أبرزت حادثة مقتل معلّم قرآن سبعيني يمني على يد مسلحين تابعين لجماعة الحوثي ملامح معركة قديمة سبق للجماعة أن خاضتها ضدّ مراكز دينية سنّية رأت فيها خطرا على سلطتها ونفوذها في عدد من مناطق البلاد.
وأعاد مقتل الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة جنوبي العاصمة صنعاء إلى الأذهان معركة شرسة كان الحوثيون المنتمون إلى المذهب الزيدي قد خاضوها مطلع العشرية الماضية ضدّ مجموعة من السلفيين كانت تتخذ من منطقة دماج بمحافظة صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، في شمال اليمن مقرا لها قبل أن تؤول المعركة إلى طردها من المنطقة بعد محاصرتها لعدة أشهر.
ولا ترغب الجماعة المسيطرة على مناطق شاسعة من شمال وغرب اليمن في تشكيل أي بؤرة لمقاومتها على أساس ديني أو طائفي.
وقبل مقتله نسبت إلى الشيخ حنتوس الذي تصنّفه بعض المصادر كعضو في حزب الإصلاح، وتقول أخرى إنّه أحد شيوخ السلفية في منطقته، دعوته لطلبته إلى مقاومة الحوثيين والتمرّد على سلطتهم.
وأدانت الحكومة اليمنية قتل الشيخ الذي كان يمتهن تعليم القرآن، وتتهمه جماعة الحوثي بالتمرد على سلطتها والتحريض ضدّها وإطلاق النار على عناصرها الأمنية.
ونعت وزارة الأوقاف والإرشاد التابعة للحكومة المعترف بها دوليا في بيان “معلم القرآن الكريم الشيخ صالح حنتوس.” وقالت إنه “استشهد في جريمة غادرة ارتكبتها ميليشيات الحوثي الإرهابية، بعد حصار استمرّ لعدة ساعات وهجوم مسلح بمختلف الأسلحة استهدف منزله ومسجده في مديرية السلفية بمحافظة ريمة.” وأضافت أن “الشهيد، الذي ناهز السبعين عاما، كرّس حياته لتعليم كتاب الله، وتربية الأجيال، والإصلاح بين الناس، وكان رمزا للخير والتقوى، وعلَما في ميدان الدعوة والتوجيه.”