تلغراف البريطانية: بريطانيا “تبحث تنفيذ ضربات جوية” ضد الحوثيين

كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية، الأحد، أن الحكومة “تفكر في توجيه ضربة جوية” لجماعة الحوثي اليمنية  في ظل التهديدات التي تمثلها لحركة الملاحة جنوبي البحر الأحمر، وذلك بالتزامن مع نشرها مقالا لوزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، في هذا الصدد.

وقال شابس في مقاله، إن الحكومة “لن تتردد في اتخاذ إجراء مباشر” لمنع أي هجمات أخرى، فيما ذكرت “تلغراف” أن “المملكة المتحدة والولايات المتحدة تجهزان بيانا مشتركا لتوجيه تحذير أخير للحوثيين”.

يأتي ذلك بعد إعلان الولايات المتحدة إغراق 3 زوارق حوثية وقتل طاقمها، إثر محاولة من على متنها الاستيلاء على إحدى السفن جنوبي البحر الأحمر.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم”، الأحد، إغراق 3 زوارق تابعة للمتمردين الحوثيين وقتل طاقمهم، بعدما هاجمت سفينة تجارية ومروحيات أميركية، في جنوب البحر الأحمر.

وأكد المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع، في بيان، الأحد، مقتل وفقدان 10 أفراد من “منتسبي القوات البحرية” بعد الهجوم الأميركي.

جاء ذلك في ظل استمرار الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، ضد سفن في البحر الأحمر، في إطار دعمها لحركة حماس في حربها ضد إسرائيل.

والأحد أيضا، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، إنه أوضح في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن طهران “شريكة في المسؤولية عن منع هجمات الحوثيين” في البحر الأحمر.

وأضاف في منشور على منصة إكس: “لقد أوضحت أن إيران شريكة في المسؤولية عن منع هذه الهجمات، نظرا لدعمها طويل الأمد للحوثيين”، مضيفا أن الهجمات “تهدد حياة الأبرياء والاقتصاد العالمي”.

تحذير قوي

وجاء في مقال شابس بصحيفة تلغراف: “إن هجمات الحوثيين – التي زادت بنسبة 500 في المائة في الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر – تعرض حياة البحارة الأبرياء للخطر، وتؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن وزعزعة استقرار المنطقة على نطاق أوسع”.

وأضاف: “استمرار العدوان على البحر الأحمر يهدد بسوء التقدير والتصعيد، مما قد يؤدي إلى صراع على مستوى المنطقة.. إن قوة دولية تتجمع في المنطقة، حيث انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة وآخرين في عملية (حارس الرخاء) لضمان حرية الملاحة في المنطقة”.

واعتبر وزير الدفاع البريطاني، أن “هناك قضية أوسع في خطر هنا أيضا، وهذا اختبار للمجتمع الدولي، خاصة فيما يتعلق بالممرات المائية المتنازع عليها في أماكن أخرى من العالم”، مضيفا: “إذا لم نقم بحماية البحر الأحمر، فإن ذلك يخاطر بتشجيع أولئك الذين يتطلعون إلى تهديد أماكن أخرى، بما في ذلك بحر الصين الجنوبي وشبه جزيرة القرم”.

وتابع :”نحن بحاجة إلى الوقوف بحزم مع حلفائنا، والوقوف بثبات مع معتقداتنا، والوقوف بحزم مع الأبرياء المحاصرين في هذه الأحداث”.

كما تطرق إلى سفينة المدمرة “دياموند” التابعة للبحرية الملكية، قائلا: “كما أظهرت دياموند في وقت سابق من هذا الشهر، فإننا على استعداد لاتخاذ إجراءات مباشرة، ولن نتردد في اتخاذ المزيد من الإجراءات لردع التهديدات التي تتعرض لها حرية الملاحة في البحر الأحمر”.

واختتم مقاله بالقول: “لا ينبغي أن يكون لدى الحوثيين أي سوء فهم: نحن ملتزمون بمحاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة عن عمليات الاستيلاء والهجمات غير القانونية”.

وشاركت المدمرة “دياموند” في ديسمبر، بالجهود الدولية لردع الهجمات على السفن في البحر الأحمر، حيث انضمت إلى سفن حربية أميركية وفرنسية ضمن عملية “حارس الازدهار” التي تقودها واشنطن.

“بيان أميركي بريطاني مشترك”

وذكرت “تلغراف” أن “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تقومان بإعداد بيان مشترك غير مسبوق”، لإعطاء الحوثيين “تحذيرًا أخيرًا” لوقف هجماتهم، مشيرة إلى أن “أي هجوم من المرجح أن تقوده الولايات المتحدة”، وأن مناقشات جارية بشأن “انضمام دول أخرى للبلدين”.

أحد الخيارات قيد الدراسة في وزارة الدفاع البريطانية، وفق الصحيفة، هو “نقل الفرقاطة لانكستر، التي تعمل في منطقة الخليج، إلى البحر الأحمر لتكون مع دياموند”.

وأشارت تلغراف إلى أنه “من غير المرجح أن يحدد البيان أي عمل عسكري”، لكنها نوهت بتصريح شابس بأنه “إذا استمر الحوثيون في تهديد الأرواح والتجارة، فسنضطر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة والمناسبة”.

ونقلت “تلغراف” عن اثنين من كبار مسؤولي الدفاع الأميركيين، أن إدارة الرئيس جو بايدن، لن تعلن عن خططها العسكرية مقدما، لكنهما لم يستبعدا “احتمال شن ضربات جوية في المستقبل القريب”.

وقال مصدر دفاعي أميركي: “القوات الأميركية لها الحق الأصيل في الدفاع عن النفس، وإذا قررنا اتخاذ أي إجراء ضد الحوثيين، فسنفعل ذلك في الوقت والمكان الذي نختاره”.

ولم تصدر أية تصريحات أميركية رسمية حتى الآن، بشأن ما ورد في “تلغراف”.

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى