نظّمت جماعة الحوثيين، الخميس، عرضا عسكريا ضخما في صنعاء بعد 9 سنوات من سيطرتهم على العاصمة اليمنية، في استعراض قوة يأتي في خضم مفاوضات مع السعودية لإنهاء النزاع الدامي في البلد الغارق في الحرب.
وقام وفد حوثي مؤخرا بزيارة علنية نادرة إلى الرياض لإجراء محادثات مع المملكة، التي تقود منذ مارس/آذار 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنيه في مواجهة الجماعة الحوثيه الموالية لإيران.
وعلى وقع قرع الطبول والموسيقى العسكرية، سار آلاف المقاتلين في ميدان السبعين، تحت أنظار شخصيات حوثية على رأسهم رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، أبرز مسؤول سياسي لدى الجماعة الموالية لإيران، كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وقدّم الحوثيون خلال العرض مدرّعات “محلّية الصنع”، وزوارق محمّلة برشاشات، وصواريخ، وطائرات من دون طيار، فيما كانت ثلاث مروحيات عسكرية تحلّق في سماء العاصمة التي دخلها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر 2014.
وحلّقت مقاتلة حربية على وقع صيحات الحاضرين.
و رغم ضربات التحالف ومحاولة استعادة السيطرة على صنعاء، تمكّن الحوثيون من مواصلة تطوير قدراتهم العسكرية بمساعدة إيران وإحكام قبضتهم على العاصمة اليمنية طوال سنوات النزاع الذي تسبب بمقتل مئات الآلاف بشكل مباشر او غير مباشر، وبأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وكان الحوثيون استولوا على أسلحة الجيش اليمني عندما سيطروا على صنعاء والمناطق المحيطة بها في 2014. ويقول مسؤولون عسكريون في صفوفهم انهم استطاعوا تصنيع صواريخ ومدرعات وطائرات مسيّرة استخدمت لمهاجمة السعودية وكذلك الإمارات، العضو الآخر في التحالف.
وقال بيان للحوثيين لمناسبة العرض العسكري نقلته وسائل إعلام متحدثة باسمهم “سنضاعف مستوى جاهزيتنا القتالية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة ضمن الاستجابة العملية والمسؤولة للتعامل الحازم والرادع مع أي تطورات”.
وأضاف “جاهزون لخوض المعارك دفاعا عن الوطن والشعب في حال لم يلتزم العدوان بمتطلبات السلام المشرف”.
يأتي ذلك فيما وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي جرت على مدى 5 أيام في الرياض بأنها “جدية وإيجابية”، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن على سكّة الحل، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.
وعشية العرض العسكري، قال المشاط إن الحوثيين مستعدون للتعامل بايجابية مع مطالب السعودية الساعية لحماية حدودها وأراضيها ومنشآتها من أي هجمات تنطلق من البلد المجاور لها.
وقال “بكل صدق وشفافية ووضوح نؤكد بأن صنعاء جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض، بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء، ولن تكون صنعاء إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها وكافة بلدان أمتها المسلمة”.
هذا وظهر رئيس المجلس السياسي للحوثيين مهدي المشاط يوم امس الأربعاء 20 سبتمبر 2023 في خطاب مختلف عن خطاباته السابقه مستبدلًا المصطلحات التي عُرف بها هو وجماعته طوال السنوات الماضية بخصوص التحالف الذي تقوده السعودية والحكومه اليمنيه حيث استخدم كلمة “الحرب الدامية” بدلا عن “العدوان” والـ “خصوم المحليين” بدلا عن “المرتزقة والخونة والعملاء” كما كان يطلقها هو و جماعته الحوثيه .
وحذف المشاط مصطلحات أخرى مثل “الاحتلال والعدوان ” ودعا من وصفهم بـ”خصوم الداخل”، ويقصد بهم قيادات الحكومه اليمنيه إلى “العودة نحو جادة الصواب
كما حذف كل العبارات النابيه ضد المملكة العربية السعودية التي اعتاد على إطلاقها طوال السنوات الماضية هو وجماعته (العدوان وقرن الشيطان ) ووصفها بـ”القيادة السعودية وقائد التحالف” .
وعبر المشاط عن سرور جماعته بما نقله وفدها العائد من الرياض عن القيادة السعودية بعد أربعة أيام من النقاشات التي وصفها بالإيجابية.
وقال إن ما نقله وفد جماعته المفاوض لدى عودته من الرياض من الناحية النظرية لا شك يعتبر رسائل وتأكيدات إيجابية و نضعها موضع الترحيب المشروط بسرعة العمل على وضعها موضع التنفيذ”.
وأضاف: “بكل صدق وشفافية ووضوح نؤكد بأن صنعاء جاهزة لمعالجة أية مخاوف لدى الرياض بقدر جاهزية الرياض لمعالجة مخاوف صنعاء ولن تكون صنعاء إلا مصدر خير وسلام لمحيطها وجوارها”.
وأكد المشاط حرص جماعته “على تحقيق السلام العادل والشامل”، معبرا عن تقديره العالي لـ”ما يبذله الاشقاء في سلطنة عمان من جهود مشكورة في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة”.
ودعا القيادي الحوثي من وصفهم بـ”خصومنا المحليين”، الى “المضي معنا في السلام .. مؤكدين أن التسلح بالخارج ضد أبناء بلدهم عمل مشين ومعيق لما نتطلع إليه من حوار يمني يمني يفضي الى الحل السياسي المنشود” وفق قوله.
ويرى مراقبيين وسياسيين ان خطاب المشاط يوم الاربعاء 20 سبتمبر 2023 يكشف كذب واداعاءات الجماعه الحوثيه الزائفه بانها تحارب من اجل سيادة اليمن ووحدته ورفاهية الشعب و الحقيقة أنها خدعت الشعب و أتباعها بتلك العناوين و ما كانت حروبها إلا للسيطرة على السلطة والثروة ولو ذهبت البلاد للجحيم مؤكدين ان الشعارات الكاذبه التي كانت تطلقها الجماعة الحوثي طوال السنوات الماضيه انكشفت من خلال الخطاب الاخير للمشاط
بالمقابل تساءل مراقبيين وسياسيين اين ما كانت تطلقه السعوديه قائدة التحالف والحكومه اليمنيه من تصريحات بانهم يواجهون المد الفارسي وعملاء ايران وان عليهم قطع اذيال هذا المد وايضا قادمون يا صنعاء لتحريرك من الحوثيين وضرورة الحسم العسكري و..و .. وفي النهاية يثبتون سلطة الحوثي و يعترفون به كحاكم وأضافوا كان المفترض بالسعودية كقائدة للتحالف والحكومه اليمنيه قبول الحوثيين من البداية و بدون إراقة كل هذه الدماء والخراب .مؤكدين ان ما حدث مؤخرا من تصريحات متبادله بين الحوثيين والسعوديه والحكومه اليمنيه يكشف ادعاءات كل الاطراف وانه كان لكل طرف من هذه الاطراف اجنده خاصه به الا انها ومع مرور الوقت انكشفت وظهرت الحقائق للشعب اليمني مستائلين بالقول الهذا قامت الحرب طيلة التسع سنوات ودمرت البلد وتشتت الشعب وأفقر وانتهكت كرامة البلاد والعباد