الكرامة بين الزوجين

بقلم/مايا الهواري

شرع الله الزواج وجعله مقدساً، فهو السبيل لبناء الأسرة التي تبني المجتمع، وقد وُصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ لأهميته العظيمة في بناء العائلة، فمن كان اختياره للزوج أو الزوجة سليماً، وفق الأسس التي شرعها الإسلام، كانت أسرته سليمة، ولكن في بعض الأحيان قد تطرأ بعض المشكلات على الأسرة، وهنا يجب على كل من الطرفين تجاوزها معاً، بالحب والتعاون والتعاضد، فالأسرة لهما الاثنان، لا لأحدهما دون الآخر، والأولاد مسؤوليتهما، فالتعاون الحاصل فيما بينهما لضمان سيرورة الحياة يُعتبر بمثابة سلاح فعال للوقوف في وجه الصعوبات، سواء أكانت خارج الأسرة أم داخلها، ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار شخصية كل منهما المختلفة عن الآخر، كذلك بيئته، طباعه، صفاته، أسلوب حياته، إلا أنه بعد الزواج ينصهر كل ذلك، ويصب في مصلحة الأسرة، بهدف إكمال المسيرة، ولكن عندما تصل الأمور في بعض الأحيان إلى طريق مسدود، ولا يتجاوزون مشكلاتهم، فإن هذه المشكلات هنا تبدأ تكبر حتى تصل للانفصال أحياناً، حتى وإن حاول أحدهما الإصلاح أو حاول الآخرون ذلك، إلا أن العناد الذي يتملك الفرد يحول دون ذلك، متذرعاً بفكرة الكرامة، أو أنه تحمَّل فوق طاقته، ولم يعد بوسعه هدر طاقة أكثر، ونراه يبقى مصراً على الانفصال، وكما ذكرنا أنه بعد الزواج لا كرامة بين الزوجين، فهما شخص واحد، والأمر لا يتوقف عليهما فقط، بل على الأولاد أيضاً، فما ذنب هذه الملائكة الصغيرة أن تضيع بين كرامة والديها، وهنا يجب على كل من الزوجين التنازل عن مسمى كرامتي، وأن كل شيء يهون في سبيل عدم تفكك الأسرة وسعادة الأولاد، وما أكثر حالات الطلاق، والسبب هو الكرامة، فليتعقل كل من الزوجين في هذا الموضوع، ويرى الحياة بمنظور آخر، يجسد فيه مصلحة الأبناء.
نستنتج مما سبق أن الحياة الأسرية مقدسة، وعلى كل طرف فيها أن يُسهم في ثباتها وجعلها أسعد الأسر، فالكرامة تنصهر أمام مصلحة الأبناء.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى