أعلنت موسكو اليوم الأحد، إنها ستُدخل تعديلات على عقيدتها النووية؛ “ردًّا على تصرفات الغرب” بشأن الصراع في أوكرانيا.
جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الذي لم يوضح ما الذي سيترتب على هذه التغييرات، وفق ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وتنص العقيدة النووية الروسية الحالية، وفقًا لمرسوم أصدره الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية في حالة وقوع هجوم نووي من قبل عدو، أو هجوم بأسلحة تقليدية يهدد وجود الدولة.
ورأى مراقبون أن توجه روسيا لتغيير عقيدتها النووية يعكس تفاعلًا مع عدة عوامل داخلية وخارجية، أملتها ظروف الحرب والتهديدات الغربية.
وقالوا إن روسيا تعدُّ أن البيئة الأمنية الدولية قد تغيرت تغيرًا كبيرًا، مع زيادة التوترات مع حلف الناتو وتوسعه بالقرب من حدودها، وهذا يدفع روسيا لتعزيز قوتها الرادعة للحفاظ على مصالحها الإستراتيجية.
وأضافوا أن الإعلان يأتي بعد تصريحات أدلى بها الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، أعلن فيها تأييده الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية، ما دعا خبراء ومحللين سياسيين، إلى ترجيح أن يشهد الصراع الروسي الأوكراني تطورات مفاجئة خلال الأيام المقبلة.
وأشار المراقبون إلى أحد أهم الأسباب للإعلان الروسي، التقدم في أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية وغيرها من الأنظمة التكنولوجية الجديدة، ما قد يقلل من فاعلية الردع النووي التقليدي لروسيا، لذلك، قد تسعى روسيا لتعديل عقيدتها النووية لتشمل استخدامًا أكثر مرونة للأسلحة النووية.
وتشعر روسيا بالقلق من أن بعض الدول، مثل الولايات المتحدة، قد تتبع إستراتيجيات نووية جديدة، أو تطور أسلحة جديدة قد تهدد التوازن الإستراتيجي، وأعلنت دول أوروبية عدة نيتها امتلاك السلاح النووي، لذا فإن تعديل العقيدة النووية يمكن أن يكون وسيلة للردع، بحسب المراقبين.
ووفق المراقبين، فإن التغييرات في العقيدة النووية قد تعكس أيضًا الضغط السياسي الداخلي لتعزيز الموقف الروسي على الساحة الدولية وتأكيد القوة الروسية، مؤكدين أن الإعلان يهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن روسيا مستعدة لاستخدام أسلحتها النووية في حال تهديد وجودها، وهو ما يعد جزءًا من إستراتيجيتها العامة لتعزيز موقفها الردعي والدفاعي.
وفي فبراير الماضي، نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية تقريراً استند إلى وثائق روسية مسربة تكشف معايير استخدام الأسلحة النووية التكتيكية في المراحل الأولى من الحرب مع قوة كبرى، بما في ذلك الصين، حليفة موسكو الوثيقة.
وتتضمن الوثائق “29 ملفًا عسكريًا روسيًا سريًا تم إعدادها بين عامي 2008 و2014″، تناقش مبادئ التشغيل لاستخدام هذه الأسلحة.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن هذه الوثائق تكشف أن “عتبة استخدام الأسلحة النووية التكتيكية أقل مما أعلنته روسيا علنًا”، وفقًا لتحليل الخبراء الذين قاموا بمراجعة وتدقيق المعلومات الواردة فيها.
متابعات