ليلى خليفة: روحانياً أنا عربية… ولغوياً انكليزية

ليلى خليفة.. أبدأ بالاسم المجرّد من اللقب، ببساطة لأنّني شعرت منذ الاتصال الأول، وكأننا في جلسة عادية وليس مقابلة صحفية. ليبدأ الحديث عن يومنا “المتعب”، وبعض المواقف الطريفة والصعبة التي مرّت في هذا اليوم.. ثم دخلنا في “الجدّ” الذي لم يخلو من المزح والضحك، لننتقل بعدها إلى الحوار مع الفنانة الإماراتية البريطانية Layla Kaylif.

تجمع ليلى بموسيقاها التأثيرات العربية مع البوب الإنجليزي، وهو ما تلتمسه في أغانيها بدءاً بأغنية Shakespeare in Love التي اشتهرت بها عام ١٩٩٩ وصولاً إلى أغنية Vow to Love التي تتحضّر لإطلاقها. لكن الشهرة بمعناها “التجاري” لا تستهوي الفنانة التي داخلها. أما الحب فهو الأقرب إلى شخصيتها، على الرغم من تجاربه الصعبة التي مرّت بها.

من هو “مجنون” ليلى؟

اشتهرت بأغنية Shakespeare in Love عام ١٩٩٩ وجولتك الفنية بعنوان I only know love وتعملين على أغنية Vow to Love.. ماذا يضيف الحب الى الفنان؟

الحب يلعب دوراً أساسياً في الفن، الذي هو وسيلة تعبير عن المشاعر والأفكار ولغة تواصل.. وكما يقول الشاعر قيس ابن الملوّح: “الشخص الذي لا يستطيع أن يحبّ.. فلا يأتي أي شيء جيد منه”. الحب هو إلهام بالنسبة لي ولكتابة الأغاني، كما أنّ الجروح تغذّي أحياناً الإحساس. ويمكن تحقيق الأحلام من خلال الأغاني.

هل لـ ليلى “مجنون”؟

طبعاً لديّ مجنوني.. أعتقد أنه يعتبر لدي حب عذري وروحاني مثل شمس التبريزي وجلال الدين الرومي، دانتي وبياتريس.. يعتبروه في التصوّف وسيلة للحب الآلهي. هذا الحب المستحيل والذي لا يتحقق ويتحوّل إلى نوع من الالهام للفنان وروحه. وتستشهد بشعرٍ لـ “رومي” يقول “استمرّ في كسر قلبك حتى ينفتح..”، هذا الوجع يلعب دوراً لتطوّر الشخص على الصعيد الروحاني. الشخص الرحيم هو من يشعر بغيره، لأنه مرّ بالتجربة وبالمعاناة والحزن خاصة عاطفياً.

ما هي القضايا الاجتماعية والإنسانية التي تجذبك لدعمها؟

أهتمّ بكل ما يتعلّق بقضايا الأطفال، خاصة حين أصبحت أماً، وأتعاطف مع الأمهات خاصة في زمن الحروب، وأحاول أن أضع نفسي مكانهم وإن لم أعيش التجربة.

درست الأدب لكنك لجأت إلى الكتابة والفن.. كيف تصفين علاقتك بالفن؟

ساهمت دراستي للأدب في حبي للشعر والرواية والكتابة.. ولجأت للكتابة والفن، للتعبير عن نفسي وأفكاري. وكنت أنجذب إلى اللغة الإنجليزية لأنني كنت أتابع أكثر الشعر والأفلام باللغة الإنجليزية، خاصة وأن أمي انجليزية. لكنني الآن نادمة “ويا ليتني ركزت على اللغة العربية.. خاصة عندما أريد إيصال رسالتي للعرب وأنني أحب العرب”. لكن أشعر أنني عربية روحانياً، ولغويا أنا انجليزية.

ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال الفن؟

رسالتي هي الحب، والحب الإنساني، وكيف أن التعبير الأسمى عن الحب له بعد روحاني.

لماذا ترفض ليلى “الشهرة”؟

لست دنيوية، لذلك لا تعني لي الشهرة كثيراً. أنا رفضت الشهرة في يوم من الأيام، ولكن اليوم لا أعرف إن كانت الشهرة ترفضني. أعتقد عندما اشتهرت بأغنية Shaekspear in Love لم يكن الوقت المناسب لامرأة إماراتية في مجتمع محافظ أن أشتهر، والناس لم يكونوا ليتقبّلوا. كان البعض يعتبرني لبنانية خاصة وأنه كان لدي أصدقاء كثر في لبنان، ولهجتي لا توحي بأنني إماراتية. ثم ذهبت إلى أميركا بدعوة من أحد المطربين المشهورين، وهو “مجنوني” وشعرت أن الشهرة “صفقة فاوستية” بمعنى خاسرة. لكنني كنت أتمنى أن أكون مشهورة من خلال لوني الغنائي، إلاّ أنني أُعتبر محافظِة بالنسبة للغرب.

ما الذي يميّز الوقوف على مسرح موطنك دبي، عن مسارح الخارج؟

أشعر بأنني أحقّق الهدف في إيصال رسالتي الى شعبي، وكأنني أقدّم هدية لأهل بلدي. كما أشعر بالامتنان عندما أوصل الرسالة. المسرح هو موطني والمكان الذي استمتع فيه، ولكنه ما يزال يوترني وأشعر بالرهبة والخوف أن “أكون مقبولة من جمهور بلدي”.

تعتبرين أنك “مقيّدة”.. ما الذي يمنعك من التحرّر؟

أعتقد أنّ القيود موجودة في رأسي فقط، ويجب أن أتحلّى بالإيمان وأعترف بقيمتي الذاتية، ولا أخاف من ردود فعل الناس، مع العلم أنّ الجمهور بات يتقبّل أكثر بسبب التغييرات الحاصلة.. وخطّي الموسيقي يساعدني في فني، لأنه يمزج بين العرب والغرب.

إن كنت ستختارين ميزة في المرأة الإمارتية تمنحيها للمرأة البريطانية.. ما هي؟

أختار ميزة تعزيز الترابط الأسري.

عندما تنظر اليوم ليلى إلى ما وصلت إليه.. ماذا تقول؟

لقد تعزّز إيماني، أنا ممتنة وأشكر ربّي لما حقّقته.. ولكن لم أحقق حلمي الفني والجولة التي أريد تحقيقها. لكن أغنيةVow to love هي جزء من الحلم. وأحلم بأن تساهم افكاري ورؤيتي للعالم بإلهام الناس، ونشر الخير في قلوبهم، وألا يكون مجهوداً ضائعاً.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى