يقلل حرص الرجال على ممارسة التمارين الرياضية، كالجري والسباحة وركوب الدراجات الهوائية…، في أوائل العشرينات من أعمارهم خطر إصابتهم بتسعة أنواع من السرطان، وفق دراسة سويدية حديثة.
وحذرت الدراسة العلمية التي تم نشرها في “British Journal of Sports Medicine” من مخاطر الكسل، مشيرة إلى أن الرجال الذين كانوا يتمتعون بلياقة بدنية في الصغر تقل احتمالات إصابتهم بتسعة أنواع من السرطان بنسبة تصل إلى 40 في المئة. وقال الباحثون “تُظهر هذه الدراسة أن اللياقة البدنية العالية لدى الشباب الأصحاء مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بتسعة من أصل 18 سرطانًا”، وفق صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووجد القائمون على الدراسة، التي دام العمل عليها أكثر من 30 عامًا، أن الأشخاص الذين يتمتعون بلياقة جيدة للقلب والجهاز التنفسي في سن مبكرة كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء والكلى والكبد والبنكرياس والرئة مع تقدمهم في السن. ويمكن استخدام هذه النتائج في رسم ملامح السياسة الصحية، مما يزيد من تعزيز التدخلات التي تهدف إلى زيادة اللياقة القلبية التنفسية لدى الشباب.
◙ الدراسة تحفز الشباب على ممارسة رياضات تتصدرها رياضة المشي والسباحة وركوب الدراجات الهوائية
وتحفز هذه الدراسة الشباب على ممارسة أنواع من الرياضات تتصدرها رياضة المشي والسباحة وركوب الدراجات الهوائية، وكلها تمارين لا تتطلب من ممارسيها الالتحاق بصالات تدريب رياضية، فكل ما يتوجب على الراغبين في تجديد نشاطهم والتمتع بلياقة بدنية عالية عدم الاستسلام للخمول والكسل، وإنما تخصيص بعض وقتهم لبناء قاعدة تحمي الجسم من خطر الإصابة بأحد أنواع السرطان عند الكبر.
وقام باحثون من جامعة غوتنبرغ في السويد بتحليل بيانات أكثر من مليون رجل خضعوا لمجموعة من الاختبارات عندما تم تجنيدهم في الجيش، وتتراوح أعمارهم بين 16 و25 عامًا. وفي بداية التجنيد خضع الرجال لسلسلة من الاختبارات لتقييم عدد من العوامل، بما في ذلك الطول والوزن وضغط الدم وقوة العضلات واللياقة القلبية التنفسية.
وتعني اللياقة القلبية التنفسية إقدرة الشخص على ممارسة التمارين الهوائية مثل الجري وركوب الدراجات الهوائية والسباحة لفترات طويلة، أو حتى صعود السلالم. وأصيب خلال فترة المتابعة، التي تعقب الباحثون خلالها المشاركين حتى بلوغهم سن الخمسين، نحو 84 ألف مشارك، أي 7 في المئة، بالسرطان.
وأظهرت النتائج أنه مقارنة بالرجال الذين كانت لياقتهم البدنية منخفضة حينما كانوا صغارا، فإن زيادة اللياقة القلبية التنفسية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان. وأدت مستويات اللياقة البدنية العالية إلى انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 42 في المئة، تلاه سرطان الكبد وسرطان الأنبوب الغذائي.
كما تم ربط ذلك بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 21 في المئة، وبسرطان الكلى بنسبة 20 في المئة، وبسرطان الرأس والرقبة بنسبة 19 في المئة، وبسرطان الأمعاء بنسبة 18 في المئة، وبسرطان البنكرياس وانخفاض خطر الإصابة بسرطان المستقيم بنسبة 5 في المئة.
ومع ذلك تم ربط مستويات اللياقة البدنية المرتفعة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات بنسبة 7 في المئة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 31 في المئة. وفسر الباحثون سبب ارتفاع معدل الإصابة بسرطان الجلد بـ”التعرض العالي للأشعة فوق البنفسجية” خلال ممارسة الرياضة. وحذر أعضاء الفريق من أنه ليس لديهم بيانات عن النظام الغذائي أو تناول الكحول أو التدخين أو التغيرات في اللياقة البدنية خلال فترة الدراسة.