لماذا هربت الشيخة حسينة إلى الهند؟

هربت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة المستقيلة، إلى الهند، كونه الملاذ الأكثر أمانًا، بفعل تحالفها الوثيق مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، بحسب صحيفة “التايمز” البريطانية.

ورأت الصحيفة، أن “نهاية حكم الشيخة حسينة هي أيضًا نهاية شراكة مع الهند، مريحة، ومتحدة في التكتيكات القمعية والتنافس مع الصين”.

وبحسب الصحيفة، “كان زعيم العالم الأكثر سعادة بفوز الشيخة حسينة هو رئيس الوزراء الهندي مودي”.

وعلى الرغم من تصويره لبنغلاديش محليًا باعتبارها معقلا للتشدد الإسلامي والمتسللين الخطرين الذين يهددون الأغلبية الهندوسية في الهند، إلا أن مودي اعتمد على حسينة كشريك إقليمي في تنافس الهند مع الصين والعداء الشامل لباكستان.

وبعد مرور سبعة أشهر فقط منذ فوز الشيخة حسينة بولايتها الرابعة على التوالي كرئيسة لوزراء بنغلاديش، تُعتبر مظاهرات العنف وهروب حسينة لاحقا نتيجة متوقعة، نظراً لمقاطعة المعارضة وانزلاق البلاد، تحت رئاستها للوزراء، إلى دولة الحزب الواحد.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الشرطة والقوات شبه العسكرية، الخاضعة لسيطرة الحزب الذي تتزعمه حسينة، أطلقت النار على عشرات الأشخاص الذين كانوا يحتجون على نظام الحصص الوظيفية الحكومي، الذي يحجز المناصب لمؤيدي حزبها بموجب مخطط يكافئ ظاهريًا المحاربين القدامى المؤيدين للاستقلال.

واستمرت المذبحة في الشوارع وفي المنازل، بينما اعتقل عشرات الآلاف.

وبدلاً من إلقاء اللوم على حزب بنغلاديش الوطني المعارض، وصفت الشيخة حسينة “الخصوم الرئيسين”، أنهم “متشددون إسلاميون”، وهي إستراتيجية استخدمت في السابق، لإسكات الانتقادات الغربية خلال “الحرب على الإرهاب”.

ولفتت الصحيفة، إلى أن قائد الجيش نفسه الذي تواطأ مع حسينة، لتحديد الانتخابات المتعاقبة لصالحها، أعلن رحيلها، قائلاً” ستُشكّل حكومة مؤقتة”، ويبقى أن نرى ما إذا كان لذلك طابع عسكري أو ديموقراطي؟.

وتابعت الصحيفة: إن “العلاقة الوثيقة بين الهند وبنغلاديش، والتي نشأت، بسبب الدعم العسكري الذي قدمته دلهي للدولة الوليدة، بدأت عندما انفصلت عن باكستان.

وبعد أن بنى رئيس وزراء الهند علاقة وثيقة مع حسينة، أثارت المشاعر المعادية للهند في بنغلاديش، بسبب مواقفه تجاه المسلمين، فإن مودي يواجه الآن، الخسارة المفاجئة لشريك شخصي في منافساته الساخنة مع الصين وباكستان.

وقد يكون قرار مودي، بقبول حسينة في الهند قراراً مريحاً، وهو الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع المؤسسة العسكرية في بنغلاديش، لتمهيد الطريق نحو المرحلة الانتقالية، وتشكيل حكومة جديدة لا تزال مواتية للهند. وإذا كان الأمر كذلك، فقد لا يعكس بعد الآن إرادة شعب بنغلاديش.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى