الحوثي يلزم مالكي قاعات الأفراح منح الأولوية خلال المناسبات التي تقام في قاعاتهم للأهازيج التعبوية الحوثية على سائر أنواع الأغاني والأناشيد

تواصل جماعة الحوثي مفاجأة سكان المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتها بقراراتها التي توصف بالغريبة والتي يتعلّق الكثير منها بتفاصيل وخصوصيات حياة الناس في تلك المناطق ويطال بعضها عاداتهم وتقاليدهم وحتى عقائدهم وطرق أدائهم لعباداتهم وممارستهم لشعائرهم الدينية.

وتكمن خطورة تلك القرارات بحسب منتقديها أنّها لا تتضمّن فقط محاولة لفرض المنظور العقائدي والأخلاقي والديني للجماعة على طيف متنوّع من السكان لا ينتمي قسم كبير منه لمذهبها، بل تشكّل تهيئة اجتماعية وثقافية وعقائدية لتأسيس دولة للحوثيين على جزء من اليمن

وتمثّل أحدث القرارات الحوثية الغريبة والمتشدّدة في آن، في إلزام مالكي قاعات الأفراح في محافظة عمران شمالي صنعاء بوجوب منح الأولوية خلال المناسبات التي تقام في قاعاتهم للأهازيج التعبوية الحوثية على سائر أنواع الأغاني والأناشيد.

ونقلت مواقع إخبارية يمنية عن مصادر في المحافظة قولها إنّ القيادي الحوثي عبدالعزيز أبوخرفشة الذي يشغل منصب وكيل أول محافظة عمران ضمن سلطة الأمر الواقع التي يفرضها الحوثيون في مناطق شمال اليمن، عقد اجتماعا مع مالكي قاعات الأفراح وأعلمهم بوجوب توجيه الفنانين والمنشدين خلال مشاركهم في إقامة الأعراس وسائر المناسبات الاجتماعية نحو أداء ما يعرف محليا بـ”الزامل” الذي يتضمّن ثناء على المقاتلين ويبرز بطولتهم في المعارك والموقعات الحربية التي يخوضونها وذلك كنوع من الدعاية للحرب التي تخوضها الجماعة تحت راية الجهاد وتعمل على تحميس الناس، لاسيما الأطفال والمراهقين،  للالتحاق بجبهاتها.

وقالت المصادر إنّ أبوخرفشة اتهم الفنانين بالاشتراك فيما أسماها بالحرب الناعمة وتمييع المجتمع، محمّلا أصحاب قاعات الأفراح جزءا من المسؤولية عن ذلك بالسماح بأداء الأغاني والأناشيد “المائعة وغير الجادّة”.

وأضافت أنّ المسؤول المحلّي في عمران هدد خلال الاجتماع باتخاذ إجراءات عقابية بحق المخالفين لأوامر جماعته تصل حدّ إغلاق القاعات وسجن أصحابها.

ورغم الطابع الاجتماعي والثقافي لمثل هذه القرارات، إلاّ أنّها لا تخلو بحسب منتقديها من تعبير عن توجّه سياسي يتمثّل في وضع الأسس لإعلان “دولة المرشد في اليمن” التي يقودها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

وكان قيادي حوثي قد أعلن في وقت سابق أنّ عبدالملك سيظل سلطة عليا في البلاد في حال التوصل إلى أي تسوية سياسية، وبغض النظر عن تفاصيل تلك التسوية وما ستؤول إليه.

وقال عبدالملك العجري عضو الوفد المفاوض التابع للحوثيين في حديث صحفي إنّ سلطة عبدالملك الحوثي تأتي مباشرة من الشعب وبالتالي فهي غير قابلة للنقاش، ولذلك سيظل يمثّل السلطة العليا في اليمن في ظل أي حكومة مقبلة.

كما لا ينفصل قرار الحوثيين بشأن قاعات الأفراح عن جهد تعبوي أوسع نطاقا لتجنيد المزيد من المقاتلين للمشاركة في الحرب التي طال أمدها وأصبحت الأسر والقبائل بما في ذلك التي ساندتها في البداية تُظهرا تذمّرا وعزوفا عن إرسال أبنائها إلى جبهاتها.

وكانت دعوة زعيم الحوثيين الأسر اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعته إلى تشجيع أبنائهم على الالتحاق بمعسكرات التلقين الصيفية، قد أعادت إلى الواجهة قضية تجنيد أطفال اليمن وأكدت تملص الحوثيين من التزاماتهم الأممية بعد أن تعهدوا بالتوقف عن ذلك مرارا.

وأعلن الحوثي مؤخرا عن افتتاح المعسكرات الصيفية السنوية قائلا إنها ستملأ أوقات فراغ أطفال البلاد خلال فصل الصيف، وستعلمهم أفكارا متجذرة في الهوية الإيمانية وتحميهم من غزو الأفكار الأجنبية وتحفزهم أيضا على مواجهة أعدائهم.

وقال إن “الأعداء ينزعجون من الدورات الصيفية، وعادة ما تبدأ وسائل إعلامهم حملات منظمة تهاجم الدورات والقائمين عليها” داعيا أنصاره “إلى عدم الاستماع إلى المنتقدين”.

وبعد خطاب الحوثي أطلق المسؤولون الحوثيون في صنعاء وحجة والحديدة وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها الجماعه الحوثيه ، مخيمات صيفية في مدنهم وشجعوا الآباء على إرسال أطفالهم إليها.

وأظهرت مقاطع فيديو من المخيمات الصيفية للحوثيين شخصيات حوثية وهي تعلم الشباب كيفية استخدام الأسلحة بينما تم اصطحاب بعض الأطفال في جولة على قبور المقاتلين الحوثيين المتوفين.

وشوهد أطفال آخرون وهم يرددون شعارات الحوثيين، ويعلنون الولاء لزعيم الجماعة ويتعهدون بمحاربة معارضيها ويشاركون في عروض عسكرية وهمية.

وحذرت العديد من الجهات الثقافية والسياسية الأسر التي تعيش في مناطق سيطرة الحوثيين من الاستماع إلى دعوات الحوثيين للانضمام إلى المعسكرات الصيفية، مشيرين إلى أن العديد من خريجي تلك المعسكرات وجهوا أسلحتهم نحو عائلاتهم.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى