الجيوب الأنفية.. أسباب التهابها وعلاجه والوقاية منه

تقع الجيوب الأنفية في الرأس بمنطقة حساسة مرتبطة بالأنف، تجعلها معرضة للالتهابات خاصة أثناء نزلات البرد والرشح، ويعاني عدد كبير من الناس من المشاكل المرتبطة بالجيوب الأنفية.

وقال طبيب الأنف والأذن والحنجرة محمد المصري “يحتوي عظم الجمجمة على تجاويف فارغة، ولولا ذلك لكان وزن الرأس أضعاف ما هو عليه حاليا، ويطلق على التجاويف اسم الجيوب، وهي ستة تجاويف”.

وأضاف “هناك تجويفان تحت العينين وضمن عظم الفك يطلق عليهما الجيوب الفكية، واثنان فوق العينين وضمن عظم الجبهة ويسميان الجيوب الجبهية، وواحد بين العينين مؤلف من عدة خلايا أو أقسام صغيرة تسمى الجيوب الغربالية لشبهها بالغربال، وواحد بين وخلف العينين يسمى الجيب الوتدي”.

وأوضح أن جميع الجيوب ترتبط بقنوات ضيقة تصب في الأنف، ويكسو الجيوب غطاء مخاطي يقوم بتصنيع المخاط بكمية محددة وتركيب محدد ليتم تصريفه عبر القنوات المذكورة إلى الأنف، ما يساعد على الحفاظ على الأنف نظيفا وخاليا من الجراثيم والشوائب.

ولفت المصري إلى أن التجاويف تمتلئ بالهواء مما يعطي صوت الإنسان صدىً معينا ومواصفات تجعله ناعما ومفهوما، وقد تمتلئ الجيوب بالسوائل التي يمكن أن تصيب الجيوب الأنفية بعدة أمراض”.

جميع الجيوب ترتبط بقنوات ضيقة تصب في الأنف، ويكسو الجيوب غطاء مخاطي يصنع المخاط بكمية محددة

وفيما يلي الالتهابات والأمراض التي تصيب الجيوب الأنفية بحسب الطبيب المصري:

  • التهاب الجيوب الأنفية الحاد: عادة ما يحدث نتيجة نزلات البرد أو الحساسية، ما يؤدي إلى احتقان وضيق قنوات الجيوب فتمتلئ بالسوائل ما يسبب أعراضا مزعجة مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع وثقل الرأس والإحساس بضغط في الوجه وحَوْل العينين وسيلان الأنف والدوار وألم الأذنين والسعال والتعب العام.

  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن: هذا المصطلح يطلق على التهاب الجيوب الأنفية إن استمر أكثر من 12 أسبوعا، مما يعني أن تصريف سوائل الجيوب صار أكثر صعوبة، وفي هذه الحالة تكون الأعراض مشابهة للأعراض التي سبق ذكرها وإن خفت حدتها قليلا.

  • التهاب الجيوب الأنفية المتكرر: يصيب عادة الأشخاص المصابين بالحساسية، وفي هذه الحالة قد تحدث تورمات أو تكتلات ضمن الجيوب يطلق عليها البوليبات الأنفية مما يغير من طبيعة الجيوب، ومن الجدير ذكره هنا أن التدخين قد يزيد من تواتر التهاب الجيوب من خلال تغير طبيعة وتركيب المخاط المفرز، وهو ما يقلل مناعة الجيوب والأنف بشكل عام.

  • التهاب الجيوب التحسسي: هو التهاب يصيب الأنف بسبب الجزيئات المهيجة (الغبار، العطورات، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات…). ويمكن أن تشمل أعراض حساسية الأنف العطس وحكة الأنف والعينين والاحتقان وسيلان الأنف والسيلان الأنفي الخلفي (مخاط في الحلق)، كما يمكن أن تحدث أعراض التهاب الجيوب الأنفية والحساسية في نفس الوقت الذي تحدث فيه نزلات البرد.

