تعرف إلى تغيرات المراهق النفسية والعقلية في فترة المراهقة وتعاملي معها

سنوات المراهقة أكبر التحديات التي تواجه الطفل على مدار حياته، وكأنها ميلاد جديد للشاب والشابة؛ حيث تتفتح لديهم الكثير من التغيرات الشكلية والجسدية، وتظهر لديهم العديد من التغيرات النفسية والعقلية؛ ومعها تنمو القدرات المعرفية والفكرية، وبالتالي تختلف نظرتهم لكل الأمور من حولهم.
من هنا كانت هناك ضرورة لمشاركة الآباء لأبنائهم تلك المرحلة، وعلى هدي هذه المشاركة، يضعونهم على الطريق السوي الصحيح.
لقاؤنا وخبير التنمية البشرية وأستاذ الطب النفسي الدكتور حسن سليمان لشرح وتفصيل مؤشرات النمو العقلي والنفسي للمراهق، في مراحله الأولى والوسطى والأخيرة وتأثير الآهل عليهم.

التطور العقلي للمراهق

المراهق يتطور عقلياً ونفسياً في فترة المراهقة

يحدث في هذه السنوات وبشكل تدريجي نمو عقلي و تطور معرفي للمراهق، ما يعني نمو القدرة على التفكير، والذي يحدث بشكل مختلف بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-18 عاماً.
كما يمتلك المراهق القدرة على التفكير حول الأشياء والأحداث، والقدرة على تغيير الأشياء والكائنات، وقيام الأطفال والمراهقين في هذه الفئة العمرية بتفكير أكثر تعقيدًا.
النمو العقلي عند المراهق يحدث من سن 12 إلى 18، حيث ينتقل الأطفال من التفكير الملموس إلى العمليات المنطقية الرسمية، وكل طفل يمضي بمعدله الخاص في قدرته على التفكير.

مؤشرات على النمو العقلي يلاحظها الآباء

يزداد ذكاء المراهق بتشجيع الوالدين

تتميَّز مرحلة النموّ العقلي من حياة الطفل بتزايُدٍ ملحوظ في الذّكاء، وخاصةً إذا استُثمر من قِبل الوالِدين، وتمَّ توظيفُهُ بما ينفعُهم في حياتهم.
في هذهِ الفترة تصل قُدرة الطفل على اكتِساب واستخدام المعرِفة درجة كبيرة، ولو لم يحدث أيُّ تقدُّم خلال سنوات التّكوين، فمن المُستبعد أن يتمّ ذلك في زمن لاحق.
هذه المرحلة من حياة الطفل تُعتبر مرحلة فاصلة يتحدَّد فيها مُستقبلهُ وتؤهّلهُ للمرحلة الجامعيّة، وإهمالهُ من قبل نفسه أو أهله يُعدُّ مصيبة وكارِثة.

النمو العقلي عند المراهق في المرحلة المبكرة

يستخدم المُراهق التفكير المُعقَّد والذي يركز على اتّخاذِ القرارات الشخصيّة في المدرسة وفي المنزل، ويقوم بإظهار واستخدام العمليّات المنطقيّة الرّسمية في العملِ المدرسي والواجبات المدرسية

النمو العقلي عند المراهق في المرحلة المتوسطة

النمو العقلي يدفع للتفكير في احتمالات مختلفة، يصبح لدى المراهق الخِبرة في استخدامِ عمليّات التفكير الأكثر تعقيداً.
يوسّع التفكير لديهِ ليحتوي على المزيد من المخاوفِ الفلسفيّة والمستقبليّة.
يسأل ويُحلِّل على نطاقٍ أوسع وأشمل.
يبدأ في التّفكير بشكل مُنظَّم عن الأهداف المُستقبلية المُحتملة.
يستخدم التّفكير المَنهجيّ ويبدأ في التّأثير على علاقاتهِ مع الآخرين.

النمو العقلي عند المراهق في المرحلة المتأخرة

أفكارهُ مُتزايدة حول مفاهيم عالميّة، كالعدالة والتارِيخ والسّياسة.
تتطوَّر لديهِ وجهات النظر المثالية حول مواضيعٍ ومخاوف مُحدَّدة.
يبدأ بالتركيز على التّفكير في اتّخاذِ القرارات المهنيّة.

كيف يمكن تشجيع النمو العقلي الصِّحي للمراهق؟

مراهقة تتمتع بالثقة والثبات والنمو العقلي
  • أعط لابنك الفرصة ليشاركك في مُناقشات حول مجموعةٍ متنوعةٍ من المواضيعِ والمُشكلات.

  • أنصت له باهتمام، وشجع ابنك المراهق على مُشاركتك الأفكار الخاصة بك .

  • درب ابنك المُراهق على التّفكير المُستقلّ وتطوير أفكاره الخاصة.

  • ساعد ابنك المُراهق في تحديدِ الأهداف وتحدّي نفسهِ للتَّفكير في احتمالات المستقبل.

  • قدم لابنك المراهق المجاملة والثّناء عند اتّخاذهِ قراراتٍ مدروسةٍ.

  • ساعِده في إِعادة تَقييم القراراتِ الضّعيفة.

  • تحدّث مع المشرف النفسي أو الاجتماعي بالمدرسة، إذا كانت لديك مخاوِف معينة بشأن التّطوُّر المَعرفي لابنك.

التغيرات النفسية للمراهق

التغيرات النفسية للمراهق تنعكس على علاقاته بالأهل

مرحلة المراهقة تحمل أيضاً الكثير من التغيرات النفسية والاجتماعية، والتي تنعكس تبعاتها على علاقات المراهق مع الأهل أو الأصدقاء.
وهذه التغيرات التي تظهر تدل على أن شخصية الطفل بدأت تتشكل، وتظهر ملامحها الخاصة، وكيف أصبح راشداً.
ولمساعدتك على التعرّف إلى أهم التغيرات النفسية التي يمر بها المراهق في مرحلة المراهقة، فهي تتضح في الآتي:

المزاج والمشاعر

قد تظهر على طفلك مشاعر قوية، ومزاجه سيصبح متقلباً وغير متوقع، وهذا التقلب المزاجي والنفسي سيزيد من المشاحنات، وذلك لأن دماغ الطفل لا زال يتعلم كيفية التعامل والسيطرة على المشاعر بطريقة الشخص الراشد.

الحساسية تجاه الآخرين

كلما كبر طفلك؛ تحسنت قدرته على فهم وقراءة مشاعر الآخرين، ولكن خلال هذه الفترة قد يغفل عن إدراك تصرفات غيره وقراءة ملامح وجوههم وفهم لغة الجسد.

الوعي الذاتي للمراهق وثقته بنفسه

غالباً ما يتأثر المراهق بالمظهر أو برأي غيره من المراهقين، لهذا فقد يشعر بعدم الثقة بمظهره الخارجي، وسيبدأ بمقارنة نفسه مع أقرانه من حيث التطورات الجسدية؛ لون البشرة، نوعية الشعر والطول وغيرها.

اتخاذ القرارات

الطفل لا زال يتعلم اتخاذ القرار، وسيمر بمرحلة تجعله يتصرف دون تفكير، ولا يزال يتعلم أيضاً أن لتصرفاته عواقب وأحياناً أخطار.
*ملاحظة : قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى