صحيفة: المسؤولون الأفغان اشتروا عقارات بملايين الدولارات قبل سقوط كابل
أنفق عدد من كبار المسؤولين السابقين في أفغانستان ملايين الدولارات لشراء مساكن باهظة الثمن في الولايات المتحدة وخارجها خلال السنوات الأخيرة للحرب، حسبما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن بعض المسؤولين الذين شغلوا مناصب عليا خلال عهد الرئيس السابق، أشرف غني، يعيشون الآن في قصور على طول ساحل كاليفورنيا.
وبحسب وثائق عامة ومقابلات وسجلات أخرى، يظهر أن عددا من المسؤولين والمشرعين الأفغان السابقين يقيمون مع عائلاتهم في المدن الأوروبية الكبرى، والإمارات وتركيا.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن الشخصيات المؤثرة المقربة من الرئيس الأفغاني السابق انتقلت إلى الخارج، غالبا في الدول التي تكون فيها سجلات الشركات والممتلكات المتاحة للجمهور محدودة.
واحتفظ بعض المسؤولين الحكوميين السابقين بجنسيات وأصول أجنبية سمحت بعمليات نقل أكثر سلاسة لممتلكاتهم خارج أفغانستان، بينما استثمر آخرون في ممتلكات جديدة ونقلوا عائلاتهم إلى الخارج عقب استيلاء حركة طالبان على السلطة العام الماضي.
ويتناقض ذلك بشكل حاد مع عشرات الآلاف من الأفغان الذين يكافحون من أجل دفع الإيجار في الولايات المتحدة، إضافة إلى الآخرين المنتشرين في جميع أنحاء العالم بمخيمات ومساكن مكتظة.
واتهم مسؤولون أجانب غني بحمل أموال حكومية عندما فر من القصر الرئاسي منتصف أغسطس من العام الماضي. لكن الرئيس السابق نفى تلك الادعاءات.
وهرب غني إلى الإمارات برفقة عائلته في أغسطس من عام 2021. وقالت الإمارات إنها استضافت الرئيس الأفغاني السابق لأسباب إنسانية.
“سائق أوبر”
تُظهر سجلات العقارات والشركات الأميركية أن إكليل حكيمي، وزير المالية وحليف الرئيس غني، اشترى ما لا يقل عن 10 عقارات في كاليفورنيا، بما في ذلك خلال فترة وجوده بمنصبه وبعد مغادرته عام 2018.
بعد التنحي، نقل حكيمي وزوجته، ثمانية من تلك الممتلكات إلى شركة تسمى “زالا غروب” باسم زوجته سلطانة حكيمي.
وفقًا لسجلات العقارات في كاليفورنيا، تشتمل ممتلكاتهم على منزل من خمس غرف نوم ومسبح، في مجمع “لاغونا نيغيل” الفاخر بالقرب من الشاطئ تبلغ قيمته 2.5 مليون دولار، بحسب شركة العقارات ” زيلو”.
في المجموع، تبلغ قيمة العقارات العشرة المملوكة لحكيمي وزوجته أكثر من 10 ملايين دولار. وكان الاستحواذ الأخير للزوجين، الذي تم إجراؤه في وقت مبكر من هذا العام، عبارة عن شقة بساوث كوف على الشاطئ بقيمة 1.1 مليون دولار، وفقا لسجلات العقارات في مقاطعة أورانغ.
تعذر الوصول إلى حكيمي للتعليق ولم يرد على طلبات البريد الإلكتروني. وقالت امرأة ردت على باب مسكنه في “لاغونا نيغيل” إنه لم يكن بالمنزل ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن آخر وزير مالية في أفغانستان، خالد بايندا، يملك عقارين بالقرب من واشنطن العاصمة تم شراء أحدهما نقدا. وتوضح شركة “زيلو” أن قيمة العقارين تزيد عن مليون دولار.
قال بايندا في رسالة بريد إلكتروني: “إن امتلاك منزل (به رهن عقاري) وإيجار لا يعني بالضرورة أنك لن تواجه مشاكل في التدفق النقدي”، مضيفا أنه عمل مؤقتًا كسائق أوبر لإدارة شؤونه المالية بعد الوصول إلى الولايات المتحدة.
وتضمنت قاعدة بيانات العقارات في دبي سجلات للعديد من المسؤولين الأفغان السابقين البارزين.
ومن بين هؤلاء، وزير الاقتصاد سابقا، مصطفى مستور، الذي يمتلك شقة في مرسى دبي، وفقا لسجلات دبي التي راجعتها “وول ستريت جورنال”.
قال مستور إنه اشترى الاستثمار قبل أن يصبح وزيرا وأنه يعيش في شقة تم شراؤها في إسطنبول قبل أشهر من انهيار أفغانستان.
كتب مستور في رسالة بريد إلكتروني: “لم يكن هناك شيء مخفي، وكان هذا هو الاستثمار الوحيد الذي أملكه في دبي”.
ويتواجد في دبي أيضا الحاكم القوي السابق لمحافظة بلخ، عطا محمد نور، الذي انتقل إلى شقة يمتلكها تقع في منطقة باهظة الثمن في دبي تُعرف باسم “النخلة”.
وقال متحدث باسم عطا إن شقة النخلة في دبي هي العقار الوحيد الذي يمتلكه الحاكم السابق خارج أفغانستان.
(متابعات إخبارية)