سيرين عبد النور: لا ألهث وراء الأضواء بل وراء الحقيقة

في زمن تتبدّل فيه ملامح الفن وتتسارع وتيرة الحياة، تبقى سيرين عبد النور واحدة من القلائل الذين ينجحون في الجمع بين النضج الفني والاتزان الشخصي. بصراحة لافتة ونضج كبير، تفتح سيرين قلبها في هذا اللقاء لتتحدث عن التحوّلات التي عاشتها امرأةً وفنانةً وأمّاً، عن التصالح مع الذات بعد سنوات من العطاء، عن ضريبة النجاح وأضواء الشهرة، وعن الإيمان بأن الاستمرارية لا تولد من الصدفة، وإنما من الشغف والمثابرة. من علاقتها بالعائلة والجمهور، إلى نظرتها للتغيير في صناعة الدراما والسينما، تكشف لنا سيرين وجوهاً متعددة لامرأة لم تعُد تلهث وراء الأضواء بقدر ما تسعى لأن تكون حقيقية في كل ما تقدّمه.

مديرة ابداعية . Jade Chilton

تصوير . Michel Takla

تنسيق الأزياء . Cedric Haddad

مكياج . Zeina Ibrahim

شعر . Alireza Mousavi

موقع التصوير . BickiBoss Studio

– بأي مرحلة تمرّين حالياً على المستوى الشخصي؟

أعتبر نفسي الآن في مرحلة نضج عميق وتصالح مع الذات. هذه ليست مرحلة استراحة، بل محطة تأمّل ومراجعة. أُعيد تدوير أفكاري، أراجع خطواتي، وأمنح نفسي وقتاً كي أفهم أكثر من أين بدأت، وإلى أين أريد الذهاب. صرت أسأل نفسي بصدق: ما الذي قدّمته للناس ولنفسي؟ ما هي الأمور التي صنعت مني امرأة قوية، وأي تجارب تركت في داخلي دروساً لن تُنسى؟ لم أعُد أبحث عن الكمال، بل عن السلام الداخلي. هذه المرحلة ليست فقط خاصة بي، بل أظن أن كل إنسان في لحظة ما يحتاج أن يسأل: هل أنا فعلاً في مكاني الصحيح؟ وأين أحتاج أن أكون؟

– هل شعرتِ أن هناك أحداثاً أو مواقف غيّرتك بشكل جذري؟

بالتأكيد، لأن الحياة بطبيعتها مليئة بالمفترقات. هناك مواقف تبنيك وأخرى تكشف لك حقيقتك أو حقيقة مَن حولك. أكثر ما غيّرني هو الشعور بالمسؤولية الذي رافقني بعد الزواج، وازداد أكثر بعدما أصبحت أمّاً. الأمومة جعلتني أنظر الى الأشياء من زوايا جديدة، ودفعتني لأكون قدوة حقيقية، لا صورة جميلة على الشاشة فحسب. تعلّمت أن ردود الفعل ليست دائماً هي الحلّ، وأن الحكمة تكون أحياناً في الصمت. اليوم، صرت أكثر اتّزاناً، أعرف متى أتكلم ومتى أتراجع، وأصبحت واعية بأن كل تصرف يصدر عني قد يؤثر في مَن يتابعني ويحبّني.

– كيف ترين تأثير السوشيال ميديا في الفنانين، خاصة مع بروز «المؤثرين»؟ وهل يزعجك ذلك؟

أبداً، لا يزعجني. بل على العكس، أراه تطوراً طبيعياً لعصرنا. نحن نعيش في زمن السرعة والتفاعل اللحظي، والسوشيال ميديا أصبحت منصّة مفتوحة للجميع. أحب متابعة بعض المؤثرين الذين يقدّمون محتوى حقيقياً، بسيطاً، ويشبه الناس، مثل يارا بو منصف. في النهاية، ما يهمّ هو نوعية الرسالة التي يقدّمها الشخص، وليس تصنيفه كفنان أو مؤثّر. لم يعُد الفن يقتصر على التمثيل أو الغناء، بل بات يشمل طريقة التفكير، أسلوب الحياة، وحتى نهج التواصل مع الآخرين.

– برأيك، هل البطولات المشتركة تحدّ من حضور الممثل اللبناني أو السوري؟

أبداً، على العكس تماماً. البطولات المشتركة إذا كانت موزّعة بشكل عادل وذكي، تضيف الى النص وتُثري القصة. الجمهور اليوم لا ينجذب فقط الى البطل الواحد، بل يتفاعل مع كل شخصية تحمل عمقاً إنسانياً وحبكة مشوّقة. في «دانتيل»، لم تكن الحكاية عني فقط، بل عن مجموعة من الشخصيات التي تفاعلت وتطوّرت بشكل متوازن. هذه النوعية من الأعمال تجعل الممثل يتحدّى نفسه وتمنح المُشاهد تجارب درامية أكثر نضجاً وواقعية.

