وبعد ذلك، تتم إضافة الألوان الصناعية والمنكهات والمستحلبات على العجينة التي يتم استخدامها في أي طعام.
وقال الدكتور كريس فان تولكين، المتخصص في الأمراض المعدية، الأستاذ المشارك في جامعة كوليدج لندن، إن “إضافة النسبة الصحيحة من السكر والملح والدهون المصممة لاستثارة حاسة التذوق، ويتم إنتاج طعاما فائق المعالجة لا يقاوم تقريبا”.
ويشير فان تولكين، مؤلف كتاب “الأشخاص فائقو المعالجة” إلى مصطلح “وهم الطعام” فائق المعالجة، ويوضح أنه “من الصعب والمكلف حقا بالنسبة لشركة الأغذية أن تصنع طعاما حقيقيا وكاملا، ومن الأرخص بكثير تدمير الأطعمة الحقيقية، وتحويلها إلى جزيئات، ثم إعادة تجميعها لصنع أي شيء تريده”.
وعلى غرار طريقة مضغ العصفورة الطعام لصغارها، فإن هذه الشركات تمضغ الطعام للمستهلك، لكن هذا الأمر يخالف طبيعة عمل الجهاز الهضمي للإنسان، لأنه يفترض أن يتولى هذا الجهاز عملية تفكيك الأطعمة الكاملة إلى مكوناتها الغذائية المختلفة، وامتصاص الفيتامينات والمعادن، ثم التخلص من بقايا الطعام غير القابلة للهضم عن طريق البراز.
وقال الدكتور ديفيد كاتز، المتخصص في الطب الوقائي، إنه عندما يتحرك الطعام عبر الجهاز الهضمي بطرق مخالفة للطبيعة، يفقد الجسم القدرة على إرسال إشارة الشبع إلى الدماغ، مما يعني مواصلة التهام الطعام، ومضاعفة عدد السعرات الحرارية.
وربطت دراسات عدة بين الأنظمة الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة والسكري من النوع الثاني والاكتئاب.
وتشير “سي أن أن” إلى الطبيب كيفن هول، الذي يجري دراسة تهدف إلى استكشاف الأسباب الكامنة وراء زيادة الوزن من الأطعمة فائقة المعالجة، مثل “فرط استساغتها” أو لذتها بسبب مستويات السكر والملح والدهون.
وقال هول: “أعتقد أن أهمية هذا النوع من الدراسات تكمن في أنه حتى نعرف حقا الآليات التي تدفع بها الأطعمة فائقة المعالجة الناس إلى الإفراط في استهلاك السعرات الحرارية وزيادة الوزن، فإننا سنضع سياسات لإعادة صياغة تلك الأطعمة فائقة المعالجة بحيث لا يعانون من ذلك”.
وقال أنتوني فارديت، عالم الأبحاث البارز في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الزراعية في باريس، إن “تدمير البنية الكيميائية والفيزيائية للخلايا في الغذاء، يلحق الضرر أو حتى يزيل العديد من العناصر الغذائية الموجودة في هذا الطعام. ومن خلال تفكيك الطعام يرتفع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة والوفيات المبكرة”.