التمارين الرياضية تفيد كثيرا في الحفاظ على تهوية طبيعية للجيوب، مما يساعد على دخول الهواء النقي إلى الصدر والرئتين

ومن الأسباب الأخرى لالتهاب الجيوب الأنفية انحراف الحاجز الأنفي أو الوتيرة، وضعف جهاز المناعة بسبب المرض أو تناول الأدوية.

كما أن بعض المهن قد تسبب التهاب الجيوب وتزيد نسبته كما هو الحال عند الطيارين والغواصين بسبب اختلاف الضغط الجوي.

وأيضا قد تصاب الجيوب الأنفية بأورام لا مجال لذكرها، ويتم تشخيصها عادة عبر تنظير الأنف والجيوب بيد اختصاصي الأذن والأنف والحنجرة، وقد يتطلب الأمر إجراء التصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي ثم إجراء الخزعة والعمل الجراحي المناسب.

وتربط الجيوب الأنفية بالدماغ علاقة وثيقة مما يعني في حال الإهمال أو المعالجة الخاطئة احتمال انتقال التهاب الجيوب إلى السحايا أو الدماغ، وهو ما من شأنه أن يهدد حياة الشخص.

وعادة ما يقرر الأخصائي العلاج ولا يوجد شيء اسمه “أفضل مضاد حيوي لالتهاب الجيوب” فكل حالة لها خصوصيتها، ومن الجدير ذكره أن استخدام المضادات الحيوية بكثرة أو بشكل خاطئ دون استشارة الأخصائي قد يؤدي إلى إزمان الحالة أو اشتدادها أو حدوث اختلاطات دماغية قد تودي بحياة المريض.

ومن ضمن علاجات الجيوب مضادات الاحتقان والغسولات الأنفية والقطرات الموضعية، مع الصادات الحيوية ومضادات التحسس بالفم أو بالحقن العضلي.

من الضروري عدم استخدام البخاخات الأنفية والقطرات الموضعية لأكثر من خمسة أيام، وإلا سيصاب المريض بـ”داء القطرات الأنفية”

وهنا يجدر ذكر أن هناك خطأ شائعا عند البعض وهو استخدام القطرات الأنفية لمدة تزيد عن خمسة أيام، مما قد يؤدي إلى إزمان الحالة وتطور “ضخامة القرينات الأنفية أو الزوائد اللحمية” كما يسميها البعض.

وربما يسبب ذلك إدمانا لدى المريض فيحصل ما يسمى بـ”داء القطرات الأنفية”، مما يعني انسدادا دائما للأنف، ولا يخف إلا باستخدام البخاخات أو القطرات، وهو ما قد يجعل الطبيب بحاجة إلى استخدام عدة بروتوكولات علاجية للتخلص من حالة الإدمان لدى المريض.

وللحفاظ على صحة الجيوب الأنفية ينصح الطبيب المختص بالحذر من استخدام الصادات الحيوية بشكل عشوائي ودون استشارة أخصائي، فطريقة العلاج التجريبي أصبحت من الماضي كما أن كثرة استخدام الصادات تؤدي إلى ضعف الاستجابة والمقاومة للعلاج مما يؤدي بدوره إلى إزمان الحالة وربما يحتاج الأمر إلى تدخل جراحي.

ويجب عدم استخدام البخاخات الأنفية والقطرات الموضعية لأكثر من خمسة أيام، وإلا سيصاب المريض بـ”داء القطرات الأنفية” فلا يستطيع التنفس الطبيعي عبر الأنف إلا من خلال البخاخات.

وقد تفي الغسولات الأنفية، التي تحتوي على السيرومات الملحية، بالغرض في الكثير من الحالات، لاسيما في حالات الحساسية ونزلة البرد وفي بداية التهاب الجيوب.

كما تفيد التمارين الرياضية كثيرا في الحفاظ على تهوية طبيعية للجيوب، مما يساعد على دخول الهواء النقي إلى الصدر والرئتين.

وينصح الطبيب كذلك بضرورة الابتعاد عن جميع الروائح التي تسبب الحساسية قدر الإمكان، وبوجوب استشارة الطبيب الأخصائي إثر الإصابة بالرشح والصداع الذي يستمر أكثر من أسبوع.

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى