متى ظهرت حكومة الظل في إيران وما أهدافها (جليلي لوّح بتشكيلها) ؟
ظهرت حكومة الظل في إيران، التي تنشط بالتوازي مع الحكومة الرسمية، في عام 2017، حيث استخدم هذا المصطلح المرشح عن التيار الأصولي المتشدد، الخاسر للانتخابات الرئاسية الأخيرة، سعيد جليلي.
وكان التطبيق الفعلي لحكومة الظل في إيران خلال تشكيل حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في عام 2021.
ومن خلف الستار، لعب جليلي دورًا كبيرًا في تشكيل حكومة رئيسي، سواء من خلال الموافقة على المرشحين لشغل مناصب حكومية، أو الدفع بأشخاص مقربين منه.
وأثارت حكومة الظل التي يبحث عنها جليلي وأنصاره قلق التيار الإصلاحي الذي ينتمي إليه الرئيس الإيراني الفائز بالانتخابات الأخيرة، مسعود بزشكيان، مثلما أثارت قلق بعض الأصوليين، لا سيما المعتدلين منهم.
حكومة حزبية
يدافع المحلل السياسي، شهاب اسفندياري، عن مشروع جليلي بشأن حكومة الظل، قائلًا: “ما يعنيه جليلي هو أن هذه الحركة تدعم أنشطة الحكومة المنتخبة في إطار مبادئ الثورة والنظام، وبالنسبة لبعض الأنشطة الأخرى التي تحتاج إلى تصحيح، تقدم حكومة الظل خطة تصحيحية مقترحة، مع الأخذ في الاعتبار مصالح البلاد”.
ويزعم اسفندياري المؤيد لجليلي بأن “حكومة الظل هو مصطلح قدمه النظام السياسي في المملكة المتحدة وكندا وأستراليا وغيرها، لذلك فإن حكومة الظل لها خصائص واضحة؛ فهي تتكون من أشخاص على قدم المساواة مع الحكومة الرسمية، أو لديهم خلفية مماثلة في الحكومة، ويجلسون على الهامش لمتابعة الأوضاع، وينتقدون أداء الحكومة، ويعدون المقترحات على شكل برامج لمختلف الجوانب”.
ولفت إلى أن “القاسم المشترك لحكومات الظل يتمثل في أنها تندرج تحت المنهج البرلماني أو النظام السياسي القائم على الأحزاب، وفي الأساس، حكومات الظل هي حكومات حزبية شاملة لم تصل إلى السلطة، وحكومة الظل لا تعني القيادة أو الإدارة الشخصية”.
وعن خصائص هذه الحكومة، يوضح اسفندياري أن “ما يعنيه جليلي أنه يجب أن يكون جميع أعضاء حكومة الظل على مستوى وزير، أو من ذوي الخبرة، ونائب وزير على الأقل”.
وتابع بالقول: “صحيح أن حكومات الظل لا تقدم أعضاءها إلا وقت الحاجة، لكن وجود هذا المستوى من القدرة لدى الأعضاء هو المبدأ، وخطوة مهمة”.
وأكد اسفندياري أنه “يجب أن تكون لدى حكومة الظل خطة شاملة ومقننة لإدارة شؤون البلاد في الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويجب أن تكون البرامج التي تُطْرَح على مستوى برامج الحكومة نفسها، وبالتالي يكون لها على الأقل مميزات البرنامج، مثلما يجب أن يكون تنفيذ بنوده واضحًا”.
واستطرد: “أينما اتخذت الحكومة الإجراء الصحيح، فإن حكومة الظل تعتبر نفسها ملزمة بدعم هذا الإجراء بشكل كامل، وسنحاول تسخير كل قدراتنا إلى الميدان لتحقيق نتائج تلك الخطط”.
وخلص اسفندياري حديثه بالقول إن “حكومة الظل عنوان معروف وراسخ في الأدبيات السياسية العالمية، وله تعريف واضح وصريح، ففي حكومة الظل، تقوم مؤسسة السلطة المتبقية؛ بهدف استعادة السلطة في الانتخابات المقبلة، بتشكيل وإدارة حكومة شبيهة تمامًا بالحكومة الشرعية، مع فارق واحد، أنها لا تملك صلاحية إصدار الأوامر وتنفيذها”.
لا ضرورة لحكومة الظل
بدوره، قال عضو البرلمان السابق عن التيار الأصولي، عزت الله يوسفيان: “لا أجد أي ضرورة أن يشكل جليلي حكومة الظل”.
ولفت يوسفيان، إلى مقطع فيديو انتشر في الأيام الأخيرة، يظهر فيه الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وهو يقول لأحد الصحفيين: لقد اتصلت شخصيًا بالسيد جليلي، وعرضت عليه عدة مناصب، لكنه لم يقبل”.
وأضاف يوسفيان أن “هذه الخطوة ليست صحيحة، كان يجب على جليلي أن يدخل في الحكومة والسلطة ومساعدتها، بدلًا من حكومة الظل”.
وأوضح أن “حكومة الظل تناسب أشخاصاً مثل الرئيس السابق حسن روحاني، أو زعيم الإصلاحيين محمد خاتمي، على اعتبار أن لديهما توجهات مخالفة لحكومة رئيسي”.
وقال يوسفيان: “يجب على جليلي، الذي ادعى أنه شكل حكومة ظل فعالة للغاية، أن يجيب عن السؤال التالي: هل ارتفعت الأسعار خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، أم لا؟.. هل شكل حكومة ظل، ولم يرفع الأسعار؟”.
من أين تُمول حكومة الظل؟
من جانبه، يقول قيادي في التيار الأصولي المتشدد، اشترط عدم كشف هويته، إن “على جليلي وغيره ممن يؤمنون بحكومة الظل أن يكون لديهم وضوح وشفافية، ويقولوا من أين تأتي ميزانية حكومة الظل؟ وما هو تنظيمها؟ وما هو نتاجها؟”.
ويرى القيادي الأصولي المتشدد أنه “رغم ميول الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان الإصلاحية، إلا أن لديه ميولاً أصولية أيضًا، لذلك فهو لا ينتمي إلى أي حزب”.
وأوضح أن “جبهة الإصلاح قامت فقط بترشيح بزشكيان، ولا يمكن لأي حزب أو منظمة أن يقول إنه كان مرشحنا، فهو (بزشكيان) ملزم بقبول وزير من التيار الأصولي المتشدد”.
وأضاف القيادي الأصولي المتشدد أن “بزشكيان أعلن أنه يريد العمل مع كافة الفصائل وجميع الخبراء، خلال لقائه جليلي”.
ولفت إلى أن “بزشكيان أبدى استعداده، خلال اللقاء، لاستقبال برامج ومقترحات جليلي، فالرئيس المنتخب لا يريد حكومة ظل تعرقل جهوده، وتمنع تنفيذ برامجه”.