استدعاء رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بعد التصريحات “العنصرية”.. لماذا الإمارات؟

بعد تصريحات وصفتها بـ “العنصرية”، استدعت الإمارات، الاثنين، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أبوظبي، للحصول على تفسيرات على تعليقات أدلى بها مسؤول السياسة الخارجية في الكتلة، جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية إن التصريحات كانت “غير مناسبة وتتسم بالعنصرية” و”تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي”، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات (وام).

ويعزو محللون إماراتيون ردة فعل أبوظبي على هذه التصريحات، رغم أنها لا تمسها بشكل مباشر، لما وصفوه بـ “النهج” الذي تسلكه الدولة الخليجية بهدف “ترسيخ” التسامح والتعايش ونبذ العنصرية.

وقال الكاتب الإماراتي، محمد خلفان الصوافي، إن أي شيء يمكن أن “يعكر صفو العلاقات الدولية والمجتمعات الإنسانية” يعد جانبا “يخص” الإمارات.

وأضاف  أن الإمارات “لديها على المستوى الدولي  أعمال وإنجازات فيما يخص التقليل من عملية التشاحن بكافة أنواعها، إن كانت دينية أو عرقية”، وهذا التحرك مبني على مبدأ “التسامح” الذي تنتهجه الدولة، وفق قوله.

وفي الإمارات حقيبة وزارية تحت اسم “وزارة التسامح” يقف على هرمها أحد أعضاء العائلة الحاكمة في أبوظبي، تسعى لتعزيز مكانة الدولة كـ “عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات الشرق والغرب”.

بدوره، يذهب المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي، في الاتجاه ذاته قائلا إن سبب ردة فعل الإمارات تجاه تصريحات بوريل تتمثل في “القواعد الراسخة والحقيقية التي تسلكها الدولة لمكافحة العنصرية وخطاب التمييز والكراهية”.

وأوضح   أن “سياسة الإمارات الخارجية تعتمد على مد جسور التواصل بين الثقافات والشعوب والتعايش من الجميع بمختلف الأديان والأعراق”.

وفي تصريحات أدلى بها خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة في بروج في بلجيكا الأسبوع الماضي، تم تداولها على الإنترنت على نطاق واسع منذ ذلك الحين، وصف جوزيب بوريل أوروبا بأنها “حديقة”، ومعظم العالم بأنه “غابة” يمكن “أن تغزو الحديقة”.

“الاعتذار حق إنساني”

وقال بوريل، وهو سياسي إسباني، “يجب أن يعتني البستانيون بالحديقة، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الجدران. حديقة صغيرة جميلة محاطة بجدران عالية لمنع الغابة من الدخول لن تكون حلا. لأن الغابة لديها قدرة كبيرة على النمو ولن يكون الجدار عاليا بما يكفي أبدا”.

وتابع: “يجب أن يذهب البستانيون إلى الغابة. يجب أن يكون الأوروبيون أكثر انخراطا مع بقية العالم. وإلا فإن بقية العالم سوف تغزونا”.

وقال تقي إن “هذه التصريحات تنم عن عنصرية وجهل وعدم إحساس بالمسؤولية الدبلوماسية من قبل مسؤول رفيع”، لافتا إلى أنها أيضا “تتنافى مع رسالة الاتحاد الأوروبي وتوجهاته مع دول العالم في الموضوعات المتعلقة بالتعددية”.

وتملك الإمارات عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة منذ يناير الماضي. كما تولت رئاسة المجلس في شهر مارس 2022.

ورغم استدعاء القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى أبوظبي، يستبعد المحللان تطور الأحداث إلى حدوث أزمة مع الكتلة.

وقال تقي إن أبوظبي “تسجل موقفا” تجاه هذه التصريحات دون أن تحدث أزمة في علاقتها “الراسخة” مع الاتحاد الأوروبي، في وقت يرى فيه الصوافي أن الدولة الخليجية تملك “علاقات جيدة” مع دول مؤثرة في الكتلة تملك “صناعة القرار”.

وذكرت وكالة “إي.إف.إي” للأنباء أن بوريل نفى في مؤتمر صحفي، الاثنين، أن تكون رسالته عنصرية أو استعمارية. 

وقال إن التصريحات تهدف إلى رفض فكرة “حصن أوروبا” وتشجيع طلاب الأكاديمية على الانخراط مع العالم.

و يشير تقي إلى أن الإمارات تطالب بـ “توضيحات واعتذار” إزاء هذه التصريحات.

متابعات 

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى