اليمن : استدعاء أعضاء المجلس الرئاسي.. السعودية تواصل سياستها العبثية مع أردأ نخبة سياسية عرفتها اليمن

استدعاء سعودي جديد لمجلس القيادة الرئاسي الذي شكلته المملكة، قبل أكثر من عام ونصف، مع حليفتها الإمارات.

الاستدعاء هذه المرّة ليس مختلفا عن سابقاتها، فالمجلس المتصارعة أركانه، الموجودة بشكل كامل خارج اليمن، موزَّعة على الرياض وأبو ظبي، أمام خطة سعودية جديدة قد تطيح به، وتعيد تشكيله من جديد، أو قد تلحقه قسراً بمجلس مليشيا الحوثي، الذي بات بوابة السعودية للتسوية المزعومة في اليمن.

تضرب الرياض بكل أدوات اللياقة والدبلوماسية الدولية عرض الحائط، وهي تمارس ألعابا صبيانية في اليمن، فتحارب حين تشاء، وتتوقف حين تملّ من الحرب، وتنصِّب مجلساً رئاسياً، وتعزل رئيساً، أو تدعم كيانات ومليشيات خارج الدولة، وحين تفشل وصفتها في تحقيق أجندتها تعود إلى مربع البداية، وتبحث في حديقتها الخلفية عن باقي حليف محتمل لم تلطخه بالعار.

على طريقة أسلافهم، الذين كانوا يصنعون أصناما من التمر (يعبدونها وحين يجوعون يأكلونها)، تصنع السعودية اليوم أصنامها من قادة المليشيا، وتعود إلى التهامها، وتحويلها إلى ألغام على الأرض.

وجدت الرياض ومعها أبو ظبي بلدا تجربان فيه نزوات مراهقة مبكرة لبلدين لا يتكئان إلا على براميل من النفط، ومخزون من حماقة ساسة صغار يعتقدون بأن بإمكانهم تغيير خارطة المنطقة بناءً على رهان بينهم.

لم يكن الخارج ليستقوي على اليمن لو لم يجد نخبا سياسية قابلة للسحب والطَّرق، تعمل وفق أجندة المموِّل الأجنبي، وهو ما جعل البلاد تسقط في أول جولة من صراع الأطماع الدولية والإقليمية في المنطقة.

تتحمَّل النّخب اليمنية جميعها مسؤولية هذا المآل، الذي جعل طهران والرياض وأبوظبي ومليشياتها تعيث في الأرض فسادا، وتروِّج لوهم الخلاص، فيما تسوق الجميع إلى محرقة أُخدود جديدة لأحلام اليمنيين ومستقبلهم.

بعد سنوات من الخراب والدَّمار -تحت لافتة استعادة الدولة اليمنية- لم يعد خافيا على أحد من وقف خلف استدعاء الحوثي من صعدة، وسلمه اليمن، وكيف أن مهندس العملية بات اليوم هو من يضع اللمسات الأخيرة لشرعنة المليشيا، وزرعها للأبد في الجسد اليمني، أو هكذا يتصوّر سفير الرياض، وهو يسرِّب خارطة طريق جديدة للتسوية بمجلس رئاسي جديد برئاسة الحوثيين، بعد أن لعب مجلس العليمي وشركاؤه دور المسمار الأخير في جسد الشرعية اليمنية.

فهل تنجح الوصفة السعودية أم سيكون لليمنيين رأي آخر في تحديد مستقبل بلادهم؟ [ولا يفلح الساحر حيث أتى].

متابعات

إقرأ ايضا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى