نصائح هامة لكي يتقبل طفلك مظهره الخارجي وألا يقارن نفسه بالآخرين
عندما يتخطى طفلك مرحلة الطفولة المبكرة، ويبدأ في تأمل صورته في المرآة فهو سوف يبدأ في انتقاد نفسه من حيث الشكل والملامح والبنية ولون البشرة مثلاً، وكذلك سوف ينتقد مدى ملاءمة الملابس له، وسوف ينتقد ذوقك في اختيارها، وربما يبدأ بمقارنة نفسه بالأطفال الآخرين، ويسألك أسئلة لا تجدين لها إجابة.
قد يسأل الطفل أمه عن سبب لون بشرته السمراء فيما لون بشرة زميله في المدرسة أبيض، وربما يسألها حول تشوه خلقي لديه مثل بروز الفك والأسنان أو وجود وحمة ظاهرة في الوجه أو حتى عرج في مشيته، ولذلك فمن واجب الأم أن تعرف كيف تتعامل مع هذه الأسئلة والملاحظات، وتساعد طفلها على تقبل شكله وشخصيته، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار إلى نصائح هامة؛ لكي يتقبل طفلك مظهره الخارجي، وألا يقارن نفسه بالآخرين كالآتي:
الاحتضان
احتضني طفلك مهما كان شكله ومهما انتقده الآخرون أو انتقد هو نفسه، فأنت الحكم الأول، وتستطيعين أن تضعي طفلك في خانة الواثقين من أنفسهم وفي الوقت نفسه تستطيعين أن توصليه لمرحلة أن يتماشى مع الانتقادات أو حتى التنمر والسخرية من مظهره؛ مثل أن يكون طفلك قصير القامة بصورة مبالغ فيها، فتذكري مثلاً أن أسباب قصر القامة عند الأطفال غالباً ما تكون وراثية بحتة ويرثها الطفل من والديه مباشرة، وعليك أن تعلميه كيف يتصالح مع طوله ويتباهى بإمكانيات أخرى والطريقة الأولى هي أن تحتضني طفلك، افتحي ذراعيك له على الدوام وضميه بهما ولا تتركيه سريعاً لكي لا يعتقد أنك تنفرين منه.
التبسم في وجهه
ابتسمي في وجه طفلك على الدوام وأشعريه بأنه أجمل طفل في العالم، ولا تعبسي في وجهه تحت أي سبب خاصة في حال كان قد تجاوز سن السابعة، وبدأ ينتقد نفسه ويختار ملابسه وحذاءه، ففي سن الثالثة مثلاً وحين ينظر الطفل في المرأة فهو لا يعرف نفسه أبداً، ويعتقد أنه يرى إنساناً غريباً، ولكن بعد ذلك فهو يتعرف إلى صورته ويبدأ في المقارنة بينه وبين أطفال آخرين، فقد ينتقد أن شعره ليس ناعماً ولا أملس، ولذلك فيجب أن تبتسمي حين تمشطين له شعره المجعد، وتشجعيه على اختيار تسريحة شعر مناسبة لنوعه.
أغدقي عليه الحنان بدون نازع الشفقة
أغدقي الحنان على طفلك ولا تتركيه فريسة لعدم الرضا، ولا تكوني قاسية معه على الإطلاق خاصة لو أنه صنف ضمن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة؛ مثل أن يكون لديه إعاقة جسدية تمنعه من الحركة واللعب مثل باقي الأطفال، كوني حنونة معه وتعاملي مع شكل جسمه بكل حنان ولكن تخلي عن الشفقة، ويجب أن تتلقي تدريباً على كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على يد مختص؛ لأن الأطفال في هذه الحالة يكونون حساسين لدرجة مفرطة.
تقبلي شكله
تقبلي شكل طفلك حين يقف أمام المرآة، ويخبرك أنه لا يحب بروز عظام كتفيه مثلاً، أو أنه لا يحب لون بشرته، ولكن عليك ألا تدعيه يكمل كلامه بل أشعريه بأنك تتقبلين شكله كما هو وأنك تحبينه كما هو، كما عليك أن تخبريه مثلاً أن لون بشرة الطفل يتغير وأنك لا تعرفين متى يثبت لون بشرة المولود، فهو عندما ولد كان أسمر البشرة ثم أصبح أبيض البشرة وتغير لون بشرته وأصبح غامقاً لأنه لا يكمل طبقه ولا يهتم بتغذيته، فالطفل بالنسبة له تعد الأم هي مملكته الخاصة ومدرسته الأولى، وفي حال كانت الأم تشعر بالرضا والتقبل له فهو سوف يصبح معتزاً بنفسه وواثقاً من شخصيته وينعكس ذلك عليه في المستقبل مهما سمع من انتقادات من الآخرين.
المسي وجهه وكفيه
المسي وجه طفلك وكفيه فلا يكفي الاحتضان بذراعيك لكي يشعر بالسعادة والاطمئنان، فهناك لغة جسد هامة سوف تصل إليه حين تمسكين بكفيه الصغيرتين مرة وحين تتحسسين وجهه مرة أخرى، فهذه الطريقة كفيلة بأن تمنحه مشاعر الثقة والاطمئنان والقرب، وشعور الطفل بقرب أمه منه يجعله راضياً عن نفسه بصورة كبيرة وقادراً على التفوق والإنجاز لكي يرى علامات الرضا على وجهها.
التقطي له الكثير من الصور
-
التقطي الكثير من الصور لطفلك وبكل الهيئات والأشكال، ويفضل أن تحتفظي بألبومات صور له منذ ولادته واكتبي عليها عبارات جميلة، وكذلك زيني الصور بأشكال ورسوم محببة ومبهجة، ويمكنك أن تقدميها له على شكل مفاجآت وأخبريه مثلاً: انظر كيف كانت ابتسامتك جميلة، انظر إلى لون عينيك حين ولدت علماً بأن لون عيني الطفل يتغير بعد شهور من الولادة، وأخبريه كم أعجب به المحيطون حين جاءوا لتهنئتك وسعادتك حين جاء إلى الحياة.
-
احرصي أيضاً على اختيار زوايا التصوير التي لا تظهر مثلاً قصر قامته أو لون بشرته الغامق أو حتى الفاتح كثيراً، فهناك بعض الأطفال الذين يصابون بالبهاق ويتأذون من لون بشرتهم ولذلك فاختيار زوايا التصوير هام جداً، وحين تنجحين في تصويره صوراً تخفي عيوبه دعيه يحتفظ بها لكي يعرضها على أصحابه.