قال ممثّل منظّمة الصحة العالمية ورئيس بعثتها في اليمن الدكتور أرتورو بيسيغان إن أطفال اليمن معرّضون بشكل خاص للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل شلل الأطفال والحصبة والسعال الديكي والدفتيريا.
وأدّى ما يقرب من عقد من الصراع إلى تعرّض اليمن لتفشّي مدمّر للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، والتي تؤثّر بشكل غير متناسب على الأطفال.
وتشمل العوامل الرئيسية المساهمة البنية التحتية والخدمات الصحية العامة المحدودة للغاية، ومحدودية توفر المياه، وتزايد مستويات رفض اللقاح والتردّد وخاصةً في مناطق سيطرة الحوثيين.
وكشف بيسيغان في بيان صحفي أن واحد من كل أربعة أطفال يمنيين لم يتلقّ جميع التطعيمات الموصى بها في جدول التحصين الروتيني الوطني، و17% هم أطفال بدون جرعة، ولم يحصلوا على جرعة واحدة من لقاح الخنّاق والكزاز والسعال الديكي.
ولفت إلى أنه يمكن أن يكون للصراع أسوأ الأثر على الأطفال المستضعفين، الذين يقعون ضحايا لظروف خارجة عن إرادتهم أو قدراتهم.
وقال المسؤول الأممي إن انخفاض التغطية بالتطعيم والتردّد في تلقّي اللقاح يجعل الأطفال عرضة لتفشّي الأمراض القاتلة التي يمكن الوقاية منها بسهولة. كما أن حملات مكافحة التطعيم المنظّمة والواسعة النطاق، والتي تضلّل الجمهور، منعت أيضاً السيطرة الفعّالة على تفشّي الأمراض في العديد من المجتمعات.
وفي الفترة من 2021 إلى 2023، أبلغ اليمن عن 237 حالة من حالات فيروس شلل الأطفال المشتقّ من النوع 2. وكلاهما فيروس شلل الأطفال الدائر المشتقّ من اللقاحات من النوع 2 (cVDPV2) وفيروس شلل الأطفال المشتقّ من اللقاح (VDPV) يظهران في سياقات نقص التحصين المزمن.
وجاءت الحالات من 117 مديرية، و90% من الأطفال المصابين كانت أعمارهم أقل من 5 سنوات، بينما 10% من الحالات كانت بين الأطفال فوق 5 سنوات.
وأكدت منظّمة الصحة العالمية تصنيف اليمن كدولة ذات خطر كبير لمزيد من الانتشار الدولي لفيروس cVDPV2)) إذ ظهر الفيروس المنتشر في اليمن منذ ذلك الحين في جيبوتي ومصر والصومال.
وفي عامي 2022 و2023، دعمت منظّمة الصحة تنفيذ 4 حملات تطعيم باستخدام اللقاح الفموي الثلاثي لشلل الأطفال (tOPV) في 12 محافظة في جميع أنحاء اليمن.
واستهدفت الحملتان الأولى والثانية نحو 2.4 مليون طفل دون سن العاشرة، واستهدفت الحملتان الثالثة والرابعة حوالي 1.2 مليون طفل دون سن الخامسة. وفي المجمل، تم تسليم 6925255 جرعة من Topv)) خلال الحملات الأربع. ومع ذلك لوحظ ارتفاع مستويات التردّد في اللقاح، ما أدّى إلى فقدان الأطفال.
وقال الدكتور بيسيغان: “في الفترة من 25 إلى 27 فبراير 2024، ستنضم اليمن إلى بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا في استخدام اللقاح الفموي الجديد لشلل الأطفال من النوع 2 (nOPV2)”
وتخطّط وزارة الصحة العامة والسكان ومنظّمة الصحة العالمية وشركاء آخرون لحملة تستهدف 1.290 مليون طفل من 120 مديرية في 12 محافظة. حيث سيتم نشر 6727 فريقاً بينها 845 فريقاً في المواقع الثابتة و5882 فريقاً متنقلاً.
متابعات