القرحة الهضمية: هذا ما يمكنكِ فعله حيالها وفق طبيب مختص
تُعتبر اضطرابات المعدة الناتجة عن القرحة الهضمية؛ واحدة من أكثر المشاكل الصحية شيوعاً التي تُزعج المرضى، وتجعلهم يشعرون بالغثيان المستمر وآلام المعدة؛ فضلاً عن مجموعة أخرى من الأعراض التي تسبب الإزعاج، خصوصاً بعد تناول الطعام.
للتعرّف إلى طرق إدارة قرحة المعدة أو القرحة الهضمية، اطلعت “سيّدتي” من الاختصاصي في الطب العام والوقاية الدكتور حنينا أبي نادر، الذي شرح في الآتي كيفية إدارة القرحة والتخلص من مشاكلها.
ما هي القرحة الهضمية ومن تُصيب؟
رفعنا حكاية علياء (41 عاماً ) التي تعاني من مشكلة القرحة الهضمية منذ سنوات، للدكتور أبي نادر للوقوف على رأيه.
علياء اعتقدت في البداية أنها تعاني من مشاكل عسر الهضم إلا أنها خضعت للفحص بالمنظار، واكتشفت أنها تعاني من القرحة الهضمية، تصف شعورها “بالحريق الذي يُصيب معدتها ويعيق عليها عملية الهضم، فتشعر بانتفاخ كبير كلما تناولت وجبةً معينة”، تؤكد علياء أنها “لا تعاني من أي نوع حساسية تجاه مأكولات محددة، كذلك لا يتعلّق الأمر عندها بمشكلة تناول الأكل الحار، بل تكمن المشكلة في الشعور بالحريق أثناء أو بعد تناول الطعام، أما الحل الوحيد لمشكلتها فهو تناولها المستمر لدواء من دون وصفة طبية”.
لقد شخّص دكتور حنينا أبي نادر القرحة الهضمية بأنها “تقرّحات في المعدة تُصيب عادةً الأشخاص ما فوق الـ60 من عمرهم”؛ إذ يؤكد في الوقت نفسه أنها “تصيب أيضاً فئة الشباب”، ويعرف عنها بـ”التقرحات المؤلمة في بطانة المعدة، وتؤثر على كل من المعدة والأمعاء الدقيقة”.
كيف تحدث القرحة الهضمية؟
في هذه الحالة يحدث تشقق في غشاء المعدة، وهو النسيج الذي يغطّي المعدة، فينتج الشعور بألم حارق بالمعدة، يفاقم حمض المعدة من شدّة الألم، ويكون مشابهاً لألم المعدة الفارغة، وفي كثير من الأوقات، يمكن تخفيف الألم بواسطة تناول أطعمة معينة تخفف من حموضة المعدة، أو تناول أحد الأدوية التي تقلل الحموضة، حسب الدكتور أبي نادر.
وبرأيه، “يلعب الضغط النفسي عاملاً كبيراً في حدوث القرحة الهضمية، كذلك قد تصيب بشكل كبير المدخنين والأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة مثل الأسبرين والمضادات الحيوية”، ويضيف أبي نادر “ترمي المعدة البيكربونات التي تقتل الإنزيمات، وتصيب فئة الشباب أكثر وخصوصاً أصحاب فصيلة الدم A”.
ما هي أعراض القرحة وطرق التشخيص والوقاية؟
يدعو الدكتور أبي نادر إلى إجراء فحص بالمنظار لتشخيص الحالة، ويلفت إلى أن “أعراض القرحة هي عبارة عن ألم يشبه الشعور بالحريق بعد تناول الطعام ويستمر لساعات، وأحياناً يتحوّل الألم إلى نفخة تؤدي إلى سوء تغذية”، ومن بين الأعراض الأخرى، يذكر أبي نادر ” الاستيقاظ من النوم ليلاً والقيء المفاجئ والشعور بـالغثيان، تكرار التجشؤ، حرقان في الصدر، الشعور بالامتلاء، ووجود براز أسود أو مخلوط بالدم”.
أما عن الوقاية من هذا المرض، فيؤكد أبي نادر على “ضرورة تناول دواء حماية المعدة لتقليل الشعور بالحموضة، وضرورة المتابعة مع الطبيب المختصّ للتأكد من عدم خسارة الوزن”.
وبرأيه، “يسهل علاج قرحات المعدة في البداية، لكن في حال إهمالها وتركها دون علاج تتفاقم المشكلة، ويحدث كثير من المضاعفات الصحية”.
ما علاقة النظام الصحي بالقرحة الهضمية؟
في الماضي، كان يعتقد أن النظام الغذائي يمكن أن يسبب القرحة، وعلى الرغم من أن الأطعمة التي تتناولينها لن تسبب أو تعالج قرحة المعدة نهائياً، إلا أن تناول نظام غذائي صحي يمكن أن يفيد الجهاز المعوي والصحة العامة، ويقلل من الأعراض المزعجة.
ينصح الدكتور أبي نادر باتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والألياف، ومن الممكن أن تلعب بعض الأطعمة دوراً في القضاء على بكتيريا الملوية البوابية؛ مثل:
-
البروكلي، والقرنبيط، والملفوف، والفجل.
-
الخضار الورقية، مثل السبانخ والكرنب.
-
الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل مخلل الملفوف، والميسو، والكومبوتشا، واللبن (الزبادي).
-
التفاح.
-
التوت الأزرق والتوت والفراولة والتوت الأسود.
-
زيت الزيتون.
الأطعمة التي يجب تجنبها مع القرحة الهضمية:
بعض الأشخاص الذين يعانون من القرحة يعانون أيضًا من الارتجاع الحمضي. تشمل الأطعمة التي قد تزيد من سوء الارتجاع الحمضي ما يلي:
-
القهوة ومشروبات الكافيين عموماً.
-
الشوكولاتة.
-
الطعام الحار.
-
الأطعمة الحمضية، مثل الحمضيات والطماطم.