أطلقت شركة “ألابوغا” الروسية، حملة تجنيد واسعة في أفريقيا، تستهدف الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و22 عامًا، تحت ستار تقديم تدريب مهني، بحسب تقرير لمجلة “جون أفريك”.
وذكر التقرير، أن “الهدف الحقيقي وراء هذا البرنامج يبدو أنه دمج المجندات بشكل سري في الصناعة الحربية الروسية”.
وبحسب التقرير، “تم الترويج لحملة التجنيد التي تُعرف باسم ألابوغا ستارت بشكل مكثف عبر التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ تعد الحملة بتقديم تدريب مهني في مجالات مثل النقل والضيافة والعمل على خطوط الإنتاج، مع رواتب شهرية تتراوح بين 50 ألف و65 ألف روبل (470 إلى 610 يورو).
ويوفر البرنامج تذاكر الطيران والإقامة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بـ”ألابوغا”، التي تقع على بعد أكثر من 200 كيلومتر شرق مدينة كازان في روسيا.
ويتقدم للبرنامج الكثير من الشابات من دول أفريقية مثل تنزانيا وموزمبيق ومالي وزيمبابوي، بعد ملء استمارة وإجراء اختبار أساسي للغة الروسية، وإجراء مقابلة عبر الإنترنت قبل أن يسافرن إلى روسيا.
وأفاد التقرير، أنه بحلول منتصف عام 2024، كانت مئات النساء الأفريقيات قد وصلن إلى المنطقة الاقتصادية الخاصة بـ”ألابوغا”، التي تضم أكثر من 5 آلاف طالب و15 ألف موظف.
أجندة خفية
وأوضح التقرير، أنه “بينما يسوق البرنامج نفسه كفرصة للشابات لبناء مسار وظيفي، إلا أن هدفه الحقيقي يتماشى مع الأهداف العسكرية الروسية، ولا سيما أن المنطقة الاقتصادية الخاصة بألابوغا، تُعد جزءًا حيويًا من مجهود روسيا الحربي في أوكرانيا، حيث يتم تصنيع آلاف الطائرات المُسيّرة التي تستخدمها القوات الروسية”.
وتجدر الإشارة أنه في العام 2023، وقعت “ألابوغا” عقدًا بقيمة 1.75 مليار دولار مع إيران لصناعة 6 آلاف طائرة مُسيّرة من طراز “شاهد” بحلول سبتمبر/أيلول 2025، ما أدى إلى زيادة كبيرة في حجم الإنتاج.
وأشار تقرير “جون أفريك” ومصادر أخرى، إلى أن “العديد من العاملات الأفريقيات، اللواتي كنّ يتوقعن وظائف في الضيافة أو الأعمال البسيطة، يجدن أنفسهن يعملن على خطوط تجميع الطائرات المُسيّرة”.
ولفت إلى أن “فيديو يظهر مجموعة من النساء الأفريقيات يعملن في مصانع لتجميع هذه الطائرات، سواء تلك المصممة إيرانيًا أم الروسية المشتقة من نماذج زراعية”.
الدعاية
وعززت “ألابوغا ستارت” علاقاتها بالدبلوماسيين الأفارقة لتعزيز أهدافها في التجنيد.
وفي عام 2024، استضاف البرنامج العديد من الوفود الأفريقية في منشآته بمدينة كازان، بما في ذلك من الممثلين من مالي وسيراليون وزيمبابوي وتنزانيا.
وتظهر حملة الترويج شهادات من مجندات أفريقيات، تظهر البرنامج بصورة إيجابية في وسائل الإعلام الأفريقية.
فيما أعربت بعض المشاركات عن استيائهن، إذ قالت إحداهن إن واقع العمل يختلف بشكل كبير عما وُعدن به.
ورغم الظروف الصعبة والعمل الشاق، فإن العديد منهن غير قادرات على مغادرة المنطقة الاقتصادية الخاصة بسبب القيود المالية أو عدم وجود بدائل.
متابعات