لا شيء يستحق كل هذا

حياتنا عبارة عن مراحل، وأعمال، ومطلوب منا دائماً النجاح والتفوق والتميز، ومطلوب منا تجاوز كل صعوبة نجدها أمامنا، والتغلب على كل عقبة تعترض طريقنا. وعندما نصاب بالإعياء والتعب، أو عندما نتراخى، أو عندما نتوقف لالتقاط الأنفاس، أو حتى عندما نخفق في مرحلة ما، أو نفشل في تجاوز اختبار ما، قد نجد أن هناك حالة من الرؤية الضبابية تخيّم علينا، خاصة مع وجود من يؤنّب، ومن يعاتب، ومن يخاصم بسبب هذا الإخفاق، أو التوقف، وهناك من يعتبرها فشلاً ذريعاً وغير مبرّر، بل قد نسمع من يقول كلمات محبطة، تزيدنا ألماً، وتدفع بنا نحو اليأس أو حافة اليأس.

وفي ظني أننا عندما نتعرض لمثل هذه الأجواء، فإن أفضل خيار هو الابتعاد، لأن الأجواء في تلك اللحظة تكون مسمومة وغير صحية، وقد تُسهم في دفعك نحو اتخاذ قرارات خطأ تماماً، أو تقرر التوجه لموقع أو مكان غير صحيح، لأن لحظة الانفعال العاطفي، والتوتر النفسي، جسيمة، وبالغة الأثر، وفيها يجب علينا تجنب اتحاذ القرارات، أو الاختيارات.

عندما يغلق باب، فإنه قد يكون الإذن بفتح باب أوسع، ولكننا في ظل العتمة، وفي وقت الشدة، لا ننتبه لما يحمل لنا من الخير، بل نعتبر انغلاق ذلك الباب فشلاً ذريعاً وإخفاقاً مريعاً، ولو فكرنا بتمعّن، أو وجدنا من يكون بقربنا، وحدثنا عن التفاؤل والأمل، لفتح أعيننا على ما يكتنفه ذلك الموقف من خير دفين.

عندما نفقد فرص عمل، أو عندما لا تتحقق أمنيتنا، أو عندما نتعثر في مرحلة دراسية، أو نحوها من المهام الحياتية، فإن هذا جميعه لا يدعو لليأس، ولا التوتر، ولا إلى القلق، بل على العكس، التفاؤل، والاستبشار، وإعادة المحاولة بثقة أكبر، وبخبرات جديدة، وبحماس، وتوكل على الله.

الحياة محملة بالفرص الثمينة، وفي العمر متسع للمحاولات، وتكرار التجربة، واكتساب المزيد من الخبرات والدروس، فلا تحرم نفسك من كل هذه المعرفة، والتي هي زادك في طريق النجاح، وفي مواجهة الصعوبات.
هذه دعوة للاستبشار والأمل، لتحويل ما يغطينا من ألم الإخفاق، إلى فرحة لاكتساب خبرة جديدة، وما يغشانا من هم الانكسار إلى سعادة القوة الجديدة. حوّل كل ما يدعو للقلق والتوتر والغضب إلى قوة دفع جديدة، نحو تحقيق النجاحات، لا تحطم نفسك وروحك المعنوية، فلا شيء يستحق كل هذا العويل والبكاء.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى