عندما يختار أي شخص التخلص من الأعمال الوظيفية وإطلاق مشروع خاص؛ فإن الأمر قد يتطلب من رائد الأعمال بذل كثير من الجهد والوقت والدخول في مسارات تحمل كثيراً من المخاطرة، كل هذا يرمي بظلاله على الاستقرار الأسري.
ريادة الأعمال اتجاه يتطلب التضحية الشخصية، بالنسبة لأي رجل أعمال أو حتى سيدة أعمال، الأسرة والمنزل قد يتراجعان من حيث الأولوية وهذا خطأ شائع يفسد حياة الشخص لاحقاً، لكن كلمة السر لنجاح الصعيدين هي التوازن، وقد يتحقق ذلك من خلال التواصل الصحي مع الأسرة، ولاسيما شريك الحياة، وإشراك الدائرة الأولى في جميع الالتزامات الشخصية والمهنية.
استراتيجيات التوازن بين العمل والأسرة
يقول شيريل بيني، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة Dynasty Financial Partners في لقاء أجراه مع مجلة forbes الأمريكية، إن عالم ريادة الأعمال ديناميكي لذلك تحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية ليست بالمهمة السهلة. لكنه قدم بعض النصائح، تعرفوا إليها.
التواصل والوضوح
على رائد الأعمال ألا يهمل التواصل مع أسرته، وأن يكون واضحاً بما يكفي في الكشف عن المتطلبات وتأثيرات جداوله المزدحمة، هذا من شأنه أن يعمل على تحديد المهام بشكل واضح، والحد من توقعات الأسرة تجاهه من ثم تقليل الخلافات الأسرية، تضمن هذه الشفافية أن يكون أفراد الأسرة على اطلاع دائم بضغوط رائد الأعمال سواء في ما يخص الوقت أو استقراره المالي، مما يؤدي إلى تعزيز بيئة داعمة متبادلة.
إشراك الأسرة في أعمال الشركة
هناك طريقة أخرى للحصول على الدعم وهي إشراك أسرتكم دون الضغط عليهم في بعض مهام العمل، يجب أن يتم ذلك وفقاً لقدراتهم وأعمارهم وكذلك رغباتهم. مثلاً السماح للأطفال بزيارة المكتب وطرح الأسئلة والتعرف إلى العمليات التجارية يمكن أن يساعدهم على تقدير العمل وتحمل أوقات البعد والتقصير. يجب تطوير هذا الارتباط دون خلق ضغوط غير مبررة عليهم كما يجب احترام شغفهم ورغبتهم في اختيار عملهم الخاص.
قضاء العطلات وحضور المناسبات
مهما كانت ضغوط العمل فإن الأسرة تأتي أولاً، هكذا يقول بيني وينصح رواد الأعمال بضرورة تخصيص وقت للعطلات وحضور المناسبات العائلية فهذا لا يوطد العلاقات الأسرية فحسب،إنما هو طريقة لشحذ الطاقة والاستثمار في العلاقات مما يساعد لاحقاً على تحمل مسؤوليات العمل.
مواجهة التوتر العاطفي
إذا أدركتم مبكراً أن ثمة توتراً يشكل عبئاً عاطفياً على علاقاتكم الأسرية فهذا يساعد في إتاحة الحلول قبل أن يتحول الأمر لأزمة، مواجهة التوتر يخفف الضغوط الشخصية ويعزز بيئة عائلية أكثر استقراراً. يمكنكم تخفيف التوتر من خلال ممارسة الرياضة بصحبة أفراد الأسرة أو ممارسة التأمل مما يخفف من الضغوط.
إدارة الوقت وتحديد الأولويات
مواجهة التوتر يخفف الضغوط الشخصية – الصورة من freepik
تقول ياسمين والتر، رائدة أعمال ومؤلفة لعدد من الكتب الأكثر مبيعاً في ريادة الأعمال، إن إدارة الوقت واحدة من أهم مهارات رائد الأعمال الناجح، لا سيما إذا كان رباً لأسرة، تؤكد الكاتبة الأسترالية في سلسلة KMD Books إن الناجحين في عالم الأعمال يكترثون كثيراً لوضع حدود واضحة وتخصيص وقت لكل من العمل والأسرة، وتنصح في هذا الصدد بضرورة تنظيم جدول الأعمال.
التفويض
صاحب العمل أو رائد الأعمال عادة ما يقتله الشعور بالمسؤولية تجاه عمله، ما قد يؤثر على العلاقات الأسرية، لذلك أنتم بحاجة ماسة للتفويض، والمقصود هنا تفويض المهام للأشخاص المناسبين الذين يتمتعون بالكفاءة، هذه الطريقة تساهم في توفير بعض الوقت وتحقيق الراحة من ثم إيجاد الفرصة لتعزيز وتعميق العلاقات الأسرية والقيام بالمهام الأبوية.
إعادة تعريف النجاح
يجب التحرر من المفهوم التقليدي للنجاح والذي يقاس بما تم تحقيقه في العمل لكن المعنى الحقيقي للنجاح أشمل من ذلك بكثير، العلاقات الشخصية السليمة هي شكل من النجاح، والرفاهية والراحة والمتعة الشخصية أيضاً نجاح. المعنى الحقيقي للنجاح يتحقق عند تحقيق التوازن بين العمل والأسرة والعناية الذاتية.
اعتنوا بأنفسكم
تحدثنا في السطور السابقة عن الغير ولكن حتى يتمكن أي شخص من الاعتناء بالغير عليه أن يبدأ بنفسه، إنها نصيحة والتر التي وصفتها بالغالية، وقالت إن الحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة يتطلب بذل جهد واعٍ لإعطاء الأولوية للعناية الذاتية. وتنصح رائد الأعمال بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وممارسة تقنيات الاسترخاء، وممارسة الهوايات أو تخصيص الوقت للتأمل الذاتي.
يتطلب تحقيق التوازن بين العمل والحياة الكثير من الجهد والفكر الابتكاري كما أن إدارة الوقت بعناية، والقدرة على التكيف، والاستعداد لإيجاد حلول إبداعية جميعها صفات تساعد رائد الأعمال في تحقيق التوازن بين النجاح في العمل والعلاقات الأسرية.