كيف تميّز بين ابتسامةٍ صادقة، وواحدة تُخفي وراءها نيّة الاستغلال؟ عليك أن تتذكر دوماً: أنه ليس كلُّ ودّ حقيقياً، وقد تكون العلاقات أشبه بلغز يحتاج إلى فك شيفرته. وقد يُظهر زملاؤك الودّ، لكن هل هو احترام لشخصيتك، أم لاحتياجاتهم؟ تخيّل أن كلّ موقف يومي في مكتبك يحمل رسالة خفية تحتاج إلى فك شيفرتها! يكشف المهندس ومسؤول تطوير الموظفين، مرتضى الشلبي، الأدوات التي تمنحك عيناً ثاقبة لتقرأ نوايا الآخرين، وتعيد رسم حدودك بذكاء.
6 مفاتيح لاكتشاف نوايا زملائك: هل هم أصدقاء أم مستغِلون؟
السلوك الصادق
إن السلوك الصادق يَظهر في التفاصيل الدقيقة. فعلى سبيل المثال، ستجد أن الزملاء الصادقين ينظرون إليك بعينين مليئتين بالثقة أثناء الحديث، ويستمعون بانتباه من دون مقاطعة أو تململ. نبرة صوتهم متزنة ولا تحمل تناقضاً بين الكلمات والمشاعر. من جهة أخرى، قد يفتقر الأشخاص المستغِلون إلى هذا الاتساق؛ فهم يميلون إلى إظهار الاهتمام فقط عندما يحتاجون شيئاً منك، وغالباً ما يختفون في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدعم الحقيقي.
حدود العلاقات
في العمل، وجود مسافة مهنية ضروريٌ للحفاظ على علاقة صحية. فالأشخاص الصادقون يحترمون هذه الحدود؛ فلا يتوقعون منك التفرُّغ لهم طوال الوقت، أو المشاركة في مشكلاتهم الشخصية بشكل مفرِط. أما المستغلون؛ فإنهم يتعدَّون على هذه الحدود، إما بطلب مساعدات متكررة، أو بمحاولة استنزاف طاقتك العاطفية من خلال الشكاوى المستمرة أو القصص المثيرة للشفقة التي تخدم مصالحهم.
توازُن التوقعات
إن العلاقات الناجحة في العمل تقوم على مبدأ الأخذ والعطاء. إذا كنت تجد نفسك دائماً مَن يقدّم الوقت والجُهد من دون أيّ رد فعل متوازن؛ فقد تكون هذه إشارة إلى استغلال زملائك. فالأشخاص الصادقون يدركون أن لديك التزامات ومسؤوليات، ولن يفرضوا عليك توقعات غير منطقية، أو يجعلوك تشعر بالذنب عند الرفض. المستغلون، على النقيض، يستغلون رغبتك في أن تكون متعاوناً؛ لتحقيق مكاسبهم.
نوايا المديح
قد يبدو المديح وسيلة لطيفة لبناء العلاقات، لكنه يكشف الكثير عن النوايا إذا نظرت إليه بعين ناقدة. فالمديح الصادق يأتي عادة من دون سبب واضح، ويركّز على إنجازاتك الفعلية أو شخصيتك. أما المديح المزيّف؛ فيظهر غالباً بشكل مفرِط أو في توقيت يتبعه طلب خدمة. هذا النوع من الثناء غالباً ما يكون وسيلة لكسب ولائك، أو جعْلك تشعر بالتزام تجاه الشخص الذي يقدّم الإطراء.
ديناميات الفريق
العمل الجماعي يكشف بوضوح عن طبيعة العلاقات المهنية. فالزملاء الصادقون يشاركون في الإنجاز ويساهمون بأفكارهم وجهودهم لتحقيق النجاح المشترك. هم يقدّرون دورك ضمن الفريق، ويحرصون على أن تحصل على التقدير المستحَق. في المقابل، المستغلون يميلون إلى تحميلك مسؤوليات إضافية، أو تجنُّب المشاركة الحقيقية، ويفضّلون أن يبقى دورهم في الظل، بينما يستفيدون من جهودك عند تقسيم النتائج أو المديح.
اختبارات الثقة
في بعض الأحيان، قد تحتاج إلى اختبار مدى التزام الزملاء تجاهك بطرق بسيطة. فعلى سبيل المثال، اطلب منهم دعماً في مشروع صغير، أو الاستماع إلى مشكلة تواجهها في العمل. فالصادقون يحرصون على تقديم المساعدة من دون أن ينتظروا مقابلاً، ويُظهرون احتراماً لخصوصيتك وعدم التحدُّث عن مشاكلك للآخرين. المستغلون، على العكس، إما يرفضون المساعدة بحجج واهية، أو يستغلون المعلومات التي تشاركها لتحقيق مكاسب شخصية.
في نهاية المطاف، تذكّر عزيزي الموظف أن العلاقات المهنية أشبه بميزان حساس يحتاج إلى الانتباه المستمر لتحقيق التوازن. فإن فهمك لنوايا زملائك، سيمنحك القوة لبناء علاقات صحية وداعمة؛ بعيداً عن الاستغلال. لذا كن واثقاً في قدراتك على التمييز بين الصدق والمصلحة، وتذكّر أن الحفاظ على احترامك لذاتك، هو المفتاح الأساسي للنجاح في بيئة العمل. اختر بعناية مَن يستحق وقتك وجُهدك، وكن دائماً مستعداً لإعادة رسم حدودك عند الحاجة.
متابعات