– هل تشعرين أن السينما فقدت مكانتها بسبب المنصّات الرقمية؟

السينما لم تفقد مكانتها، بل تغيّر شكل وجودها في حياة الناس. اليوم، المنصّات الرقمية جعلت الفيلم أقرب، وأسهل، ويمكن متابعته في أي مكان وزمان. لكن سحر السينما، ذلك الشعور الخاص الذي يرافق الجلوس في صالة مُظلمة أمام شاشة كبيرة، لا تزال له مكانة في قلبي. كل ما في الأمر أن الجمهور صار يختار طريقته الخاصة في الاستهلاك، ونحن كمبدعين علينا أن نواكب هذا التغيير لا أن نخافه.

– النجاح قد يكون سهلاً، لكن كيف تحافظين على الاستمرارية؟

الاستمرارية بالنسبة إليّ ليست صدفة، بل قرار يومي. هي نتاج شغف لا ينطفئ، تعب متراكم، أفكار لا تتوقف، وعلاقة صادقة مع الجمهور. النجاح الأول قد يحدث بسرعة، لكن الاستمرارية تحتاج منك أن تعيدي اختراع نفسك باستمرار، من دون أن تفقدي هويتك. حتى في الأوقات التي ابتعدتُ فيها عن الشاشة، كان الناس يتذكرونني، أحياناً من صوتي فقط. هذا لأن العلاقة لم تكن سطحية، بل إنسانية وعاطفية بامتياز.

– هل هناك خوف من أن تنطفئ الأضواء في يوم من الأيام؟

الخوف لم يعُد يسيطر عليّ كما في بداياتي. الأضواء لا تدوم لأحد، وأنا لا ألهث وراءها. اليوم، أفهم أن الغياب لا يعني النسيان، بل هو فرصة لإعادة التقييم. المهنة تشبه دقّات القلب، فيها صعود وهبوط. الجميل فيها أنكِ إذا حافظتِ على نفسك وعلى محبّة الناس، تعودين أقوى. الخذلان الوحيد هو أن تعيشي بوهم دائم بأن كل شيء يجب أن يكون على ما يرام.

– ماذا تعني لكِ العائلة في ظل ضغوطات الحياة؟

العائلة هي عالمي الموازي، هي المكان الذي أخلع فيه كل أقنعتي وأكون على طبيعتي. في عزّ الضغوطات، عندما أغلق باب بيتي، أشعر أنني عدتُ إلى ذاتي. الحب الذي أعيشه مع زوجي وولدَيّ لا يشبه أي شيء آخر، وهو دافعي الأول في الحياة. نجاحاتي لا تعني شيئاً إن لم أجد مَن أشاركهم الفرح الحقيقي في نهاية اليوم.

– كيف تتعاملين مع النقد السلبي على مواقع التواصل، خاصة إذا طاول ابنيكِ؟

أعلّم ولدَيّ أن الحياة ليست وردية، وأن كل شخص ناجح سيتعرّض للنقد يوماً ما. لا أستطيع حمايتهما من كل شيء، لكن يمكنني تقويتهما نفسياً. أما أنا فصرتُ أتعامل مع النقد بوعي: إن كان بناءً أستفيد منه، وإن كان عدائياً أتجاهله أو أردّ عليه برقيّ. الأهم أن نحافظ على احترامنا لذاتنا، لا أن نبحث عن رضا الجميع.

– ما هو الضعف الذي لا تشاركينه أبداً عبر السوشيال ميديا؟

لحظات الحزن والضعف، لأنها أمور خاصة جداً. لا أحب أن يرى الناس هذه الجوانب، ليس هروباً، بل حفاظاً على خصوصيتي وعلى مشاعري. حتى ابناي لا أشاركهما كل شيء. عندما أكون في حالة حزن، أفضّل الصمت والتأمّل. أحتاج الى تلك اللحظة كي أفهم نفسي وأستعيد قوّتي بهدوء.

– ما أكثر موقف شعرت فيه بالخذلان؟

الخذلان الأكبر يأتي دائماً من الناس الذين نحبّهم. خاب أملي حين وثقتُ بأشخاص منحوني وجهاً مزيّفاً، أو حين علّقت آمالي على مشاريع فنية لم تأخذ حقها كما توقّعت. هذه المواقف تؤلم، لكنها أيضاً تُنضجني، وتجعلني أختار بعناية في المستقبل.

– حدّثينا عن مسلسل «المشتبه الرابع».

مسلسل «المشتبه الرابع» هو تجربة جديدة ومميزة بالنسبة إليّ. إنه مشروع ضخم يتم تقديمه على مدار ثلاثة أجزاء، وهو ليس مجرد عمل درامي عادي، بل يحمل فكرة مبتكَرة. القصة تدور في المستقبل (العام 2050)، وهذا أمر يثير حماستي. التحدّي يكمن في تقديم شخصيات تنتمي إلى فترة مستقبلية، ومع ذلك يجب أن تظل قريبة من المشاعر الإنسانية والواقع الذي نعيشه اليوم. يشاركنا في بطولة هذا العمل هيفاء وهبي ويوسف الخال، بالإضافة إلى نخبة من الممثلين الذين أعتقد أنهم سيضيفون الكثير الى القصة. أنا متحمّسة جداً لهذا المسلسل لأنه يناقش موضوعات عميقة ويجمع بين التشويق والإثارة. أتمنى أن يرى النور قريباً ويحظى باهتمام الجمهور كما أتوقع.

– ما هي الأعمال التي تابعتِها في رمضان؟

في رمضان، كنت أبحث عن الأعمال التي تحمل قيمة حقيقية وتنجح في جذب انتباهي بسبب قوّة محتواها وليس فقط بفضل الدعاية. شاهدت «تحت سابع أرض» لتيم حسن وكاريس بشار، وقد أعجبني أسلوب السرد الدرامي والعمق النفسي لشخصياته. كما تابعت «البطل» لليث حجو و»بالدم» من كتابة نادين جابر، وهما عملان يقدّمان دراما اجتماعية وإنسانية عميقة. أما مسلسل «لام الشمسية» لأمينة خليل، فقد جذبني أيضاً، وأتطلع لمشاهدته. في النهاية، أختار الأعمال الفنية التي تحقق صدى حقيقياً، وتتناول قضايا اجتماعية أو إنسانية تلامس قلب المُشاهد، وليس فقط تلك التي تروّج لها الحملات الدعائية بكثافة.

– مَن هو الفنان الذي ترغبين في التعاون معه؟

أعتقد أن الفن يجب أن يكون تجربة مشتركة وغنية، وأن التعاون مع زملاء فنانين يساهم في تقديم عمل جديد ومختلف. أحب كثيراً باسل خياط، وهو صديق عزيز. بيننا كيمياء فنية رائعة، وأشعر أن الجمهور أيضاً يحب أن يرانا معاً. في المستقبل، قد يكون لدينا مشروع مشترك، وقد أكون متحمّسة له جداً. التعاون مع فنانين نحبّهم ونقدّرهم يزيد من فرص النجاح ويساهم في تقديم أعمال مميزة.

– مَن تحبين أكثر: سيرين الممثلة أم المغنّية؟

لا يمكن المقارنة بين الاثنتين، لأن لكل جانب من حياتي خصوصيته وتأثيره في شخصيتي. التمثيل بالنسبة إليّ هو موهبتي الأساسية، وهو ما منحني الشهرة والتقدير، وأعطيته معظم وقتي وجهدي. التمثيل يعني أن أعيش شخصيات مختلفة وأدخل في أعماق المشاعر البشرية بكل تفاصيلها. أما الغناء فهو التعبير عن نفسي بكل عواطفي وأحاسيسي، ويُعدّ بمثابة منفذ للإبداع الشخصي. سيرين الممثلة تعيش الشخصيات بكل أعماقها، بينما سيرين المغنّية تعبّر عن نفسها بكل جوارحها. كل جانب منهما يُكمل الآخر، لكن التمثيل يظل الأساس بالنسبة إليّ.

– هل هناك فكرة لديو غنائي؟ ومَن تختارين؟

بالطبع، فكرة الديو الغنائي مثيرة جداً. أنا وهيفاء وهبي قد نغنّي معاً يوماً ما، خاصة بعد النجاح الكبير لفكرة تعاوننا في المسلسل. هذا التعاون قد يُثمر عن أغنية رائعة أو حتى تتر للعمل. هيفاء فنانة رائعة ولديها صوت قوي وجاذب، وقد يكون بيننا تناغم مميز جداً إذا قررنا تنفيذ هذه الفكرة في المستقبل. عالم الموسيقى يعج بالإمكانيات، وأنا أحب استكشاف كل هذه الأبعاد.

– ما رأيك في قضية فضل شاكر؟ وهل تؤيدين عودته الى الساحة الفنية؟

أنا أؤمن بسيادة القانون على الجميع، سواء كانت القضية تخص فناناً أو شخصاً عادياً. لا يمكن أي شخص أن يكون فوق القانون، وهذا أمر أساسي في أي مجتمع. مسألة عودة فضل شاكر تتعلق بالقضاء، وأي قرار سيُتخذ في هذا الصدد يجب أن يكون مبنيّاً على القوانين والعدالة. شخصياً، ليس لدي اعتراض إذا تمت تبرئته أو إدانته، ما يهمّ هو أن تتحقق العدالة. بغض النظر عن محبّتي الشخصية له، فالمسألة القانونية هي التي يجب أن تحكم هذه القضية.

