراء الحرب الذين يتبعونهم.
ومنذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي وحتى اليوم لم تصل وعود الإصلاحات إلى تعز مما جعل سكان الحالمة يفقدون الأمل مجددا في حدوث تغيير إيجابي على أداء مؤسسات الدولة وسلطاتها في المحافظة حيث عزز الإخوان نفوذهم واحتكار قرار المحافظة العسكري والسياسي والأمني لتتحول تعز إلى جناح يدار من مقر الإصلاح في شارع جمال.
>> تعز كـ”قطاع منفصل” للفوضى.. هل يرسخ “العليمي” خطيئة هادي والإخوان؟
وبعد أشهر من انتظار قرارت رئاسية تنهي عبث وفوضى الإخوان وتحرير القرار العسكري من هيمنتهم وإصلاح مؤسسة الأمن يخرج رئيس مجلس القيادة الرئاسي بصيغة جديدة وغريبة تمثلت في تكليف مشرف من قبل العليمي لتقييم الوضع في تعز ورفع توصيات لمجلس القيادة الرئاسي الذي بدوره سيصدر قرارات على ضوء هذا التقييم.
استنسخ العليمي آلية الحكم لدى مليشيات الحوثي بتكليفه للدكتور عبد القادر الجنيد مشرفا على تعز ليكون هناك مشرف حوثي في الحوبان ومشرف يتبع الشرعية في المدينة المحررة.
كان العليمي قبل أن يرأس مجلس القيادة الذي تشكل خلال مشاورات الرياض هو المشرف على ملف تعز طوال 8 أعوام ولديه اطلاع كامل وواضح عن الوضع في تعز اكثر من أي مسؤول آخر في الشرعية وهو لا يحتاج من يرسم له واقع تعز وأفق التغيير فيها وإصلاح عبث السلطة القائمة.
>> إغلاق ديوان المحافظة.. المشرف “الجنيد” يفجر الموقف بين الإخوان ومحافظ تعز
في المقابل كيف لشخص مثل الدكتور عبد القادر الجنيد القادم من كندا والبعيد عن تعقيدات تعز ووضعها الداخلي أن ينجز تصورا لحال تعز أكثر من رشاد العليمي مشرف ملف تعز ومهندس كل ما دار فيها خلال 8 أعوام حيث كان ولا يزال الداعم المخلص لتمكين الإخوان من رقبة المحافظة.
الجنيد كذلك لم يكن يوما صاحب رؤية أو حتى خطاب معتدل بل هو نسخة من أصغر ناشط إخواني في محافظة تعز وله مواقف وتناولات تكشف تطرفه الفاضح لصالح الإخوان المسلمين وفرعهم في محافظة تعز.
كل خصوم الإخوان ينظر لهم الجنيد كخصوم له وما زال يتبنى خطابا باليا من تنظيمات الإرهاب كالقاعدة وداعش ويعتبر وجودها في اليمن غير حقيقي وان من يحركها سابقا كان عمار صالح وحاليا المجلس الانتقالي، وهو خطاب الإخوان المعروف.
يعادي الجنيد بازرعة وطارق صالح وعيدروس الزبيدي ويأتي مكلفا من مجلس الرئاسة للإشراف على ملف إحدى أهم محافظة البلاد وهو لا يؤمن سوى بالعليمي والعليمي كون الأول صديقه والثاني من قيادات الإخوان الذين يتبنى خطابهم ومنطقهم ويعمل وكأنه أحد نشطائهم المخلصين.
هو ضد العمالقة والسلفيين وضد قوات طارق صالح والناصريين وضد الانتقالي، وهو من وقف ضد ضباط اللواء 35 مدرع وساند مليشيات الإخوان في اجتياح الحجرية، ومع ذلك جاء باعتباره شخصية محايدة لإدارة ملف تعز. وكما قال في آخر منشوراته على صفحته بأن هناك دورا له وواجبا عليه ليؤكد تكليفه من قبل مجلس القيادة الرئاسي.
دشن الجنيد عمله بزيارات لجبهات تعز الشرقية والغربية والشمالية وأعلن عبر صفحته في فيس بوك أن الجنود في جبهات التماس ليسوا مزودين بالسلاح بشكل جيد، وهو منطق غريب أن يتم الحديث عن عدم جاهزية المقاتلين في التماس حيث لا يخدم هدا الحديث سوى مليشيات الحوثي.
>> العليمي يكلف الجنيد بملف تعز دون علم أعضاء مجلس القيادة
وظهر الجنيد داخل مقر المحافظة وتحديدا غرفة الاجتماعات، فيما تكفل وكيل المحافظة الإخواني عبد القوي المخلافي بتجهيز مكتب خاص بالمشرف مع الإعداد لاجتماعات مع قيادات مكاتب ومؤسسات المحافظة كتدشين فعلي لمهام المشرف على تعز.
متابعات