التوتر والغضب يزيدان من مخاطر أمراض القلب: طرق الانتصار عليها وفق اختصاصية علم نفس
الغضب يسمم الجسم، فمشاعر الغضب والتوتر هي مكوّنات أساسية في علم النفس، ويتم دراستها بشكل شامل لفهم تأثيرها على السلوك والصحة النفسية للأفراد.
في علم النفس، يُعرف الغضب على أنه شعور شديد بالاستياء أو الاحتقان ينشأ نتيجة تصوّر الفرد لتهديد أو إحساسه بالظلم أو الإهانة. يتراوح الغضب بين مشاعر القلق والتوتر العصبي، وهو ردّ فعل عادةً على المواقف المجهدة أو المحفزة.
تعرّفي إلى طرق التحكّم في الغضب والتوتر في العلاقات الشخصية والعملية مع الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي أزنيف بولاطيان من خلال المقال الآتي:
تحسين المزاج وجلب السعادة
-
تعاني الكثير من النساء من التسرّع في التعبير عن انزعاجهن أو غضبهن، ولكن، لـ “ترويض الغضب” فوائد هامة ليس في تحسين المزاج وجلب السعادة فقط، وإنما في تحسين صحة الجسد أيضاً. ويرتبط الضغط والغضب المستمرين بمجموعة كبيرة من المشاكل الصحية منها الإفراط في تناول الطعام والأرق والاكتئاب، كما من الممكن أن تزيد نوبات الغضب من مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية.
-
تتراوح درجة الغضب من الاستياء الطفيف إلى الانفجار العنيف، وقد يترافق مع تغيّرات في التنفس وضربات القلب والتعرق، إضافة إلى تأثيراته النفسية السلبية على سلوك الفرد وتفكيره.
-
تفهّم مشاعر الغضب والتوتر في علم النفس يساعد على تطوير استراتيجيات للتعامل معها بشكل صحيح وفعّال، ويساهم في تحسين جودة الحياة والعلاقات الشخصية.
أسباب مشاعر الغضب والتوتر
تعتبر أسباب مشاعر الغضب والتوتر متنوّعة وتختلف من شخص إلى آخر ومن موقف لآخر، ومن بين الأسباب الشائعة:
-
الضغوطات اليومية: تجارب الحياة اليومية مثل الضغط العملي، المشاكل المالية والتوتر الأسري قد تسبّب مشاعر الغضب والتوتر.
-
الاستجابة للمواقف الصعبة: المواقف التي تُشعر الشخص بالظلم، أو الإهانة، أو فقدان السيطرة على الأمور يمكن أن تثير مشاعر الغضب والتوتر.
-
التفاعلات الاجتماعية: الصراعات في العلاقات الشخصية، عدم الفهم والانعزال الاجتماعي قد تؤدي إلى زيادة مشاعر الغضب والتوتر.
-
العوامل البيولوجية: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة لتجربة مشاعر الغضب والتوتر نتيجة للعوامل الوراثية أو التغييرات الهرمونية.
-
الضغوطات النفسية: القلق، الاكتئاب والشعور بعدم الرضا الذاتي قد تزيد من استجابة الفرد للمواقف بالغضب والتوتر.
إن فهم هذه الأسباب يساعد في التعرّف على المشاكل وتطوير استراتيجيات للتعامل معها بشكل فعّال وبناء.
اكتشفي ما هي: علامات تدل على تدهور حالتك النفسية.. ونصائح اختصاصية نفسية.
طرق للتحكّم في مشاعر الغضب والتوتر
هناك عدة طرق للتحكم في مشاعر الغضب والتوتر، ولعل أبرزها:
-
التنفس العميق: قومي بالتركيز على التنفس العميق والبطيء لمدة عشر ثوانٍ على الأقل، مما يساعد في تهدئة الجسم وتخفيف التوتر.
-
التفكير الإيجابي: حاولي تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، والتركيز على الحلول بدلاً من المشاكل.
-
التعبير بشكل صحيح: تعلّمي كيفية التعبير عن مشاعركِ بشكل واضح ومحترم، دون اللجوء إلى العنف أو العدوانية.
-
ممارسة التمارين الرياضية: قومي بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهي تساعد في تحسين المزاج وتخفيف التوتر.
-
العناية بالنفس: خصّصي وقتاً للقيام بالأنشطة التي تستمتعين بها وتهدئكِ، مثل القراءة، الرسم والتأمّل.
-
البحث عن الدعم: تحدّثي مع الأصدقاء أو أحد المقرّبين حول مشاعركِ، أو ابحثي عن دعم من متخصصين في الصحة النفسية عند الحاجة.
-
التخطيط للتفاعلات المستقبلية: قومي بتحديد الطرق التي يمكنكِ من خلالها التعامل مع المواقف المحتملة التي قد تثير مشاعر الغضب والتوتر مسبقًا.
-
تقنية “العلاج بالجدول الزمني” أو إحدى الطرق النفسية الفعّالة للتخلص من الغضب والتوتر: تعتمد هذه الطريقة على استخدام تقنيات التخيل والاسترجاع لمساعدة الأفراد على استعادة السيطرة على مشاعرهم وتغيير السلوكيات السلبية (Timeline Therapy). تعمل تقنية العلاج بالجدول الزمني على استكشاف وفهم الأحداث والتجارب السلبية التي قد تكون مسبّبة للغضب والتوتر في الماضي، ثم تساعد الأفراد على معالجة هذه الأحداث وتغيير الطريقة التي يتفاعلون بها معها، عن طريق تصوّر الأحداث والتجارب بشكل جديد وتغيير الإدراك السلبي لها، يمكن للأفراد تخفيف المشاعر السلبية المرتبطة بالغضب والتوتر، وتحرير أنفسهم من العواطف السلبية المتراكمة. ومع ذلك، يجب أن يكون العمل مع متخصّص في الصحة النفسية مؤهل في تقنية العلاج بالجدول الزمني لضمان تطبيقها بطريقة آمنة وفعّالة وفقاً لاحتياجات كل فرد.