– لا تزالين في لبنان رغم الظروف الصعبة، ما السبب؟

ما زلت أؤمن بلبنان وبقدرة شعبه على الصمود. هذه الأرض تحمل في طيّاتها تاريخاً عريقاً وحضارة غنية لا يمكن أن تُمحى مهما قست الظروف. في أعماقي، أؤمن بأن لبنان سيعود ويقف على قدميه بشموخ. ليس لديَّ أي شك في أن هذه الأرض ستعبُر الأزمة وتعود إلى ما كانت عليه. لذلك، أنا هنا، في هذا البلد الذي أعتبره منزلي، لأنني أملك الأمل بأن الغد سيكون أفضل وأن لبنان سيستعيد مجده.

– هل هناك قرار ندمتِ عليه في حياتك؟

لا أندم على قراراتي بشكل عام، لكن إذا كان هناك قرار ندمت عليه فهو في بعض العلاقات الشخصية. أحياناً، قد نمنح الثقة لشخص لا يستحقها، وهذه هي أخطاء الحياة. التجارب تعلّمنا كيف نختار بحذر مَن ندعهم يدخلون حياتنا. النصيحة التي أوجّهها لنفسي ولولدَيّ دائماً هي: «لا تعطي ثقتك بسهولة لأشخاص لا يظهرون لكَ احتراماً حقيقياً. الحياة تعلّمك أن تكون أكثر انتقاءً في مَن تعطيه قلبك».

– ما القطعة التي ترفضين ارتداءها رغم كونها موضة رائجة؟

موضة الـ “Pas D’elephant”! أكره هذه الصيحة كثيراً ولا يمكنني فهم كيف أصبحت موضة. أعتقد أن هناك قطعاً تحمل طابعاً معيناً، لكن هذه الموضة لم أستطع التكيّف معها. الأناقة يجب أن تكون متجدّدة ومريحة، وعندما لا تشعرين بالراحة في ما ترتدينه، يظهر ذلك على ملامحك وسلوكك.

– مَن هم المصمّمون الذين تحبين ارتداء تصاميمهم؟

أنا محظوظة بأنني أتعامل مع مجموعة من المصمّمين المبدعين، وأحب تصاميمهم جميعاً… من بينهم: زهير مراد، نيكولا جبران، إيلي صعب، أنطوان القارح، رامي قاضي، وطوني ورد. كل هؤلاء المصمّمين هم أصدقائي وأكنّ لهم احتراماً كبيراً. لكل واحد منهم رؤيته الخاصة وأنا أحب التنوّع في أعمالهم. لا يقتصر الأمر على التصميم فقط، بل يشمل الإبداع الذي يظهر في كل قطعة يصمّمونها.

– كيف تختارين إطلالاتك؟

الأناقة بالنسبة إليّ هي أكثر من مجرد اتّباع للموضة السائدة. إنها تعبير عن الشخصية والراحة الداخلية. إذا لم أشعر بالراحة في ما أرتديه، فذلك سينعكس في تصرفاتي. لذا، أولويتي هي اختيار الملابس التي تجعلني أشعر بالثقة والراحة. الجمال لا يتوقف عند اختيار الألوان أو القصّات، بل يكمن في كيفية تفاعل الشخص مع ما يرتديه، وكيف يعكس ذلك من خلال تصرفاته وأسلوب حياته.

– ما جديدك على الصعيد الفني؟

أُحضّر حالياً لأغنية لبنانية جديدة بعنوان «عاملين عقدة للبنات»، من كلمات هشام بولوس وألحان منير بركات. كما أواصل التحضير لمسلسل «المشتبه الرابع» الذي نعمل عليه حالياً. أعتقد أن هذا المشروع سيشكل تحدّياً كبيراً، لكنه سيمنحني فرصة لتقديم عمل فني جديد ومميز للجمهور.

– كيف الأصداء على أغنتيك الجديدة «عاملن عقدة»؟

الحمد لله، الأغنية حظيت بنجاح كبير منذ اللحظات الأولى لإصدارها، وأنا سعيدة جدًا بردود الفعل الإيجابية التي وصلتني من الجمهور. «عاملن عقدة» لمست قلوب الناس، ويبدو أنها عبّرت عن مشاعر وتجارب مرّت بها شريحة واسعة، وخصوصًا النساء، وهذا ما جعل الأغنية تنتشر بسرعة وتتفاعل معها الناس بشكل عفوي.

ما أسعدني أكثر هو التفاعل الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما لا يمكنني أن أنسى فضل فريق العمل الذي كان خلف هذا النجاح، فقد عملنا معًا بإحساس كبير لنخرج بعمل يحمل هوية فنية واضحة، ويُشبهني في شخصيتي ومسيرتي.

متابعات

إقرأ ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى