أعراض الأمراض النفسية الجسدية.. كثيرة وبعضها خطير جداً

لا تظهر الأمراض النفسية مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب “فجأة”؛ في أغلب الأحيان، تبدأ الأسرة أو الأصدقاء أو المعلمون أو الأفراد أنفسهم في ملاحظة بعض الأعراض العاطفية، والجسدية.

التعرف إلى الأعراض، أو علامات الإنذار المبكر، واتخاذ الخطوات اللازمة يساعد في ضمان العلاج الفوري، لكن الأعراض متنوعة، منها ما يتعلق بمشاعر الشخص وحالته النفسية، ومنها ما يتعلق بالجسد والمظهر، ومن ثَم يمكن تحديد المرض على نحو أفضل وأكثر دقة من قبل الطبيب المختص.

علامات تنذر بمرض نفسي

في حال ظهور العلامات التالية، تجب استشارة طبيب أو اختصاصي الصحة النفسية:

تغيرات في النوم أو الشهية

التغيرات الملحوظة في النوم والشهية، أو انخفاض في العناية الشخصية؛ قد تشير إلى وجود اضطرابات نفسية لدى الفرد.

تغيرات المزاج وانخفاض الطاقة

يعني هذا تحولات سريعة أو دراماتيكية في العواطف أو مشاعر الاكتئاب، وزيادة العصبية.
كذلك انخفاض غير عادي في الأداء والطاقة، في المدرسة أو العمل أو الأنشطة الاجتماعية، مثل ترك الرياضة، أو الفشل في المدرسة أو صعوبة أداء المهام المعتادة.

مشكلات في الذاكرة

مشكلات في التركيز أو الذاكرة أو التفكير المنطقي والكلام يصعب تفسيرها.

زيادة الحساسية

زيادة الحساسية للمشاهد أو الأصوات أو الروائح أو اللمس. بالإضافة إلى تجنب المواقف المفرطة المحفزة لذلك.

العصبية

العصبية ترتبط بالخوف أو الشك من الآخرين أو الشعور العصبي القوي.
إن واحداً أو اثنين من هذه الأعراض لا يعني بالضرورة الإصابة بمرض عقلي، ولكن سوف تكونين بحاجة إلى مزيد من الملاحظة. أما إذا كنت تعانين من عدة أعراض في وقت واحد وكانت الأعراض تسبب مشكلات خطيرة في الدراسة أو العمل أو التواصل مع الآخرين؛ فتجب استشارة الطبيب أو اختصاصي الصحة النفسية.

أعراض جسدية للمرض النفسي

عندما يؤلمك ظهرك أو تُصابين بالصداع، أو عندما تُصابين بألم في المعدة أو ضيق في التنفس أو خفقان القلب؛ فقد يكون السبب هو الحالة النفسية، ذلك لأن ما تعانين منه جسدياً قد يكون نتيجة لمشكلات عقلية أو عاطفية.

وفي المقابل، وجد باحثون علاقة بين الصحة البدنية والصحة، على سبيل المثال، غالباً ما يعاني مرضى الانسداد الشديد في الشريان التاجي من شكل من أشكال الاكتئاب.

في حين تُظهر الدراسات أيضاً أن المرضى الذين يعانون من أمراض جسدية مزمنة، هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بثلاثة أضعاف.

والاكتئاب ليس المرض الوحيد الذي يؤدي إلى أعراض جسدية، بل إن مشاعر مثل الغضب والحزن تؤثر أيضاً سلباً في الجسم.

على سبيل المثال، عندما يشعر المرضى بالغضب الشديد، يطلق الجسم هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين. هذه الهرمونات تزيد من ضغط الدم لدى الشخص. قد يؤدي الغضب إلى ارتفاع مزمن في ضغط الدم وأمراض القلب والقلق والأرق والصداع ومشكلات في الجهاز الهضمي.

وتشمل أعراض الاضطرابات النفسية ما يلي:

• صداع نصفي.

• توتر العضلات والألم.

• مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال وآلام المعدة وتغيرات في الشهية.

• مشكلات أو اضطرابات في النوم.

• ألم.

• تعب.

• مشكلات العين.

يمكن أن يؤدي الإجهاد والصدمات أيضاً إلى حدوث اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب الغدة الدرقية، والصدفية، والتهاب المفاصل الروماتيزمي.

طرق تساهم في الوقاية من الأمراض النفسية

بعدما تأكدت من أن ثَمة علاقة بين الأمراض الجسدية والمرض النفسي، تعرفي إلى طرق الحد من الاضطرابات النفسية أيضاً، في الآتي:

ممارسة الرياضة

إحدى العلامات الجسدية للمرض العقلي هي الألم في جميع أنحاء الجسم. وممارسة الرياضة يمكن أن تساعد في تخفيف الألم، لكن لست بحاجة إلى ممارسة تمارين الكارديو والأوزان المكثفة بشكل كامل، إنما مارسي رياضة بسيطة مثل المشي أو التنفس في الهواء. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تحسِّن حالتك المزاجية وتقلل من هرمونات التوتر المسببة للقلق.

نظام غذائي صحي

إذا لاحظت أعراضاً جسدية لمرض نفسي؛ فقد يكون هناك خلل في التغذية، فقد أظهرت دراسة نُشرت في نوفمبر 2017 أن نقص التغذية السليمة يرتبط بالفصام، وخاصة فيتامين “دي -D” والفولات. كما توضح دراسات أخرى، نشرتها مجلة “US News & World Reports”؛ أن بعض الأمراض النفسية يمكن أن تؤدي إلى التعب، وضعف وظائف المخ، والعصبية، والاكتئاب.

تعلمي كيفية التعبير عن مشاعرك

كبت المشاعر هو أسوأ شيء لصحتك، إذا لم نتحدث عنها ونخرجها إلى العلن؛ فسوف “تنفجر” في الداخل وتؤثر في الجسم،؛ ما ينعكس في شكل أمراض جسدية واضحة. لمشاركة المشاعر يمكنك البحث عن مستشار أو مدرب أو معالج أو طبيب للتحدث معه بشكل منفتح ومنتظم حول ما تشعرين به.

الرعاية الطبية الروتينية

لا تتجاهلي الفحوص الطبية الدورية، ولا تتخطي الزيارات التي تقومين بها للطبيب، وخصوصاً إذا كنت تشعرين بأنك لست على ما يُرام.

اطلبي المُساعدة

يمكن أن تكون الحالات النفسية أكثر صعوبة في العلاج إذا تجاهلتها في البداية؛ العلاج المنتظم يساعد أيضاً على الوقاية من تطور الأعراض.

اهتمي بنفسك

النوم الكافي، والغذاء الصحي، وممارسة الأنشطة البدنية المنتظمة؛ جميعها طرق فعالة في الحد من تطور الأمراض النفسية، فحاولي المحافظة على جدول منتظم في حياتك.

*المصادر:
– “Psychiatry”
– “Mayo Clinic”

* ملاحظة: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.

متابعات