العار

بقلم/مارلين سلوم

البصمة التي يتركها الفنان لا تقتصر أبداً على ما يقدمه من أعمال سواء كانت ناجحة أم لا، فلا يمكن للجمهور ولا «للتاريخ» أن يذكره ككائن يحمل موهبة فنية أو يعمل في هذا المجال دون أن يذكر الجانب الإنساني والأخلاقي والاجتماعي لديه، ومهما بلغت به نشوة التباهي بشهرته، إلا أن كل هفوة يرتكبها خارج إطار العمل ستبقى محفورة وربما تصل إلى حد الوصمة التي لا ولن ينساها الجمهور.

يتباهى محمد رمضان بأنه غنى في أمريكا، ويقول إن «التاريخ لن ينسى أنني أول مصري غنى في حفل كوتشيلا»، وكأنه «الفتح العظيم» والحدث الذي ستدخل به مصر التاريخ والمجد من أوسع الأبواب! إنه العار، لا «كوتشيلا» هو الحفل الذي يستحق أن يُذكر في «التاريخ»، ولا حضور فنان عربي في أمريكا والغناء أو التمثيل فيها سابقة تاريخية لم نشهد مثلها من قبل، فبماذا يتباهى رمضان؟ إلا إذا كان محدث نعمة في الفن ولا يذاكر التاريخ ومن دخله وسجل اسمه عالياً وكيف شرّف بلده بفنه على أهم مسارح العالم مثل السيدتين فيروز وأم كلثوم.
«كوتشيلا» مهرجان متواضع، ولقلة الإقبال عليه في بدايته ألغيت دورته الثانية ثم أعلن عن فتح أبوابه أمام كل الناس ليستقطب الجمهور، وليصبح المنصة الداعمة للمثليين ويقصدها فنانون من ال «ميم» ويلحق بهم جمهورهم من الانتماء نفسه، هذا من الجانب الفني وتقييماً لطبيعة المهرجان ومستواه ولا داعي لمقارنته بالمهرجانات والمسارح الغنائية المهمة عالمياً.

مشكلة بعض الفنانين أنه يغرقون في بهرجة الشهرة التي تبهرهم أكثر مما تبهر الجمهور، وتعميهم فتجرفهم في طريق الانشغال بالذات وتلميع الشكل والبحث عن أي ضجة و«فرقعة» كلما اتجهت الأضواء والأنظار بعيداً عنهم نحو نجوم آخرين، والمشكلة الأكبر أن هذا الطريق يصل بهم إلى حال لا يحسدون عليه من الغرور، وهنا يصابون بنوع آخر من العمى يوحي لهم بأن أي نقد أو رأي مخالف لرأيهم ينبع من حاقد يرغب في إحباطهم، ويرددون مقولة «أعداء النجاح» في محاولة لإقناع أنفسهم والجمهور والصحافة بأنهم على حق وأن نجاحهم الباهر يعرضهم للحسد والمكائد!.

ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة، التي يلبس فيها محمد رمضان زياً من ذهب، ويستحم بصابونة من ذهب، ويضع تاجاً كالملوك، ويرتدي عباءة توحي بأنه ملك فرعوني، بغض النظر طبعاً عن زي الرقص الشرقي الذي جاء انسجاماً مع هز الوسط والرقصة المصممة له خصيصاً في لوحة استعراضية مدروسة مع فرقة تحيط به ترتدي ما يتناسب مع زيه وترقص على الإيقاع نفسه مع هز الوسط، أي أن تبرير زي «الرقاصة» الذي لم يعلم به وأنه تنفيذ لرؤية مصممة الأزياء غير صحيح ولا منطقي، علماً بأن رمضان يتباهى دائماً بكل إطلالاته ويعرف ماذا يفعل، كما يتباهى بالثراء الفاحش باستمرار.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى