رفض الرئيس الأوكراني، فلودومير زيلنسكي، الخميس، تهديدات نظيره الروسي بوتين، التي تضمنت دعوة للقيام “بمبارزة صاروخية” لإثبات تفوق قواته على الدفاعات الجوية الأوكرانية.
زيلينسكي الذي يحضر اجتماعاً مع قادة الاتحاد الأوروبي، في العاصمة البلجيكية بروكسل، تساءل خلال مؤتمر صحفي قائلاً، “هل تعتقدون أنه عاقل؟”
تهديدات بوتين جاءت، الخميس، خلال اللقاء الصحفي السنوي، المعد بعناية لإظهار قوة سلطته، وسيطرته على كافة المجالات السياسية والاقتصادية في روسيا.
وخلال إجابته على الأسئلة التي تمر عبر أجهزة الرقابة، قال بوتين إنه مستعد لما سماه “مبارزة عالية التقنية في القرن 21”.
وأضاف بوتين “نحن مستعدون لهذه التجربة، لكن هل الجانب الآخر مستعد كذلك؟”
ولتحقيق تلك “التجربة”، دعا بوتين إلى تحديد هدف في العاصمة الأوكرانية كييف، تتركز حوله الدفاعات الجوية والصاروخية، تمهيداً لضربه بصاروخ “أورشنيك” الروسي الحديث.
يعتقد أن روسيا أطلقت صاروخ “أورشنيك” أول مرة ضد أوكرانيا في 21 نوفمبر الماضي، خلال هجوم استهدف مدينة دنبيرو.
الخبراء العسكريون يرون أن بوتين يبعث برسائل دبلوماسية عبر تجارب الصواريخ البالستية. (AFP)
استهداف مدينة دنيبرو الأوكرانية، جاء إثر الضربات الموجعة التي تلقاها الجيش الروسي، عقب استخدام القوات الأوكرانية عدداً من الصواريخ الغربية، لضرب أهداف في عمق منظومة الدفاع الروسية.
وبعد الدعاية الإعلامية الكبيرة حوله، فإن هجوم دنيبرو الذي استخدم خلاله صاروخ “أورشينك” أول مرة، أسفر في النهاية عن جرح 3 أشخاص، وإلحاق خسائر بمنشأة صناعية، ومركز طبي للعناية بالمعوقين، حسب ما أظهرته الصور التي التقطت مباشرة إثر الهجوم.
وتأتي صواريخ أتاكمز” الأميركية و”ستورم شادو” البريطانية، في مقدمة الأسلحة والذخائر التي استخدمها الجيش الأوكراني، عقب حصوله على ترخيص باستخدامها ضد أهداف داخل روسيا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها بوتين تهديدات عسكرية متهورة، فمنذ ما قبل 2022 وحتى قبل بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، كرر الرئيس الروسي التهديد باستخدام الأسلحة النووية.
ويشكك الخبراء في القدرات العملياتية لصاروخ “أورشنيك”، المصنف ضمن فئة الصواريخ متوسطة المدى.
ويرجع ذلك إلى اعتقادهم أن إطلاق “أورشينك”، كان يحمل دلالات سياسية وليست عسكرية. وهذه الدلالات كانت موجهة لواشنطن وحلفائها الأوروبيين وليس لأوكرانيا فقط.
ورغم التصعيد اللفظي، وادعائه تحقيق أهدافه الرئيسية في أوكرانيان إلا أن بوتين قال إنه غير قادر على تحديد موعد نهاية الحرب.
أما زيلينسكي، الذي يواصل محادثاته في بروكسل، فقال في تصريح سابق، إن حلف الناتو هو الوحيد القادر على وقف الغزو الروسي لبلاده.
وقال الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، الخميس، إن بلاده بحاجة إلى “الوحدة” بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أوروبا “لتحقيق السلام”.
محادثات زيلنسكي تأتي قبل شهر واحد من موعد تولي الرئيس ترامب السلطة، وسط توقعات بحدوث تغيير في السياسة الخارجية الأميركية، فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا.