أعلن المتحدث باسم الجيش الأمريكي، العقيد ديفيد بتلر، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تُطلق خطة إصلاح شاملة للجيش بكلفة 36 مليار دولار، تتضمن تحديث الأنظمة والأسلحة، مثل دبابات ومروحيات الجيل الجديد، بما يُحدث “تغييرًا جيليًا”.
وبحسب تقرير لمجلة “نيوزويك”، أثار البنتاغون مرارًا وتكرارًا مخاوفه بشأن وضع الجيش الأمريكي في علاقته مع الصين خلال الإدارتين السابقتين، حيث وصف المسؤولون والقيادات الصين بأنها تحدٍّ يُعيق وتيرة الجيش الأمريكي؛ ما يُعني أنهم يعتبرون الصين خطرًا طويل الأمد على نفوذ الولايات المتحدة وقوتها.
وأشارت المجلة إلى أن آخر تجديد شامل لمعدات الجيش الأمريكي أجُرِيَ في أواخر سبعينيات ومنتصف ثمانينيات القرن الماضي، مع إدخال أنظمة الأسلحة “الخمسة الكبار”؛ دبابة أبرامز، ومركبة القتال برادلي، ومروحية الهجوم أباتشي، ومروحية الخدمات العامة بلاك هوك، ونظام صواريخ الدفاع الجوي باتريوت.
وتابعت أن التجديد الجديد يُعد جزءًا من جهود الرئيس دونالد ترامب لمواجهة العدوان العسكري الصيني؛ حيث وقع وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث مذكرة يوم الأربعاء وجه فيها البنتاغون إلى “بناء قوة أكثر رشاقة وفتكًا” من خلال “التخلص من البرامج العتيقة والمكررة وغير الفعالة، فضلًا عن إعادة هيكلة المقرات وأنظمة الاستحواذ”.
ووفقًا لما كتبه هيغسيث في مذكرته، يجب على الجيش، في الوقت نفسه، تحديد أولويات الاستثمارات وفقًا لاستراتيجية الإدارة، مع ضمان تخصيص الموارد المتاحة لتحسين أنظمة إطلاق النار الدقيق بعيدة المدى، والدفاع الجوي والصاروخي، بما في ذلك من خلال “القبة الذهبية لأمريكا”، والقدرات السيبرانية والإلكترونية، وقدرات الفضاء الخارجي.
وستبلغ تكلفة التطوير 36 مليار دولار، وسيتم إنفاقها على مدى خمس سنوات بدءًا من السنة المالية 2026، التي تبدأ في 1 يوليو/ تموز عام 2025.
وفي هذا السياق تحدث العقيد بتلر للمجلة عن بعض التفاصيل التي تسعى الإدارة إلى سنّها، مع إدراك أن “البرهان سيكون في تنفيذها”، ومع الاعتقاد بأن “هذا سيُحدث تغييرًا جذريًا في الجيش”.
وقال بتلر: “ساحة المعركة في أوكرانيا تتطور تكنولوجيًا؛ إنها تتطور بسرعة هائلة؛ إنها تتغير بسرعة؛ أحيانًا كل ثلاثة أسابيع، وإن لم يكن أسرع”.
وأضاف أن “الشيء نفسه يشهده العالم في إسرائيل، فالطريقة التي اضطر بها الجيش الإسرائيلي إلى التكيف والتغيير؛ لم يستطع نظام اقتناء الدفاع الأمريكي مواكبتها”.
ونوهت المجلة، وفقًا للبنتاغون، إلى أن نظام اقتناء الدفاع يهدف إلى “دعم استراتيجية الدفاع الوطني من خلال تطوير قوة أكثر فتكًا تعتمد على الابتكار التكنولوجي الأمريكي وثقافة الأداء التي تحقق تفوقًا عسكريًا أمريكيًا حاسمًا ومستدامًا”.
وأردف بتلر أن الجيش الأمريكي يتطلع إلى تجهيز كل فرقة عاملة بنحو 1000 طائرة دون طيار، علاوة على أنه سيستثمر في تكنولوجيا مكافحة الطائرات دون طيار، التي قال إن “الجيش الأمريكي متأخر فيها كثيرًا”، وفي الحرب الإلكترونية، وقدرات الكشف عن الطيف والتشويش، وكذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وأكد على مواصلة الاستثمار في البنية التحتية لشبكة الجيش، المتصلة عبر ستارلينك وستار شيلد وغيرها من أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، لتقليل الانبعاثات الإلكترونية، وبالتالي تقليل احتمالية كشف مواقع الجيش الأمريكي واستهدافه، علاوة على إجراء سلسلة من التجارب مع شركات الذكاء الاصطناعي على برامج معالجة البيانات لتصبح أكثر سرعة ودقة.