النوم نعمة

بقلم/منى البلوشي

النوم من الحاجات الأساسية والضرورية للحفاظ على صحة الإنسان النفسية والجسدية، فهو ليس مجرد حالة من الراحة أو التوقف عن النشاط، بل هو عملية حيوية مُعقدة يقوم خلالها الجسم والعقل بإعادة التوازن وتنشيط الوظائف الحيوية، قال الله تعالى: (وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سُباتا). وتحدث الكثير من العمليات المهمة مثل إصلاح الخلايا وتقوية الجهاز المناعي وتنظيم الهرمونات وتعزيز قوة الذاكرة والحفاظ على الحالة المزاجية. ومع تسارع نمط الحياة وزيادة الضغوط اليومية أصبح الكثير من الناس يُعانون اضطرابات النوم أو نقصه حيث يؤثر بشكل سلبي في جودة حياتهم وصحتهم.
وقال الله عز وجل: (ومن آياته منامكم بالليل والنهار)، فتأثير النوم للصغار والكبار لا يقتصرعلى الجانب البدني فحسب بل يمتد إلى الجوانب النفسية والاجتماعية والغذائية والعقلية، حيث يلعب دوراً حاسماً في تعزيز الصحة كجزء أساسي من نمط حياة سليم، ويسهم في تجديد الطاقة وتحسين الوظائف العقلية والجسدية وتجديد وترميم الخلايا وتعزيز جهاز المناعة. فالذين لا ينامون لوقت كاف يتراجع نشاطهم البدني، فساعات النوم ليست العنصر الأساسي الوحيد في تحديد مُستوى جودة النوم بل ترتبط باختيار الأوقات.
فالنوم ليلاً هو الخيار الصحيح لتعزيز جودته والإسهام في التطور البدني والعقلي والتزود بالطاقة اللازمة، خصوصاً الأطفال لتحقيق أفضل تحصيل دراسي وتمكينهم من أداء واجباتهم اليومية، فعدم حصول الأطفال على قسط كاف من النوم يشعرهم بالإرهاق والعجز عن أداء واجباتهم، نظراً لافتقادهم للطاقة اللازمة، فضلاً عن إصابتهم بالتوتر والعصبية. فالإنسان الذي لا يأخذ قسطاً كافياً من النوم والراحة يكون عرضة للإصابة بأمراض نفسية ومنها القلق والاكتئاب والعصبية، وكذلك يؤثر السهر في التركيز والذاكرة نتيجة التأثير في وظائف الدماغ.

فالاعتياد على أوقات صحية للخلود إلى السرير وتجنب المشروبات الغنية بالكافيين قبل النوم والتوقف عن تناول الطعام نحو 4- 6 ساعات مع تجنب تفحص الهواتف المتحركة أو الأجهزة اللوحية يحقق أكبر استفادة مرجوّة من النوم، فالسهر يؤدي إلى زيادة هرمون (الجريلين) وهو يفرز من المعدة ويؤدي لزيادة الشهية وانخفاض هرمون (اللبتين) الذي يفرز من الخلايا الدهنية ويؤدي إلى الشعور بالشبع وهذا الإخلال يؤثر في مستويات الهرمونات ولتناول الطعام في أوقات غير منتظمة أو تناول وجبات مُتتابعة في وقت قصير، فقلة النوم تتسبب بانخفاض مستوى الانتباه والتركيز.

ومن النصائح لتعديل أنماط النوم الاعتياد على الاستيقاظ مبكراً والحدّ من القيلولة الطويلة وإنشاء روتين ليلي مثل أخذ حمام ساخن وقراءة كتاب وممارسة التأمل لبضع دقائق لتهدئة الجسم، وتكرار هذه العادات كل ليلة يساعد على ضبط الحالة المزاجية للحصول على نوم هادئ، إضافة إلى ضرورة تجنب الكافيين والمشروبات المنبهة.

متابعات

إقرأ ايضا

اخترنا لك
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى