ما علاقة التحشيد العسكري غرب ليبيا بتحركات سيف الإسلام القذافي؟

أثارت تحركات قوات القيادة العامة للجيش الليبي نحو جنوب غرب ليبيا، الكثير من التكهنات بين تأمين الحدود والتحركات الاستباقية التي لها علاقة بدول الجوار في مالي والنيجر، لكن معلومات أخرى تربطها برغبة سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الراحل في التجهيز للعودة إلى المشهد من نافذة عسكرية.

وطمأنت رئاسة أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي في أكثر من مناسبة حول أسباب تحرك وحداتها نحو الجنوب الغربي للبلاد عقب تعبير دول غربية والامم المتحدة عن قلقها من التحشيد العسكري.

وزعمت أن “السبب وراء تحرك وحدات الجيش الليبي نحو الجنوب الغربي للبلاد، يعود إلى خطة شاملة لتأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي في هذه المنطقة الإستراتيجية الليبية”.

كما صرح اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، إن “القوات لا تنوي التحرك نحو أي أهداف داخلية في ليبيا”. وأضاف المسماري في تصريحات له أن القوات التي تحركت باتجاه الجنوب الغربي، جاءت ضمن خطة  للتصدي ومنع العمليات غير المشروعة التي يمكن أن تتم عبر الحدود، في ظل التوترات التي تشهدها بعض دول الجوار.

وأوضح أن التحركات في دول الجوار وخاصة في مالي والنيجر، استدعت إرسال تعزيزات للمناطق العسكرية التي تتواجد فيها قوات الجيش، لضبط الحدود.

وشمل انتقال الوحدات العسكرية للمناطق المكلفة بتأمينها، مدن سبها وغات وأباري ومرزق والقطرون وبراك والشاطئ وأدري.

لكن مصادر ليبية قبلية من مصراتة، كشفت عن معلومات تحمل نية سيف الإسلام القذافي تشكيل وحدات عسكرية تنافس وحدات الجيش الليبي في جنوب البلاد، وهي العودة إلى المشهد التي لا تحظى بدعم أبرز القوى السياسية و العسكرية الفاعلة في ليبيا.

وفي شهر يوليو الماضي رفض فريق سيف الإسلام المشاركة في منتدى الحوار الإنساني في جنيف خصص لأنصار النظام السابق، بحجة ضبابية أهداف اللقاء، وقبلها بأشهر انسحب ممثلو نجل معمر القذافي من الاجتماعات التحضيرية للمصالحة الوطنية التي يرعاها المجلس الرئاسي الليبي والاتحاد الأفريقي.

وأمام تراجع فريقه عن الانخراط في الجهود السياسية لحل الأزمة منذ تعثر إجراء الانتخابات التي كان سيف مقررا المشاركة فيها في ديسمبر 2021، رجح مراقبون رغبته في استعادة مجده الضائع بمحاولات عقد تحالفات جديدة.

وقال المحلل السياسي الليبي محمد الصريط قرقر في تصريح  بخصوص ظهوره الأخير من حين لآخر، إن سيف يعد الوحيد من أبناء القذافي الذي يمكن أن يصدر عنه موقف، إذ لديه مؤيدون كثر خاصة في ظل حالة الإحباط التي يعيشها المواطن الليبي بعد حجم التوقعات الكبيرة التي كانت بعد 2011، لكن بعد ست أو سبع سنوات تقلص هذا الأمل، وأصبحت هناك خيبة أمل واسعة، وهو ما ولّد ردة فعل عاطفية من بعض فئات من الشعب للاتجاه إلى دعم سيف.

وأكد المحلل الليبي أن هذا الحراك سيقوده سيف، الذي يعمل على مشروع استعادة حكم والده مستغلا ورقة إحباط الكثير من الليبيين، غير أن الدول الكبرى والإقليمية غير مستعدة للمغامرة بالسماح له بالعودة؛ لأن المنطق يقول سيبدأ بالانتقام لما وقع له ولأسرته من عنف وقتل وتهجير.

وبين أن التشكيلات القبلية الموجودة على الأرض التي تدعمه هي قبيلة المقارحة ورفلة والقذاذفة.

ولفت المحلل محمد الصريط إلى التدوينة الأخيرة للساعدي القذافي المقيم في تركيا الذي حاول مغازلة مصراتة لمساعدة شقيقه سيف، لكن التيار الموجود في مصراتة كمدينة كانت من المدن التي قتلها وشردها معمر القذافي، ومن ثم من الصعب أن يحدث تغيير سياسي قد يقلب المعادلة لصالح النظام السابق في ليبيا.

وذكر بتصريحاته الأخيرة في عام الثورة في أحد لقاءاته الإعلامية، حين قال سيف “لن تكون هناك عدالة من وقف معنا سنقف معه، ومن جاء ضدنا سنعامله كمواطن من الدرجة الثانية”.

وأوضح أن المجال الوحيد الذي يمكن أن يتحرك عبره سيف القذافي هو عبر ترشحه للانتخابات.

بدوره عضو حراك “فزان” السياسي والمحلل وسام عبد الكبير، فسر مساعي سيف القدافي الظهور من حين إلى آخر، حتى يطمئن أنصاره أنه موجود.

واعتبر أن سيف منته، ولا يمكن إعادة إنتاجة سياسيا، ولا يملك أي رصيد من النجاحات.

وقال إذا كانت عائلة القذافي ترغب في العودة للحياة السياسية وهذا حق شرعي لكل ليبي، فالمطلوب “الدفع بشخصية أخرى من العائلة تكون أكثر إقناعا، وليس لها ملف جنائي، وأن تعلم أن مرحلة حكم هذه العائلة لليبيا انتهت إلى غير رجعة، ومن حقهم ممارسة السياسة وفق مبادىء ثورة فبراير كأي مواطن ليبي يمتلك حقوقه المدنية”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى