دراسة طبية: تلوث الهواء يُهدد الأطفال في بطون أمهاتهم

أظهرت دراسة طبية حديثة أن الهواء الملوث يؤدي إلى ضرر بالغ وكبير بالأطفال وهم في بطون أمهاتهم، وهو ما يزيد من الضغوط من أجل تقليل انبعاثات التلوث في العالم والتي تنتجها الدول الصناعية الكبرى في العالم.

وحسب الدراسة التي أجراها باحثون من بريطانيا وبلجيكا فقد تبين أن الملوثات الموجودة في الهواء يمكن أن تصل للأطفال داخل الرحم وتؤثر على نمو أعضائهم بشكل كبير.

 الباحثون في الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة «لانسيت» الطبية، أن جزئيات الكربون السوداء الموجودة في الهواء، قد تنتقل إلى الأجنة وتسبب الكثير من المشكلات الصحية سواء لهم أو للأم فيما بعد.

وأجرى الباحثون فحوصات على مجموعة من الحوامل خلال الأسابيع الأولى من الحمل، حيث تبيّن للعلماء أن خطر الهواء الملوث وما يحتويه من جزيئيات سامة جدا، قد تنتقل لأعضاء الأجنة عبر المشيمة مسببا خطرا يقود للوفاة.

وأضافت الدراسة، أن الجسيمات النانوية لتلوث الهواء المركز بالكربون الأسود، تستطيع الوصول إلى الأعضاء النامية للجنين، بما في ذلك الكبد والرئتين والدماغ.

ويرى الباحثون أن التعرض لتلك الملوثات يزيد من خطر الولادة المبكرة وانخفاض الوزن وحتى عيوب الولادة.

وتكمن خطورة هذه الدراسة كونها تتماشى مع التقرير السنوي الثالث لمنظمة الصحة العالمية، الذي صدم الجميع فيما يتعلق بالصحة العامة لأطفال العالم، حيث قال إن 90 في المئة من أطفال العالم يتنفسون هواء ساما.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن تلوث الهواء الخارجي هو أحد أكبر مشاكل الصحة البيئية التي يتضرر منها جميع سكان البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل ومرتفعة الدخل.

وتشير تقديرات عام 2016 إلى أن تلوث الهواء المحيط (الهواء الخارجي) في المدن والمناطق الريفية، على السواء، يتسبب في وقوع نحو 4.2 ملايين وفاة مبكرة سنوياً في العالم، وهو ما يُعزى إلى التعرض للجسيمات الصغيرة التي لا يتجاوز قطرها 2.5 ميكرومترات (PM2.5) والتي تسبب الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض السرطان، حسب تقرير للمنظمة.

وحسب المنظمة فقد وقعت نحو 91 في المئة من هذه الوفيات المبكرة في البلدان المنخفضة الدخل وتلك المتوسطة الدخل، وتركَّز أكبر عدد منها في إقليمي المنظمة لجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.

وتقول المنظمة إنه «كلما انخفضت مستويات تلوث الهواء تحسّنت الصحة القلبية الوعائية والتنفسية لدى السكان، على المديين البعيد والقريب».

وفي عام 2019 كانت نسبة 99 في المئة من سكان العالم تعيش في أماكن لم تكن تفي بالمستويات المحددة في المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة بشأن نوعية الهواء.

وتشير المنظمة إلى أنه «إضافة إلى تلوث الهواء الخارجي، يشكل الدخان المنبعث في الأماكن المغلقة خطراً جسيماً على صحة حوالي 2.6 مليارات شخص يطهون طعامهم ويُدفّئون منازلهم باستخدام وقود الكتل الحيوية والكيروسين والفحم».

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى