طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق

المراهقة مرحلة صعبة؛ يعاني فيها المراهقون من تقلبات المزاج والتحسس الزائد والعناد، وهم في حالة دائمة من تطوير إحساسهم بهويتهم والدفاع عنها بكل السبل، مما يسبب قلقاً للآباء، يجعلهم يعتقدون أن ما كل يرونه من سلوك عنيد.. فهو ضدهم، رغم أنه لا يكون موجّهاً إليهم على الإطلاق!
ومن أجل هذا، فهناك طرق ذكية للتعامل مع عناد المراهق، ومحاولة خفض صوت الصراخ بداخله؛ ليُعلم الجميع أنه موجود، وأنه شخص مختلف عن أبويه، له استقلاليته وفرديته!
بالتقرير التالي نتابع مراحل المراهقة، ونتعرف على معنى العناد، وكيفية احتوائه، والعوامل التي تزيد من عناد المراهق وخطوات لاحتوائه. اللقاء مع خبير الطب النفسي وتعديل السلوك الدكتور حسن مسعود الشال؛ للشرح والتوضيح.

مراحل المراهقة وبداية الصراع

مراهقة الفتيات تبدأ بعمر 9 سنوات.. والذكور 12 عاماً
  • المراهقة ثلاث مراحل:

للفتيات: المرحلة الأولى من المراهقة تبدأ من 9 سنوات حتى 15سنة.. والثانية من 15 إلى 18.. والمرحلة الثالثة من 18 إلى 21 سنة.
وللذكور: المرحلة الأولى تبدأ من 12 إلى 15 سنة.. والثانية من 15 إلى 18، والثالثة تبدأ من 18 إلى 21 عاماً.
يحدث خلال هذه المرحلة تغيرات جسمانية، يصاحبها تغيرات فسيولوجية ونفسية واجتماعية وعاطفية، وما يتبع هذا من تغيرات في الشخصية.
إلى جانب تطور في ملامح شخصية الابن المراهق، والتي تتأرجح ما بين قمة الإيجابية والمثالية، والفوضى والعناد.
ومن هنا يبدأ الصدام مع الآباء، نتيجة لعدم إدراكهم بالتغيرات والتطورات المفاجئة التي حدثت للابن خلال سنوات المراهقة.
وذلك لأن الآباء مازالوا ينظرون إلى الأبناء المراهقين على أنهم أطفال ينبغي توجيههم، وهنا تكون المشكلة.
حيث يظهر الأبناء بعض السلوكيات السلبية؛ مثل العناد والمراوغة والكذب، وغيرها من السلوكيات، كرد فعل لأوامر أو تعنت بعض الآباء.
وتكون النتيجة عدم التواصل الإيجابي الفعال مع الوالدين، نتيجة عدم احتوائهم وتقديرهم خلال فترات نموهم الفكري والسلوكي والاجتماعي.

عناد المراهقين.. صدام يمكن احتواؤه

العناد ثورة إيجابية لتكوين شخصية الطفل

العناد سلوك لا يتجزأ من تركيبة المراهقة، حيث يثور المراهق على العادات والتقاليد والقيود المفروضة عليه.. وبالتالي قد يلجأ المراهق للعناد كرد فعل مباشر لعناد أحد الأبوين، وهنا لابد من تجنب سلوك العناد مع المراهق، والتعامل معه بأسلوب الحوار والإقناع.
ولكنها في مضمونها ثورة إيجابية، يتم فيها تكوين شخصيته التي على أساسها يبني مستقبله.. لذلك فمن المهم احتواؤه وتقديم الدعم المناسب لكل مراهق يمر بهذه المرحلة الانتقالية، لما سوف يترتب عليه من رسم سمات الشخصية.
ينصح الأسرة والآباء والأمهات وجميع المدرسين في المدرسة بأهمية الحوار مع المراهقين، مع إعطائهم مساحة من الحرية، والسماح لهم بالتعبير عن رأيهم، وعدم توبيخهم أمام الآخرين، أو حتى بعيداً عنهم.
والامتناع نهائياً عن إعطائهم النصائح والإرشادات المبالغ فيها، خاصة أمام أقرانهم؛ حتى لا تأتي بنتائج عكسية، ويفقدون ثقتهم بأنفسهم.. كما أن دعوة الأبناء للتنزه خارج المنزل من أفضل الأفكار لمصادقة المراهقين، والتعرف على أصدقائهم والترحاب بهم واحترام خصوصيتهم.
العمل على تحديد أوقات للجلوس معهم ومشاركتهم وجبات الطعام الثلاث، ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية.. ومساعدتهم على تحمل المسؤولية وكل ما يخص الأسرة، سواء بالداخل أو الخارج.

عوامل تزيد من عناد المراهقين

أصدقاء السوء ومقابلة العند بالعند.. يزيد من عناد المراهق
  • مقابلة العند بالعند من جانب الأهل.. تزيد من تفاقم المشكلة لدى المراهق وتجعله متمسكاً أكثر بعناده، وتجعل الأهل في موقف صعب؛ حتى لا يخسروا ابنهم أو ابنتهم.

  • عدم المعرفة الكافية للأهل بطرق التعامل السليم مع المراهق العنيد، تتسبب بزيادة ظهور هذه الصفة لدى المراهق، والتي تزيد صعوبتها مع مرور الوقت.

  • كما أن شحن الأصدقاء للمراهق بتأييد سلوكياته العنيدة، وتشجيع إصراره على العند حتى لو كان على خطأ، يزيد من وهم المراهق بأنه يتصرف بشكل صحيح.

  • ومع زيادة تحريض أصدقاء السوء١ ، فإن خصلة العناد لدى المراهق تزداد، ويصبح من الصعب السيطرة عليها مع الوقت.. وإذا لم يقتدِ المراهق بنموذج ومثل أعلى؛ فإنه يقوم بتقليد شخصيات قد يكون من ضمنها أشخاص يتسمون بصفة العناد.. والتي قد يراها صفة تعكس القوة والصلابة.. ومن جانب ثانٍ، إذا عاش المراهق في بيئة أسرية كثيرة المشاكل؛ تزداد لدى المراهق صفة العناد وتشبثه بهذه الصفة السيئة.

خطوات لاستيعاب عناد المراهقة

  • فهم طبيعة المرحلة

من اضطرابات وجدانية، تقلب المزاج، عصبية زائدة، انخفاض الثقة بالنفس.

  • مشاركته بالرأي

المراهق لم يعد ذلك الطفل الصغير الذي كنت تتعامل معه يوماً ما، وبالتالي فمن الضروري مشاركته بالرأي.. ما يجعله يتحمل المسؤولية ويشارك الأسرة في اتخاذ القرارات.

  • تجنب الانفعال

احرص على تجنب الانفعال مع عناد المراهق، ففي هذه المرحلة لا يسيطر المراهق على غضبه، وقد يتخذ بعض القرارات التي ليست في مصلحته، لهذا حاول تهدئته، وتناقشا معاً كأصدقاء.

  • قدم له بدائل وحلولاً

عناد المراهق لا يأتي من فراغ، ولكنه نتيجة لرغبته في الاستقلال وقيادة الأحداث بعيداً عن رغبات أسرته، وهنا لابد من تقديم عدة بدائل وحلول لأي موقف يمرّ به المراهق.

  • اغرس الثقة لديه

لا تجعل حديثك الدائم كلاماً عن أخطاء المراهق وصفاته السلبية، وتحدث عن النقاط الإيجابية في شخصيته، وامدحه من وقت لآخر، ما يعزز لديه الشعور بالقبول والاستحسان، ويزيد تقديره لذاته.

  • تكليفه ببعض الأعمال

كلفه ببعض المهام المحببة إليه، ما يجعله يتحمل المسؤولية ويعرف قيمة العمل والمشاركة، كما سيكون نشطاً داخل الأسرة.
ملاحظة من”سيدتي نت”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى